خيم الهدوء صباح امس علي ميدان التحرير والشوارع المؤدية لوزارة الداخلية خاصة شوارع محمد محمود ومنصور والفلكي ونوبار والتي قد شهدت علي مدار ال6 أيام الماضية اشتباكات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن لتعود الحياة الي طبيعتها مرة اخري بعد توقف الاشتباكات والتي اسفرت عن سقوط 12 شهيدا ومئات من المصابين .. المتظاهرون انسحبوا الي ميدان التحرير بعد عدة نداءات للعودة الي الميدان وعدم جدوي اقتحام وزارة الداخلية الامر الذي يرفضه جميع الحركات الشبابية والقوي والتيارات السياسية المختلفة واعلان الالتراس عن عدم مشاركتهم للمتظاهرين في هجومهم علي مبني الداخلية . عادت الحياة الي طبيعتها لتنتظم حركة سير السيارات بشارع محمد محمود وتتواصل اعمال تنظيف الشارع ومناطق الاشتباكات ورش المياه بعد ازالة مخلفات الاشتباكات " الطوب والحجارة والزجاج المهشم " من قبل عمال وسيارات هيئة نظافة وتجميل القاهرة . » الأخبار « أمام الداخلية كلاب حراسة .. مدرعات .. مصفحات الامن المركزي .. اسلاك شائكة وجدران خرسانية .. هذا هو المشهد أمام وزارة الداخلية والتي انفردت " الاخبار " باختراق محيطها لترصد بالكلمة والصورة طبيعة الاجواء في محيط مبني الوزارة بعد توقف الاشتباكات .. المشهد أشبه بالثكنة العسكرية حيث قامت اجهزة الامن ببناء الجدران الخرسانية في جميع الشوارع المؤدية الي مبني الوزارة لتتولي شركة المقاولون العرب اعمال بناء الحواجز والكتل الخرسانية ولحامها بعضها البعض عن طريق قطع حديدية يصعب هدمها فيما بعد ولجأوا الي تلك الحيلة بعد نجاح المتظاهرين في هدم جدار شارع محمد محمود الذي انشأته القوات المسلحة عقب اشتباكات شارع محمد محمود في نوفمبر الماضي .. حيث اعترض احد مهندسي شركة المقاولون العرب حين التقط مصور الاخبار بعض الصور التي تبرز اللحامات الحديدية التي تصل الكتل بعضها البعض في شارع منصور باتجاه وزارة الداخلية . تعتقد للوهلة الاولي عند عبور الحاجز الامني من ناحية منطقة عابدين انك تستطيع المرور بجانب وزارة الداخلية دون أن يعترضك أحد .. حيث يستقبل المارة المتوجهين إلي الوزراة الكلاب البوليسية والأسلاك الشائكة ومدرعات الجيش .. فقد انتشر عدد كبير من الضباط وافراد الشرطة بالزي المدني يتحققون من هوية اي شخص يحاول المرور بالشارع ليقومون بمساعدتهم في الوصول الي الأماكن التي يقصدونها . اختفاء اللجان الشعبية وفي سياق متصل انسحب جميع أعضاء اللجان الشعبية الذين كانوا يمنعون مرور أي فرد إلي داخل شارع محمد محمود منعا لتجدد الاشتباكات واكتفي المارة بحلقات نقاشية أمام مدخل الشارع حول الأحداث وجدوي اقتحام الداخلية ودخلوا في مناقشات حادة مع المعتصمين الذين أكدوا لهم ان ميدان التحرير لا يجب ان يخلوا من الاعتصام. من ناحية أخري اختفت جميع المستشفيات الميدانية من المشهد بالشوارع الجانبية المؤدية لوزارة الداخلية والتي قد وصل عددها الي ما يقرب من 15 مستشفي في شوارع يوسف الجندي ومحمد محمود والفلكي وغيرها بعد هدوء الأحداث وانسحب جميع الأطباء إلي المستشفي الميداني المركزي بمسجد عمر مكرم ليستعد الجميع للعصيان المدني وما يتوقع من حدوث اشتباكات او احداث ساخنة في ميدان التحرير وقام الاطباء بحصر للأدوية والمستلزمات الطبية حوزتهم للوقوف علي ما ينقصهم من أدوية واسعافات أولية.