شهد يوم 52 يناير 1102 حدثا فريدا من نوعه حيث انتفض الشباب في ثورة عارمة.. وجاء هذا الحدث في موعده تماما واستمرت انتفاضته حتي اسقطت نظاما للحكم في مصر دام 06 عاما منذ ثورة 32 يوليو 25 بإيجابياته وسلبياته. وكانت ارادة الشباب الصلبة هي العامل الرئيسي في نجاح ثورته التي ضحي فيها الشباب بأرواحهم في سبيل نجاحها.. ومرت الايام والشهور خلال العام الماضي بما فيها من احداث بعضها تم في امان واكثرها تم في جو مشحون بالاحداث الاليمة وفقدت مصر بعضا من ابنائها فداء لما اقدموا عليه بشجاعة منقطعة النظير وتمر الايام والشهور والشعب المصري يتحمل كل الصعاب التي مرت عليه في تلك الفترة من اعمال بلطجة وعمليات تخريب ونهب وتوقفت عجلة الانتاج في العديد من المصانع والشركات والمؤسسات.. بالاضافة الي المزيد من الاعتصامات والاضرابات للعاملين بها لمطالبهم الفئوية المشروعة وغير المشروعة بالاضافة الي استنزاف الاحتياطي النقدي بالعملة الصعبة بالبنك المركزي.. المهم مر عام 1102 بحلوه ومره وبدأ عام 2102 ليشاهد في ايامه الاولي استكمال انتخابات مجلس الشعب واستعداده لافتتاح دورته الاولي باكر الاثنين 32 يناير الحالي وبالاعداد لانتخابات مجلس الشوري.. وشهد يوم 11 يناير 2102 حدثا فريدا من نوعه ايضا ونحن علي ابواب اول مرحلة من مراحل بناء الدولة العصرية الحديثة ليصدر الازهر الشريف بيانا مهما اطلق عليه فيما بعد وثيقة الازهر وهي في الحقيقة وثيقة تاريخية لمن يتمعن فيها ويتعمق في مفاهيمها فقد اشتملت علي مباديء وقيم واضحة ومحددة شارك في صياغتها علماء واساتذة افاضل وتعبر عن مصر بأكملها واشتملت الوثيقة علي العديد من المباديء المهمة والواضحة من اهمها التعهد باستكمال اهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير والتوافق الوطني دون اقصاء احد وحق المواطن في محاكمته امام قاضيه الطبيعي والوفاء بحقوق اسر الشهداء والمصابين وضرورة المضي في البناء الديمقراطي لمؤسسات الدولة والالتزام بنتائج الانتخابات التشريعية وعودة الدور الوطني المصري في ريادة المنطقة ومحاربة التخلف والفقر والجهل والمرض والنهوض بمصر سياسيا واقتصاديا واخلاقيا.. ويمكن القول ان هذه الوثيقة التي وافق عليها جميع الحاضرين الذين يمثلون الاطياف المختلفة بحضور رئيس الوزراء وقداسة البابا شنودة وعدد من المثقفين باعتبار ان الوثيقة ذات اهمية قصوي لو اتخذت كدستور مؤقت لحين الانتهاء من انتخابات مجلس الشوري وانتهاء بانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة ووضع دستور دائم للبلاد.. كل ذلك جعلني اطمئن واعتقد ان التوافق الذي حدث حول هذه الوثيقة اعطي الامل للمستقبل القريب والمتوسط علي الاقل لعبور المرحلة القادمة خلال الشهور الخمس المتبقية لتسليم السلطة لرئيس منتخب وحكومة شرعية.. ومن خلال مقالي هذا أنقل لفضيلة الامام الاكبر وعلماء الازهر كل التحية والتقدير علي دور الازهر الشريف والمشرف في هذه المرحلة المهمة من تاريخ الوطن الغالي.. كما اهنيء مجلس الشعب الذي جاء بانتخابات نزيهة داعيا الله ان يوفقه في اداء واجباته نحو الوطن المفدي، واهنيء شعب مصر العظيم بمرور عام علي ثورة 52 يناير والذي يأتي الاحتفال به بعد ثلاثة ايام.