سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حكماء الرياضة يضعون خريطة الطريق للخروج من الأزمة الگشف عن الحقيقة.. معاقبة الجناة.. تعويض »أسر« الضحايا.. خطة للتوعية وإيقاف ستاد بورسعيد.. تطهير الإعلام الرياضي..ضمانات لعدم تگرار الگارثة
المؤكد ان الخطب فادح.. والمصاب جلل.. والجريمة بشعة.. والخسارة موجعة.. المؤكد ان الضحية مصر.. وان الضحايا هم فلذات اكبادنا.. وان الجناة مصريون.. وان التوابع قاسية.. وان التداعيات مرعبة.. وانه في غياب العقل.. وسيطرة الغضب.. وتصاعد الحقد.. وهيمنة العنف تتضاعف الخسائر.. وتتراكم المآسي.. وتتلاشي الآمال.. ويتعاظم اليأس ويتعمق الاحباط.. وقبل ان يقودنا كل هذا الزخم الاسود الي النفق المظلم وقبل ان نتوه في الدروب المعتمة والمسالك القاتمة تعالوا نبحث عن شعاع خافت يبعث ولو بصيص ضوء باهت نتحسس به خطواتنا القادمة والسؤال الذي نطرحه الآن علي حكماء الاسرة الرياضية والرموز العاقلة منها.. هل هناك أمل في تقليص الفجوات ورتق الثغرات وعلاج التشققات ولململة العائلات. القصاص اولا يقول د. طه اسماعيل الخبير بالاتحادين الدولي والافريقي.. القصاص اولا.. وكما يقول كتابنا الكريم »ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب« وكما تقول الاية الكريمة »انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف«.. ولذلك فإني اري ان البداية لابد وان تكون في اجلاء الحقائق وكشف الخلفيات بعد اجراء تحقيقات مستفيضة ويتم تقديم المذنبين للعدالة مهما كانت مناصبهم ومواقعهم ومعاقبتهم علي جرائمهم حتي نعيد للنفوس المكلومة والامهات والاباء الثكلي بعض توازنها ثم بعد ذلك ننظر فيما يجب ان يحدث.. كما لابد وان يتم معاقبة ستاد بورسعيد المشئوم والموصوم بعدم اقامة اي مباريات علي ملعبة لمدة لا تقل عن خمس سنوات.. وهذا عرف رياضي مع الملاعب الموبوءة، حدث مع ستاد ديفرانس الفرنسي عندما لم يحسن تنظيم المباراة بين منتخبي فرنسا والجزائر وكان المنفلتون من الجزائريين ومع ذلك تمت معاقبته. القضية أكبر ويقول الاعلامي فهمي عمر الخبير في مجال الاعلام الرياضي: ان القضية اكبر من هذا بكثير.. القضية لابد وان تتناول الاعلام والالتراس والاتحاد وغير هذا من المجالات التي اسهمت في الاحتقان والالتهاب الذي صادف الجو الرياضي.. لايجب ان يمتهن الاعلام الرياضي كل من احتجبت عنه اضواء الملاعب يذهب يبحث عنها امام الكاميرات ويدلي بأراء غير وطنية ويسهم في تأليب طوائف الشعب علي بعضهم ويثير الرأي العام ويحيك الفتن والمؤامرات.. ولا يجب ان يتحول الالتراس من اعداد من الجماهير الي غول يرعب الاندية والفرق ويتحكم في مقدراتهم ويفرض آراءه بالقوة الغاشمة.. اما اتحاد الكرة والذي اراه قد فعل خيرا باستقالته فلابد ان يدير الامور باسلوب احترافي ولابد ان يحسن اقامة المباريات في اجواء وتنظيمات مثالية وغير محتقنة.. واخيرا لابد ان يتم محاسبة ومعاقبة المخطئين والكشف الكامل علي اجناب القضية ليقف الجميع علي ابعادها الحقيقية ومن وراءها. ويقول المستشار مجدي شرف رئيس مجلس ادارة نادي الزمالك سابقا: تعالوا نعلي القضية الوطنية عن بقية الامور الفرعية.. نعم الخطب فادح والمصاب جلل.. لكن الوطن هو الابقي ومصر هي الاهم من كل ما عداها من امور نحن نهيب بالمسئولين في البداية الاجتهاد في اجلاء الحقائق وكشف الملابسات وتقديم الجناة للعدالة وتوقيع اقصي العقوبات عليهم ومحاولة التخفيف عن اهالي وعائلات الصرعي والقتلي والشهداء وتهدئة مشاعرهم الغاضبة وتسكين احاسيسهم الهائجة.. ثم بعد ذلك ننظر الي الامور الرياضية ونسعي جاهدين لتصحيح مسارها وضبط ايقاعها وتوفيق اوضاعها لانها بلغت حالة من التدني والاهتراء لا يمكن السكوت عليها. تسييس القضية ويقول د. كمال درويش رئيس نادي الزمالك وكلية التربية الرياضية السابق: الخطير في الامر تسييس القضية واستخدام الرياضة وتوجيه الرياضيين الي دروب ومسالك غير آمنة.. التحقيقات المبدئية اشارت الي ان المباراة استخدمت لتحقيق اهداف سياسية وان بعض الرموز المتعاونة مع الانظمة الفاسدة تدخلت بأموالها واذنابها لفرض اراء ورؤي محددة.. ولذلك فان الامور لابد وان يتم بحثها علي انها اكبر من شغب جماهيري تقليدي كما حدث من قبل مع نادي دوكلا براغ.. وقوع هذا العدد الكبير من الضحايا يشير الي ان الامر اكبر بكثير ويحتاج الي جهود مستفيضة لكشف اجنابها الخافية وعباءاتها التأمرية.. وبمجرد الكشف عن الابعاد الحقيقية خلفها تحتاج الساحة الي نوع من التهدئة والتسكين سواء بالمعاقبة والتعويض او عن طريق التوعية والاعتذار وتلاقي القلوب وتوحد التوجهات وتقارب الانفس. ويقول اللواء حرب الدهشوري رئيس اتحاد الكرة السابق: الموضوع اكبر من سقوط ضحايا في مباراة رياضية.. لعلي اري ان المستقبل مخيف ومظلم في ظل ما نتابعه من احداث وتداعيات.. اتصور ان الضحايا القادمين سيقعون في مواجهات ومصادمات تالية بين شباب الثورة والداعين للحرية وبين اتباع حزبي الحرية والعدالة والنور والسلفيين.. من يريد بمصر شراء يؤلب بين طوائف شعبها.. وعندما فشلوا علي المستوي الديني للجهود التي بذلت من الحكماء والخبراء.. توجهوا الي البسطاء من خلال الدهماء والفلول ليعمقوا الجراح ويضاعفوا النزيف.. وحتي لا نكون مجرد ابواق وردود افعال.. لابد وان نوقف الفتنة ولابد وان نستيقظ ونستفيق.. قضية بورسعيد والضحايا الذين سقطوا في ستاد المصري يجب ان تقودنا الي ما هو افدح واخطر.. وانا هنا ادين كل المشاركين بداية من اتحاد الكرة السابق والمسئولين ببورسعيد ومن الاستاد والجناة الذين تم تجنيدهم لتنفيذ المآرب والاغراض ثم لابد من تعويض اسر الضحايا وتوعية اعضاء الساحة حتي لا تتكرر الاحداث المؤلمة.