أيام وتحتفل مصر بأول أعياد ثورة 52 يناير.. حقاً كان يوماً فاجأ العالم عندما رفع الشباب في مختلف الميادين شعار »سلمية سلمية«، ورفعوا المصحف مع الانجيل، وصلوا جميعا المسلم والمسيحي معاً في ميدان التحرير. وضحي الشباب بحياتهم ليخلصوا البلاد من رءوس الفساد الذي لم يكن يتصور أحد ان حجمه بهذه البشاعة، وادارة شئون البلاد علي طريقة العزبة الخاصة التي ورثوها عن اجدادهم، ووزعوا الأراضي وما فوقها وما تحتها علي الأصدقاء والأحباب، بينما الشعب يئن فتركوا 04 مليونا يعيشون في العشوائيات تحت خط الفقر، و71 مليونا يجهلون القراءة والكتابة، وعانت الجماهير حتي الطبقة المتوسطة شظف العيش، و21 مليون خريج من الجامعات والمعاهد من البطالة.. واقتصاد يتهاوي نتيجة عجز الموازنة بين الإيرادات والمصروفات الذي بلغه 341 مليار جنيه!! وكان يوم 11 فبراير فاصلا بين عهدين، بعد ان سقط المئات من الشهداء من خيرة الشباب، واصيب أكثر من الألف بعاهات، من بينهم من فقد بصره تماما، ليصبح عاجزا عن العمل.. وسعت حكومة الانقاذ إلي تقديم كل المساعدة والتعويض لاسر الشهداء والمصابين، دون مشقة وفوراً. ويأمل المواطن ان يكون الاحتفال يوم 52 يناير الحالي بمرور عام علي قيام الثورة، يوم المصالحة، وتوحد الشعب بكل اطيافه، ويرفع الجميع شعار مصر أولا ودائما لانها الأبقي والاخلد، يوم نري فيه الجيش والشرطة والشعب، يدا واحدة.. المسلم والمسيحي يدا واحدة.. وكل الاحزاب يدا واحدة الكل يعمل من أجل رفعة هذا الوطن، ونهضته.. لذا نأمل ان يكون يوم التغيير الحقيقي ليشاهد العالم السلوك الراقي ويقظة الضمير والقدوة وإعلاء كلمة القانون والعدالة علي الجميع، واختفاء المحسوبية، وان تبدأ منظمات الأعمال الوطنية تحركها السريع لتعويض تراخي الغرب والمنظمات الدولية في الوفاء بمطالب مصر، ويسارع رجال الأعمال المدينون للضرائب بسداد المتأخرات الضريبية والتأمينات، والاستفادة بالخصومات التي ستمنحها وزارة المالية لهم. ومن حق الشعب ان يسعد بما تحقق منذ بدايات الثورة حتي الآن، علي طريق نقل السلطة من المجلس الأعلي للقوات المسلحة إلي سلطة مدنية منتخبة تمثلت في المشاركة الرائعة للشعب لاختيار ممثليه في مجلس الشعب، وانتظارا لانتخابات مجلس الشوري ورئيس الجمهورية، داعين الله ان يوفقنا لاختيار من يعوضنا علي المرحلة الماضية، ويجمع شملنا، ويزرع روح المحبة والتسامح، والعمل.. ويقود البلاد بالعلم ليعم الخير علي الفقير قبل الغني.. ويوفق القائمين علي شئون البلاد لتحقيق التوافق لوضع الدستور الجديد ليحقق المواطنة والتوافق لخير الجميع حتي تنتهي المرحلة الانتقالية بسلام وفقا للتوقيت الذي حدده المجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي تحمل الكثير وحمي الثورة. ان الشعب يتطلع ان يكون يوم الخامس والعشرين من الشهر الحالي عيدا نسعد فيه بثورتنا، ولا يعكر صفوه أية شائبة، ونترك حق شهدائنا للعدالة والقانون وليس بالتفكير في الانتقام من الذين ارتكبوا تلك الجرائم في حقهم.. وإعلاء كلمة الدولة الحديثة، وديمقراطية الحوار.. وليس بقطع الطرق والبلطجة. وقد كان الاحتفال بعيد الميلاد المجيد مظاهرة حب بين أبناء الوطن.. يوم تجسدت فيه الاصالة والتاريخ والعلاقة الحميمة بين المسلمين والمسيحيين، وشاهد العالم شباب الثورة، وقوات الأمن المركزي والشرطة العسكرية يحرسون الكنائس وقيادات الإخوان المسلمين في مقدمة المهنئين »الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة، والدكتور محمد الكتاتني القيادي بالحزب، وتقدم الصفوف الأولي في الكاتدرائية المرقسية الكبري الفريق سامي عنان رئيس الأركان ونائب رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة، وأعضاء المجلس، ومنصور حسن رئيس المجلس الاستشاري، والوزراء، وممثلون عن الاحزاب، والمرشحون المحتملون لرئاسة الجمهورية عمرو موسي، وأحمد شفيق وحمدين صباحي والدكتور مصطفي الفقي، ومن الفنانين عادل إمام وسامح الصريطي.. وقدم التهنئة المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة، والدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء.. وقبيل العيد قام فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيح الأزهر، وفضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية بزيارة البابا شنودة الثالث للتهنئة.. ولم يغب السلفيون عن الساحة تماما بل ارسلوا باقة من الورد«. كل الدعاء لمصر بأن تعيش عهدا جديدا من الاستقرار والامان والعمل من أجل رفعتها، وتحقيق الرخاء لشعبها، وإعلاء مصلحة الوطن فوق المصلحة الشخصية خاصة بمناسبة الاحتفال بتضحيات الشباب ورجال الشرطة. جملة قصيرة: من يزرع المعروف يحصد الشكر..