فارق كبير بين الرئيسين جمال عبد الناصر وانور السادات مقارنة بمبارك.. فعبد الناصر كان بطلا قوميا بكل المقاييس.. ومن اعظم صفاته القدرة علي اتخاذ القرار.. والسادات هو ثاني رجل دولة حقيقي بعد محمد علي.. ومن صفاته انه كان يمتلك رؤية ويجيد فرز البشر. اما "مبارك" فيري الدكتور مصطفي الفقي السكرتير السابق للمعلومات ل"مبارك" انه لم يكن ابدا مؤهلا ليكون قائدا سياسيا.. وان من صفاته اتسامه بالعناد والبطء في اتخاذ القرارات.. ولا يحب تغيير الاشخاص.. ويعتبراي محاولة لإبداء الرأي نوعا من الضغط عليه! كلام الدكتور الفقي عن "مبارك" خطير.. والاخطر من ذلك ما قاله عن موقف المشير طنطاوي والقوات المسلحة من "التوريث" عندما ابدي المشير طنطاوي استياءه الشديد من الملتفين حول "جمال مبارك" في احد الاحتفالات بالكليات العسكرية.. وقال لا يمكن لهؤلاء ابدا ان يحكموا دولة مثل مصر ..وان الجيش المصري لن يسمح بتوليه الرئاسة.. وفجر الفقي مفاجأة اخري عندما قال ان الانفلات الامني الذي حدث مع نجاح ثورة 25يناير كان معدا له سابقا بان يحدث عند وفاة "مبارك" ليأتي "جمال" ويعود معه الأمن والأمان للمواطنين .. ولكن الخطة تم تنفيذها في غير وقتها عندما شعر النظام السابق بأن الثورة في طريقها للنجاح! لا تختلف كثيرا رؤية الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل لصفات "مبارك" عما قاله الدكتور مصطفي الفقي.. فقد قال"هيكل" في كتابه "مبارك وزمانه من المنصة الي الميدان" انه لم يخطر بباله"مبارك" عندما استعرض معه الرئيس السادات تعيين نائب للرئيس.. وعندما سأل د. اسامة الباز عن كيفية التعامل مع " مبارك" قال له الا يتطرق في الحديث معه الي اي قضية فكرية او نظرية لانه ببساطة يجد صعوبة في المتابعة ..ويشرد من محدثه مع اي محاولة للتبسيط بالشرح.. وطلب "الباز" من "هيكل" ان يتحدث مع مبارك في موضوع واحد ولا يدع الموضوعات تتشعب ..لانه سيجد نفسه يتكلم بعيدا.. و"مبارك" ليس معه! الاستاذ "هيكل" تحدث في الفصل الاول من كتابه عن اول لقاء جمعه بمبارك وهو في طريقه لمكتب الفريق صادق وزير الحربية في ذلك الوقت ..وانه جال بخاطره كيف بقي مبارك قرب القمة في سلاح الطيران خلال كل الصراعات والمتغيرات التي لحقت بقيادات سلاحه؟ وكيف استطاع الاحتفاظ بموقعه مع اربعة من القادة قبله وكل واحد منهم اجري من التغييرات والتنقلات ما اجري؟!. ولكن يبدو ان التواريخ "اتلخبطت" في اجندة الاستاذ "هيكل" او حدث خطأ مطبعي فعندما تحدث عن لقائه الثاني بمبارك قال انه كان يوم 12 اكتوبر 1973 في مركز عمليات القوات المسلحة بعد يومين من معركة المنصورة.. وان حديثا عابرا دار بينهما عن كيف عرفت جريدة "الاهرام" تفاصيل المعركة ونشرتها.. رغم ان »مبارك« لم يحكها الا في اتصال تليفوني للرئيس السادات في اليوم التالي للمعركة. عفوا أستاذ "هيكل".. فالحقيقة ان معركة المنصورة حدثت نهار 14 اكتوبر.. وليس مساء 10 اكتوبر.. وقادها العقيد طيار احمد نصر.. ولم يكن مبارك في قاعدة المنصورة بل في غرفة العمليات.. حتي ان قواتنا الجوية تتخذ من المعركة عيدا لها تحتفل به كل عام!