منصور حسن خلال لقائه مع الاعلاميين فى ماسبيرو كنا نستنشق سياسة ملوثة والناس خرجت من القبور لتساند الثورة الشباب واجهوا أقوي جهاز أمني في الشرق الأوسط بالعزيمة المجلس العسكري لا يريد البقاء في الحكم ليوم واحد المشير أبلغني برغبته أن يكون عضوا بمجلس الشوري في حوار لم يخل من الصراحة والاثارة فتح منصور حسن رئيس المجلس الاستشاري ووزير الاعلام الاسبق قلبه مع عدد من الاعلاميين.. وكشف عن رؤيته للاوضاع في مصر وكيفية اتمام المرحلة الانتقالية مطالبا بضرورة عدم الخوف من صعود الاسلاميين الي الحكم .. واشار الي اننا وقعنا في ثلاثة اخطاء تسببت في الارتباك الذي اصاب المرحلة الانتقالية ومشددا علي ان الاخطاء التي ارتكبها المجلس العسكري جاءت بحسن نية وغير مقصودة .. جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح الذي نظمه معهد الاذاعة والتيفزيون بماسبيرو مساء اول امس بحضور صلاح الدين مصطفي رئيس التيفزيون وجمال الشاعر رئيس المعهد وعدد كبير من الاعلاميين العاملين في الاذاعة التليفزيون. واكد منصور حسن رئيس المجلس الاستشاري انه سعيد باللقاء مع الاعلاميين داخل مبني ماسبيرو وقال »تركت المبني وانا في 34 من عمري وعدت اليه وانا في 37 وطوال الثلاثين عاما الماضية لم استطع دخول هذا المبني كل هذا بفضل هذه الثورة التي اعتبرها معجزة من الله تمت علي ايدي المخلصين من الشباب الذين كانوا يظنون انها مجرد احتجاج في البداية ولكن عندما انضم اليهم الشعب فكانت الثورة الشعبية . واضاف حسن انه قبل الثورة ونتيجة القهر السياسي الذي تعرض له الشعب المصري لسنوات طويلة ليس في العهد البائد فقط فان الشعب كان معوقا سياسيا وتملكه الخوف واصبح عاجزا عن الحركة كما انه خلق ازدواجا في شخصية المصري لاننا كنا نستنشق سياسة ملوثة .. ولكن عندما رأيت الناس في الشوارع اعتبرت ان الشعب خرج من القبور ليساند الثورة. شباب متحضر ووصف حسن الشباب الذين خرجوا في 25 يناير الماضي بأنهم شباب منظرهم مفرح ومتحضر ونزلوا ميدان التحرير وواجهوا اكبر قوة امنية في الشرق الاوسط لانه كان بمثابة الجيش الذي يملك المدرعات والامكانيات الضخمة بحيث لا تستعصي عليه اي احتجاجات لاكثر من 8 ساعات او 12 ساعة لذلك لم يكن معدا ليواجه المتظاهرين لعدة ايام كما حدث. واضاف رئيس المجلس الاستشاري ان الشباب واجه اكبر جهاز امني في الشرق الاوسط بلا سلاح سوي عزيمتهم وارادتهم الصادقة للتغيير.. وبعد ذلك سقط رأس النظام واوكل المهمة للجيش الذين كانوا امناء علي الشعب وشاركوا في الثورة بحمايتهم لها وعدم قمعها. وقال منصور حسن اود التذكير ونحن مقبلون علي 25 يناير ان الثورة قدمت لنا فرحة لم نكن نحلم بها في حياتنا مشيرا الي ان طوال الثمانية عشر يوما في ميدان التحرير سادت روح من التسامح والمحبة للآخر وظهرت الروح المصرية الحقيقية والتي تصورت انها ستنقلنا الي الارض الموعودة. واضاف اعتقد ان هذه الروح استمرت لعدة اسابيع فقط بعد الثورة حتي تم اجراء الاستفتاء مشددا علي ان المجلس العسكري الذي يضم ضباطا وطنيين حقا عندما تولي المهمة كان يرغب في اجراء انتخابات خلال ستة اشهر فعلا , لكن المشكلة تمثلت في المستشارين الذين اختاروا اطول طرق المرحلة الانتقالية واشار منصور حسن الي انه بلا شك ان المجلس العسكري لم يكن له علاقة بالسياسة كغالبية الشعب المصري الذي كان يرفض شروط الممارسة السياسية التي وضعها النظام السابق والتي كانت تطبق قواعد وشروط لم تكن تسمح لمن له كرامة بقبولها. ثلاثة اخطاء واوضح رئيس المجلس الاستشاري ان اسباب الارتباك الذي نمر به حاليا يعود لثلاثة أخطاء اولها اننا منذ انتهاء الاستفتاء بدأت الخلافات ما بين الدستور اولا أو الانتخابات اولا في ظل وجود قوي تريد الانتخابات علي الفور لاحساسها بقوتها وانني كنت من انصار وضع الدستور اولا من اجل الاتفاق علي نظام الدولة وتحديد مصير مجلس الشوري . واضاف حسن اننا دخلنا في جدل حول نظام انتخابات البرلمان سواء فردي او قوائم وما لا يعرفه الكثيرون ان اختيار نظام الانتخابات البرلمانية مرتبط بنظام الدولة.. فكانت هناك مطالبات باجراء الانتخابات بالكامل بالقوائم من اجل تقوية الاحزاب وهذا ليس دور النظم الانتخابية ولكن في النهاية وصلنا الي النظام الحالي. واكد رئيس المجلس الاستشاري ان المجلس العسكري اتخذ عدة خطوات خاطئة بحسن نية. واضاف ان الخطأ الثاني يعود الي ان شباب الثورة الذي ضحي بحياته من اجل انجاح الثورة .. جري فور اسقاط رأس النظام السابق وسعي لتشكيل اتحادات وائتلافات تجاوزت اكثر من 200 ائتلاف لكنهم نسوا انه اساس الثورة .. وانهم تركوا فراغا لا يملؤه غيرهم .. ولذلك كنت اطالب بتكوين حزب ثورة 25 يناير اسوة بما حدث مع حزب الوفد بعد 1919 . وقال حسن ان هذا الحزب لو قام كان سيكون اكبر الاحزاب في مصر .. ولكن بعد ان ترك شباب الثورة الساحة ظهرت مجموعات اخري ادعت انها تمثل الثورة رغم انهم اساءوا لها. اما الخطأ الثالث فتمثل في النخب السياسية التي كنا نظن انها موجودة ولكنها مختبئة في ظل النظام السابق ولكننا لم نجد هذه النخب والسؤال هو هل انهارت شخصيتهم لاننا لم نجد النخب التي تقود البلاد. واكد منصور حسن ان المراحل الانتقالية عادة ما يشوبها حالة الارتباك كما حدث في اسبانيا والبرتغال واندونيسيا , ولكن احداث الفوضي التي شهدناها في الشهور الماضية تسببت في اصابة البعض بحالة من القلق وبدأ اليأس والاحباط يتسرب الينا .. وقال» كنت اتصور ان الناس لن تنزل الي الانتخابات ولكني فوجئت بطوابير الرجال والنساء الطويلة امام اللجان لعدة كيلومترات«.. مشيرا الي انه تأثر بعزيمة واصرار المرأة المصرية التي تستحق الشكر والتقدير لانها تضحي بلا مقابل ولابد أن تأخذ المرأة حقوقها كاملة غصب عن اي رجل .. واضاف لقد شعرت عندما رأيت الطوابير امام اللجان ان الشعب الذي يئس عاد ليتمسك بالامل. التيار الاسلامي وكشف منصور حسن انه بعد ظهور نتائج الانتخابات والتي اظهرت تفوق التيار الاسلامي الذي كنا يقال عليه محظور بدأ القلق يسري لدي قطاعات كبيرة مشيرا الي انه منذ خلقت مصر لم يكن للشعب المصري فرصة للتعبير عن رأيه وهذه اول مرة يكون الشعب صاحب الكلمة الاولي والاخيرة ويجب الا تضيع الفرصة من ايدينا. وقال انه لا يجب احد ان يخاف من الديمقراطية والتي اتت بالتيار الاسلامي مشيرا الي انه عندما يتولي التيار الاسلامي الحكم علينا ان نهنيه ونتمني له الخير ولكننا يجب ان نؤكد له ان الذي اتي بك للحكم ليسوا انصارك فقط ولكن الشعب كله وانت في موقع المسئولية انت مسئول عنا جميعا طبقا للدستور ونحن سنتعاون معكم. وحول الاحتفال بالعيد الاول للثورة قال الحديث عن ان البلد هتولع كلام فارغ .. وهذا لتخويف الناس من عدم الذهاب ولكن اكبر القوي السياسية التي كانت تقود الاحتجاجات وهي التيار الاسلامي اعلنت عن مشاركتها بصورة ايجابية في الاحتفالات. واشار حسن الي ان اي تيار يصل الي الحكم يتحول خطابه ليكون اكثر ايجابية والتصريحات الاخيرة للاخوان معتدلة للغاية حيث انهم اعلنوا التزامهم بخارطة الطريق المعلنة. وحول الانتقادات الموجهة الي المجلس العسكري قال منصور حسن رئيس المجلس الاستشاري اننا لابد ان نقدر الظروف التي يعمل بها المجلس العسكري رغم الاخطاء ولكني ضد نغمة ان المجلس العسكري شيء والجيش شيء آخر مشيرا الي انهم ليسوا فوق النقد ولكن النقد المحترم . واكد حسن ان الجيش هو مصدر سعادتنا وفخرنا وسيظل كذلك لان الجيش لا يمكن ان يواجه اي عدو خارجي وهو يهان في بلده مشددا علي ان الجيش سيستعيد وضعه ويحافظ علي كرامته. ولم يخو اللقاء من الاثارة عندما هاجم احد شباب الاعلاميين منصور حسن مؤكدا له ان الاوضاع لم تختلف الان عما سبق وانه يدافع عن المجلس العسكري .. ورد حسن قائلا انه لا يقبل المزايدة علي مواقفه خاصة انه ترك منصبه في الحكومة خلال عهد الرئيس الراحل انور السادات احتجاجا علي اعتقالات 1981 وضحي بمنصب نائب الرئيس قبل اسبوع من توقيع القرار لانه يعبر عن رأيه بصراحة ودون مجاملة لاحد. واكد منصور حسن ان المجلس العسكري لا يريد البقاء في الحكم ليوم واحد مشيرا الي ان هناك اتفاقا علي أن يتم وضع الدستور بعد انتخابات مجلس الشوري القادم ثم انتخابات الرئاسة حتي نهاية يونيو المقبل مشددا علي ان المجلس العسكري اكد له انهم سينسحبون من السلطة في اول يوليو اذا لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية. واشار الي انه بعد اول يوليو المقبل سيكون لدينا نظام مدني وقادة الجيوش سيعودون الي ثكناتهم .. وقال ان المشير طنطاوي ابلغه انه يتمني ان يكون عضو مجلس شوري وليس سفيرا ولا وزيرا . وشدد حسن علي انه من العيب الحديث عن خروج آمن للجيش مطالبا بأن يكون خروجا مشرفا يتناسب مع ما قدموه للثورة. واكد منصور حسن ان الدستور الجديد سيوضع من قبل لجنة مختارة من مجلسي الشعب والشوري مشيرا الي ان المواطنين اختاورا هذا البرلمان . وعن الحاجة لمجلس الشوري قال حسن اننا لسنا في حاجة الي مجلس الشوري لانه لا قيمة له في مجتمع نام. واكد حسن علي تقديره الشديد لتضحيات الشهداء الذين دفعوا حياتهم لصالح هذه البلد وهم موضع احترام وتقدير ويجب الا يعذب ذووهم من اجل الحصول علي حقوقهم. المحاكمات وحول المحاكمات التي تجري لرموز النظام السابق قال رئيس المجلس الاستشاري انه بعد الثورات عادة تقام محاكم ثورية ولكن لان ثورتنا لم تكن مكتملة الاركان لعدم وجود قيادات لها فان المحاكمات تجري امام القاضي الطبيعي ومن يحترم القضاء لا يمكنه ان يطالبه بالاسراع في حكمه. وشدد حسن علي ان مهمة المجلس الاستشاري تنتهي مع انتهاء عمل المجلس العسكري مشيرا الي ان دعوة مجلس الشعب للانعقاد قبل 25 يناير الجاري تعتبر انجازا مهما .. وقال ان البرلمان القادم سيكون نارا ولن يكون هادئا كالبرلمانات السابقة. وحول مخاوف اسرائيل من مصر حاليا قال منصور حسن إنه سعيد لان اسرائيل تخاف منا لاول مرة تعمل لنا الف حساب مشيرا الي انه بعد وفاة السادات يري اننا دلعنا اسرائيل كثيرا لان السياسة المصرية السابقة كانت تسير بمنطق " امشي جنب الحيط" وكان يجب علينا ان نسجل جميع الخروقات التي قامت بها اسرائيل لمعاهدة السلام. وعن الوضع الاقتصادي قال حسن اننا نمر بوضع اقتصادي مؤسف ليست الثورة المسئولة عنه ولكن لاننا انشغلنا طوال العام الماضي بالحديث عن السياسة وتركنا الاقتصاد والعداد يعد بالعكس حيث انخفض الاحتياطي النقدي من 35 مليار الي 18 مليار. وعن نصيحته من اجل ان يستعيد التليفزيون المصري ريادته قال منصور حسن للاعلاميين انكم علي الطريق وانه بدأ يشعر بالحرية ولكن المطلوب المزيد من البرامج الحوارية التي تحمل جميع وجهات النظر .. وقال لهم انا قبل ثلاثين عاما فشلت في ادارة التليفزيون وطلبت من جهاز التنظيم والادارة ان يساعدنا في ذلك وكان لدينا حينها 12 ألف موظف في هذا المكان ولكنهم جاءوا لي وقالوا انك تحتاج 3 آلاف موظف فقط . ووصف حسن الاعلام بأنه الابن الضال للحكومات مؤكدا انه في كل المجتمعات الديمقراطية ليس هناك وزارة للاعلام وهناك مجلس اعلي للإعلام تكون مهمته المتابعة وليس التوجيه . وعن امكانية ترشحه للرئاسة قال حسن لقد شبعت مناصب ولن ازاحم احدا من الذين اعلنوا عن ترشحهم للرئاسة مشددا علي ان الناس اذا طلبت منه ذلك فلن يستطيع ان يرفض لانه يحترم رأي الشعب . ونفي منصور حسن ان تكون هناك اتصالات بينه وبين جماعة الاخوان المسلمين لترشيحه لمنصب الرئيس. من جانبه قال جمال الشاعر رئيس معهد التليفزيون ان اللقاء مع منصور حسن رئيس المجلس الاستشاري يأتي علي شرف ثورة 25 يناير التي قامت من اجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية , ومن اجل مصر التي نحلم بها جميعا. واضاف الشاعر نحن علي مسافة اسبوعين من العيد الاول للثورة المصرية, التي وقف فيها ماسبيرو شاهدا علي التاريخ فكما اذاعت البيان الاول لثورة يوليو فان التليفزيون المصري أذاع بيان نجاح الثورة والمتمثل في خطاب التنحي في 11 فبراير الماضي مشيرا الي ان ماسبيرو سيظل ممتنا لهذه الثورة التي اشعرتنا بالحرية التي تم اختطافها . وقال الشاعر نفتح الحوار الوطني الاعلامي ضمن سلسلة من اللقاءات مع النخب من اجل النظر الي مستقبل مصر بموضوعية ولرسم خريطة مستقبلية.