وتستمر حالة " الاستعباط " والتوهان السياسي في بلدنا التي تجعلك تشك في كل شيء من حولك في الأشخاص والنوايا.. الندل والجدع.. الكذاب والصادق.. المحترم وغير المحترم.. الوطني و"الألعبان" ولسان الحال يقول : »تسقط مصر حرة .. مستقلة« ولن تسقط أبداً بإذن الله. وتجد نفسك تشعر بالتوهان خاصة مع اعلام في معظمه تعود علي الرقص لأي شخص قوي سواء قوة المال أو التأثير السياسي ويجب أن نعترف ان كل من يعيش علي ارض مصر يتحمل جزءا من مسئولية تردي الأوضاع ولا أنكر هنا بالطبع أن المجلس العسكري يتحمل الجزء الأكبر منها ! أكتب ما أكتب وفي بالي تلك التطورات الاخيرة علي الساحة التي تحولت فيها الأمور وبالأخص علي ساحة ماسبيرو الي الهجوم غير الأخلاقي والتخويني ولخصها البعض في شعار تم ترديده بلا وعي وهو "اتنين ملهمش أمان المجلس والإخوان" وتم كل ذلك بطريقة محترفة تشمل الشائعات! ويحاول كثيرون ان يتجاوزوا الأخطاء التي وقعوا فيها وأدت الي عدم استكمال اهداف الثورة قصيرة المدي واختصروها في التيار الاسلامي والجيش وقد قلتها وسأقولها بان الكل أخطأ عندما احتفل علي أشلاء الشهداء ودماء المصابين برحيل مبارك يوم 11 فبراير 2011 ولا أجد نصا اقتبسه لتحديد مدي التفكير في ذلك الوقت أصدق من كلمات مرشح" التويتات "للرئاسة د. محمد البرادعي عندما قال في مؤتمر صحفي لوسائل الاعلام الأجنبية و نقلا عن الوكالة الألمانية وبالنص يوم السبت، 5 فبراير " إننا مستعدون أن نمنح الرئيس مبارك خروجا آمنا بكرامة.. لا أحد يريد أن يرحل مبارك بإهانة نريد أن يغادر بكرامة.. لا يجوز أن يتم استبعاد أي شخص يعمل مع النظام" وأفاق بعدها الجميع علي تطورات الثورة وجاءت معركة الاستفتاء وظهور قوة التيار الديني في الشارع المصري وبدأ الاستعداد السياسي والطائفي ايضا في محاولة لاعادة التوازن في المعادلة السياسية وظهرت المواجهات التي تقدم رسالة قوية بعدم قبول ذلك الواقع وعمقت نتائج انتخابات مجلس الشعب من هوة المأزق ليبدأ التحول الدرامي في الشارع من خلال تخوين العسكر والاخوان في بروفة اثبات قوة قبل معركة اعداد الدستور وكانت الرسالة واضحة " سنحرق البلد اذا استمر الوضع علي ماهو عليه " وحدث ذلك وسيحدث وهكذا أتوقع ! اختلفوا معي او اتفقوا ولكن يبقي مشهد مظاهرات ماسبيرو.. حركات بذيئة وشتائم شديدة السوقية في مواجهة الجنود القائمين علي حراسة مبني التليفزيون في استفزازات غبية لامبرر لها سوي السعي الي مواجهة تعيد الي الأذهان معارك محمد محمود ومجلس الوزراء ولا اعتقد أن المعركة المباشرة ضد العسكر ولا ضد الاخوان ولكن من أجل اعادة صياغة المعادلة السياسية في معركة اعداد الدستور! لقد وقعنا في أكبر خطر يهدد الأوطان وهو التخوين وخاصة الحملات ضد الجيش الذي يضم نفس الشباب في الميدان ويعودون من اجازاتهم ليخلعوا البدلة الكاكي وينضموا الي زملاء الدراسة والحي لرفع شعارات الحرية ثم يعود الي معسكره ليجد من كان معهم يسبونه وتزيد المرارة اذا وجدنا برامج وربما قناة فضائية كاملة تجند برامجها لذلك الهدف المزدوج وهو تشويه صورة الجيش والاخوان باتهامات اصدروا الحكم فيها دونما انتظار حتي لتقصي الحقائق التي يطلبونها كما يتعرض الاخوان لحملة تشويه منظمة لا يعرف من يديرها ان نتائجها تصب لصالحهم.. تبقي الخلاصة انه لابديل عن التوافق حتي لايضيع الوطن الذي يبدو أنه خارج حسابات البعض ! آخر سطر : يجب أن يترك المجلس الاستشاري عمل المكاتب ويبدأ فورا عمل ما يلزم من أجل التوصل لصيغة التوافق الوطني واذا لم تتم اتركوها لحكم التاريخ !