أفقيا : (1) ينتظر البعض 25 يناير القادم كما لو كان يوم القيامة، او كمن ينتظر عزرائيل فيسرع الي اداء الفروض بعد أن هجرها سنوات طوال. فتقرر الحكومة صرف تعويضات اسر الشهداء ومصابي الثورة قبل 25 يناير..وتعيين الثوار بمجلس الشعب سيتم قبل 25 يناير. عقد مجلس الشعب نفسه سيكون قبل 25يناير.. اي قوانين تحتاج الحكومة والمجلس العسكري الي اصدارها ستكون ايضا قبل 25يناير.. هل اصبح المثل: جالك 25يناير يا تارك مطالب الثورة . فقد اصبح 25 يناير هو السيف المسلط علي رقبة المجلس العسكري، فهو يسعي في الايام القليلة القادمة الي انجاز كل ما تأخر فيه علي مدي العام الماضي، وهو شيء محمود لو أكمل تحقيق أهداف الثورة ورأينا تكريما يليق بأرواح الشهداء ، ورعاية لمصابيها، وتفعيلا لقانون العزل السياسي الذي صدر وسط احداث محمد محمود ثم سكت الجميع عنه حتي من أصدروه، وكأنه عار يريدون التبرؤ منه. تريد اسر الشهداء قصاصا عادلا من مبارك والعادلي وكل رجالهم الذين قتلوا بدم بارد اكثر من الف من خيرة شباب مصر. يريد المصريون جميعا توزيعا عادلا للاجور فلا يصح ان يحصل موظف علي 400 جنيه شهريا في حين يكوش رئيسه علي مليون. نريد استرداد الاموال التي نهبها مبارك وعائلته وعصابته وأخفوها سواء داخل مصر او خارجها.يستطيع المجلس العسكري ان يحقق كل هذه الآمال للمصريين اذا توافرت الارادة . يحتاج المصريون من المجلس العسكري ان يعوضهم عن سنوات البؤس والذل والشقاء طوال فترة حكم مبارك، لا أن يزيد هذا البؤس. كتبت اواخر فبراير الماضي مقالا بعنوان"مشيرنا" قلت فيه"يا سيادة المشير انت علي موعد لدخول التاريخ اذا سلمت الحكم الي سلطة مدنية واجريت انتخابات برلمانية حرة ونزيهة ورددت للشعب المصري امواله التي سرقها مبارك. وأضفت وقتها ان الباب الذي ستدخل منه الي صفحات التاريخ اوسع من الباب الذي دخل منه المشير »سوار الذهب« لأن الاخير قام بانقلاب ثم سلم الحكم لسلطة مدنية، اما أنت فقد جنبك الشعب مئونة القيام بانقلاب، ليقوم هو بثورة وتعهدت امامه في بياناتك الاولي بأن تكمل الطريق الذي بدأه الشعب، الا اننا لاحظنا ترددا في بعض الاحيان، وتلكؤ في اخري، ولا اريد أن أزيد فأقول تواطئ في ثالثة. التاريخ علمنا أن الانحياز الحقيقي للشعب هو خيار القيادات الحرة الشريفة، ونحسب أن كل من أطلق رصاصة علي العدو الصهيوني هو من الاشراف الاخيار الاطهار ولايمكن ان يكون من زمرة من أطلقوا الرصاص علي شباب مصر في محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء. يا قادتنا في المجلس الاعلي للقوات المسلحة لا تحشروا أنفسكم مع من اعتبره قاتل المصريين بنيامين بن اليعازر كنزا استراتيجيا لإسرائيل.. كونوا هذا الكنز لكن للثورة المصرية وشعب مصر العظيم. وان لم تفعلوا فلن ينجو احد منكم من يد الله" قل اني لن يجيرني من الله احد ولن أجد من دونه ملتحدا"(قرآن كريم) ". أسرعوا في انصاف الثورة فالانفاس تخرج ولا تعود. رأسيا : (1) أسعد الله زماننا بوجود قامة كبيرة مثل المستشار طارق البشري بيننا. ففي الوقت الذي يتباهي فيه بعض مدعي الثورية بمواقف وآراء اقرب الي مسك العصا من الوسط ايام مبارك. يسجل التاريخ للمستشار طارق البشري انه الذي اصدر حكما بعدم دستورية تحويل رئيس الجمهورية المدنيين الي محاكم عسكرية وكان ذلك في عز سطوة مبارك. ودفع الرجل ثمن هذا الموقف راضيا بإبعاده عن تولي منصب رئيس مجلس الدولة بالتحايل بإعادة المستشار علي الخادم من الاعارة لدولة عمان لتولي المنصب باعتبار الاقدمية. لذلك لم يكن الاعلامي حسين عبد الغني كيسا او فطنا حين استضاف المستشار البشري في برنامجه ولم يكن موفقا عند توجيه بعض الاسئلة اليه مما اضطره إلي مغادرة الحلقة، خاصة بعد سؤاله حول ما إذا كانت التعديلات الدستورية، تصب في صالح جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما اعتبره البشري اتهامًا، وقال "أنا رجل مهني محترم، ولا أقبل الاتهامات وآسف لأني جئت للبرنامج".