H لاشك ان البرامج الثقافية لا تجد مثلما يحدث من مخصصات لبرامج المنوعات.. فإذا نظرنا جيدا الي النوعية الاولي سنجد ان الاهتمام بها لا يصل للدرجة التي يحصل عليها برنامج المنوعات حتي انني سألت يوما المهندس اسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتلفزيون.فأشار الي ان برامج المنوعات لها جاذبية.. ولها نسبة مشاهدة اعلي.. والابهار الذي تتضمنه مع العوامل التي ذكرتها هي السبب في جلب الاعلانات اليها. فما بالك حين تكون هذه الاعلانات بالملايين من الجنيهات. علي صعيد اخر قال رئيس الاتحاد ان البرامج الثقافية هي الاخري تحصل علي الاهتمام ولا نهملها ونقدم لها كل ما تطلبه.. ولكنها في الحقيقة لا تجلب اعلانات مثل مثيلاتها المنوعات التي تستضيف نجوما وتقدم بديكور واضاءة عالية الجودة اضف الي ذلك لو كان المخرج متميزا.. ومقدمة البرامج سريعة الايقاع تعرف جيدا التحاور والتميز مع ضيوفها. ويقول عمر أنور رئيس قناة النيل الثقافية ان مسألة الاختلاف تحدث فيما يقدم.. ونحن نقوم بعملية تغطية شاملة وكاملة لكل فعاليات المجتمع الثقافية من شعر وقصة وادب وفنون تشكيلية سواء كانت في الاوبرا او قصور الثقافة او معرض الكتاب. وما يحدث من مخصصات للمنوعات او تطوير.. يحدث لنا ايضا ونحن كقناة ثقافية ننتظر اياما وسنظهر بشكل جديد تماما وربما يعود تساؤلك لان الثقافة ثقيلة علي البعض الي حد ما- ولكن انتظر الفترة القادمة وستري التجديد والتطوير في قناتنا الثقافية.. وربما كان البعض ينظر الي الثقافة نظرة مختلفة عن المنوعات لكني استطيع ان أوكد ان المنوعات هي فرع من الثقافة وجزء منها. وقد يأتي الاختلاف في الابهار التي تظهر به تلك البرامج وأوكد ان المسئولين يهتمون بنا كأي برنامج اخر ويمدوننا بكاميرات حديثة وكل متطلباتنا في اطار القناة الثقافية. وحول نفس الموضوع.. يشير المخرج: محمود عبدالسلام مدير عام البرامج الثقافية بالفضائية المصرية بقوله ان مصر تملك القوة الناعمة التي تجعلها تتميز عن كل دول المنطقة فيما تقدمه من اعمال برامجية ثقافية لانها قوة مصر الحقيقية منذ الاف السنين.. اما لماذا لا يهتم بهذه النوعية من البرامج فأقول: انها حالة تراجع عام في المفاهيم والاولويات يمر بها المجتمع فأصبح التوجه الي كل ما هو لامع وبراق دون مضمون او جوهر واكبر دليل علي صدق هذا الكلام ذهبت اليه الممثلة القديرة يسرا بتقديم برنامج ثقافي هام يجوب الوطن العربي والعالم ليبحث عن »العربي« الذي يملك القيمة العلمية او الفكرية الادبية لتقديمه كنموذج الي مجتمعاتنا دون اللجوء الي البرامج الفنية الفارغة من المضمون رغم انها تملك العلاقات القوية في هذا المجال. اما عن التلفزيون فدخل في منافسة ليست لها اي قيمة فكرية مع قنوات اخري تركز علي هذه الافكار التي لن تستمر طويلا.. اتمني من التليفزيون أن يقدم دعما ماديا قويا من خلال انتاج برامج ثقافية متكاملة وايجاد مصادر للتمويل كما قررت لجنة تطوير البرامج الثقافية باتحاد الاذاعة والتليفزيون التي كانت برئاسة محمد سلماوي.