الإعلام.. المصري والعربي.. والصحافة المصرية الرائدة والزعيمة وصاحبة الأيادي البيضاء علي المنطقة.. منطقة الشرق الأوسط.. بل وأوروبا.. وأمريكا.. الذين يعتمدون الآن علي مراسليهم ومندوبيهم ومن يدير مكاتبهم من الصحفيين المصريين الخُلَّص.. وأري أن الصحافة والصحفيين المصريين يتصدرون الآن ما كانت تتمتع به الصحافة اللبنانية.. وشيدت صحف ومجلات بيروت عندما غابت حرية الصحافة المصرية من الستينيات حتي منتصف السبعينيات.. واليوم.. تتعرض الصحافة المصرية علي جميع المستويات إلي هجمة شرسة.. من الداخل والخارج.. ومن الأبناء والأصدقاء.. حتي الضيوف والمعارف.. وللأسف الشديد.. فإن غيرتي علي مهنة القلق والمتاعب.. ترجع إلي أن هذه الهجمة لم تتعرض لها.. بحكم معايشتي للصحافة.. كمراقب ومتابع وأنا تلميذ ابتدائي في الأربعينيات والخمسينيات وطالب ثانوي وجامعة حتي منتصف الستينيات.. في وقت اختفت المهنة ولمع فيها الكثير من غير حملة المؤهلات بعد باعة الطرابيش والترزية.. وكنا أول جيل مؤهلات عالية يقتحم المهنة. الهجمة الشرسة خطيرة.. يا سادة.. قد تفرغ المهنة من محتواها.. وتتحول إلي صراعات صحافة وصحفيين.. وللأسف.. لا أعرف لذلك سبباً.. فإن الفضائيات الهادفة وغير الهادفة تتلذذ بالنجوم من أنصاف المتعلمين صحفياً والمثقفين يبحثون عن الشهرة في هجومهم الفاشل وكتاب نصف »كُم« أصبحوا علامة وعلماء في الكتابة والحديث عن الصحافة. إن هذه الهجمة الشرسة تستدعي إيقاظ الضمير الصحفي في كل صحفي وأن تتحرك السواكن.. وتهب لإنقاذ سمعة صاحبة الجلالة.