الآن وبعد مضي عام كامل علي الثورة الشعبية مازالت بعض الفضائيات تفرض علي المصريين عددا من الشخصيات التي خرج علينا بعضهم فجأة في ليالي الثورة وما بعدها من خلال هذه الفضائيات ليقدموا لنا انفسهم باعتبارهم القادة الحقيقين للثورة الشعبية وفلاسفتها. ففي الوقت الذي كان المصريون العاديون وخاصة الشباب والاطفال يقتلون برصاص القناصة والبلطجية كان هؤلاء يطلون علينا في الفضائيات في كامل هندامهم وشياكتهم يحللون لنا ما يحدث علي المسرح ومجريات الثورة بينما غاب قادة الثورة الحقيقيين من الشباب عن الاعلام حتي ان بعضهم الذي ظهر بالصدفة في الايام الاولي للثورة اختفي بفعل فاعل ولم تبق سوي هذه الشخصيات التي يبدو انه تم التعاقد مع بعضهم للتعليق يوميا علي الاحداث. واللافت للنظر والمثير ان بعض هذه الشخصيات من اساتذة الجامعة الامريكية بالقاهرة و مركز الدراسات بالاهرام الذين كانوا يتنقلون بين الفضائيات لدرجة انه لم يكن امامهم فرصة لتغيير الكرافتات. بالطبع لا يمكن لوم هذه الشخصيات علي هذا الحصار بالصوت والصورة علي المشاهدين ولكن سيظل السؤال مطروحا عن طبيعة الدور الاعلامي الذي لعبته بعض هذه الفضائيات خلال الثورة وإحداها خرجت للوجود علي وجه السرعة متحولة من قناة فنية لقناة اخبارية سياسية هو امر مريب لان هناك طبيعة متخصصة في عمل الفضائيات لابد ان تحترم. فالمسألة ليس سمك لبن تمر هندي.