لقاء بايدن وباراك بوزارة الدفاع الإسرائيلية زيارة چوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي إلي اسرائيل والتي كان من المفترض ان تعكس النية الأمريكية بالنسبة لتحريك المفاوضات المتعثرة بين اسرائيل والفلسطينيين تحولت منذ بدايتها إلي اعلان للدعم المطلق والتام والثابت لأمن اسرائيل حسب التعبير الذي استخدمه بايدن بعد لقائه مع رئيس وزراء اسرائيل.. وبدلا من ان يحتل الحوار مع الفلسطينيين الاهتمام الأول في الزيارة احتلت إيران وبرنامجها النووي صدارة المحادثات بين بايدن والمسئولين الاسرائيليين.. ودون ذكر للفلسطينيين أعلن بايدن التزام بلاده بأمن اسرائيل فقرأت الزيارة ايضا علي انها اهتمام امريكي بفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين بعد الفتور الذي شابها إلي حد ما بسبب تعثر التسوية في الشرق الاوسط ولم يكن هناك من سبيل افضل من الولوج للسياسة من بوابة الأمن العريضة الي حد التماهي بين أمن اسرائيل وأمن الولاياتالمتحدة.. ويدور حديث في اسرائيل عن نجاح نتانياهو اساسا من خلال التلويح باستخدام العصا العسكرية ضد طهران وبذلك افلح في جعل الملف النووي الايراني له الأولوية في ادارة اوباما علي حساب عملية التسوية في الشرق الاوسط.. وقد تسربت معلومات من داخل قاعة الاجتماع التي ضمت بايدن ونتانياهو تفيد بأن المسئول الأمريكي الكبير طالب اسرائيل بعدم الاقدام علي أي خطوة عسكرية ضد ايران والتريث في هذا الشأن من أجل اعطاء العقوبات الدولية فرصة.. وخارج قاعة الاجتماع قال بايدن ان بلاده لن تسمح بحصول ايران علي قدرات نووية وشدد علي احتضان الولاياتالمتحدة أمنيا لاسرائيل.. وحسب المراقبين فان بايدن حاول فتح صفحة جديدة في العلاقات بين بلاده واسرائيل فاسمع الاسرائيليين ما احبوا ان يسمعوه.. اما نتانياهو فوجه الشكر لواشنطن لانضمامها الي اسرائيل في محاولاتها لمنع ايران من الحصول علي السلاح النووي وقدر السعي الأمريكي لقيادة المجتمع الدولي لفرض عقوبات مشددة علي ايران مشيرا إلي انه كلما زادت تلك العقوبات شدة اضطر النظام الايراني إلي الاختيار بين تطوير برنامجه النووي وبين بقائه.. وحول ما اذا كانت زيارة بايدن لاسرائيل وتصريحاته حول الملف النووي الايراني تثير مخاوف لدي طهران قال احد الخبراء الايرانيين في الشئون الدفاعية والاستراتيچية انه يعتقد ان ما قاله بايدن يزيد ايران اطمئنانا وثباتا لان تلك التصريحات وكذلك تصريحات المسئولين الاسرائيليين تدل علي اضطرابهم بسبب المواقف الثابتة لايران خاصة بعد القمة السورية الايرانية والتي حضرها ايضا أمين عام حزب الله حسن نصر الله والسياسة والاستراتيچية الجديدة التي اعلنتها سوريا وايران وقوي المقاومة والتأييد للفصائل الفلسطينية مما أدي إلي تخوف هؤلاء من تطور الحالة الاسلامية وحالة المقاومة في المنطقة.. واوضح الخبير الايراني ان امريكا اصبحت اليوم منزوية اكثر من السابق امام شعوب المنطقة وفي الشرق الاوسط عموما.. وعن الاعتقاد الاسرائيلي بان فرض مزيد من العقوبات علي ايران سيردعها ويجعلها تتخلي عن برنامجها النووي قال الخبير الايراني لو كانت العقوبات السابقة اثرت علي ايران لامكن اعتبار هذا الكلام صحيحا لكن التجربة اثبتت انه كلما زادت العقوبات ضد ايران تطورت اكثر فأكثر لانها ليست كالدول التي تتراجع عندما تواجه ضغوطا سياسية واقتصادية ودبلوماسية ولقد استطاعت ايران ان تحول أي تهديد أو ضغط إلي فرص للتقدم والازدهار.. وحول امكانية توجيه اسرائيل ضربة استباقية لايران وان كانت ايران تأخذ ذلك مأخذ الجد قال الخبير الايراني انه من الممكن ان ترتكب اسرائيل أي حماقة كما عودتنا علي قيامها بالاعتداء علي الآخرين سواء في المنطقة او في مناطق اخري لكنه يعتقد ان اسرائيل اقل بكثير من ان توجه مثل هذه الضربة لايران أو تشكيل تهديد عليها لانها تعلم جيدا ماذا تمتلك ايران من أوراق وخيارات لردعها واقل تلك الخيارات سيكون الخيار الصاروخي، ويعتقد انه سيكون الخيار الأقل.. وإذا ما ارادت اسرائيل أو الولاياتالمتحدة ارتكاب مثل تلك الحماقة فانهما حسب اعتقاده ستفكران ألف مرة قبل القيام بأي تصرف.