سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. "الشموع" تحية ميدان التحرير لشهداء 2011.. والمئات يستقبلون العام الجديد بشعارات "الشعب يريد إسقاط المشير" و"قول ماتخفشى المجلس لازم يمشى".. والكرنفالات تسود المشهد بالميدان
عام جديد ينطلق فى مصر والعالم يفصلنا عن 2011، ذلك العام الذى انتفضت فيه الشعوب للمطالبة ب"عيش، حرية، عدالة اجتماعية" تحت شعار واحد وهو "ارحل"، والذى راح ضحيته مئات الشهداء والجرحى. 2011 عام حمل الفرحة للمصريين فى بدايته عند تنحى المخلوع حسنى مبارك وحمل أيضاً الكثير من المآسى والحزن للمصريين، وانتهى بغضب ساد الشارع المصرى بعد الاعتداء الذى قامت به قوات الأمن على معتصمى مجلس الوزراء وميدان التحرير، مما جعل شعار "ارحل" يعود من جديد و لكن للمجلس العسكرى هذه المرة. تحت شعار "من أجل مصر حرة سعيدة فى 2012"، الذى أعلنت عنه الإعلامية جميلة إسماعيل فى دعوتها للاحتفالات وتأبين ذكرى شهداء الثورة، بدأت احتفالية رأس السنة مساء السبت بميدان التحرير وسط مشاركة ما يقرب من سبعة آلاف مواطن فى الاحتفالية. واستمرت الأعداد فى تزايد حتى امتلئ الميدان بآلاف المواطنين مسلمين وأقباط يداً بيد، خاصة بعد وصول مسيرة إليه من كنيسة قصر الدوبارة بشارع الشيخ ريحان، تقدمهم فيها عدد من القساوسة والرهبان منهم القس سمعان راعى دير سمعان الخراغ بالمقطم، والقس بطرس بدير قس بنفس الدير، والقس أندراوس إسكندر بكنيسة العذراء مريم بدمنهور والراهب أندراوس بكنيسة العذراء مريم للسريان بغمرة والقس سامح موريس بالكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، مرددين بعض الترانيم الدينية، بالإضافة إلى دعوات المسلمين المشاركين فى المسيرة، فيما حمل الجميع الشموع والأعلام المصرية والبالونات التى حملت صور الشهداء، والتى أطلقوها فى سماء الميدان فور صول المسيرة. بدأت فعاليات حفل تأبين شهداء ثورة يناير بميدان التحرير، والتى أقامها شباب الثورة والإعلامية جميلة إسماعيل، بترديد أسماء الله الحسنى والإعلان عن مشاركة كل من رامى عصام وعزة بلبع والشيخ أحمد التونى لإحياء احتفالية العام الجديد فى ميدان التحرير. تم عرض عدد من الصور الخاصة من خلال شاشة عرض أمام المنصة بشهداء ومصابى ثورة 25 يناير، التى أسقطت النظام السابق والرئيس المخلوع حسنى مبارك، وبعدها بدأ عرض قصيدة "ضحكة المساجين" بصوت الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى، وسط تهليل كبير من الحاضرين. من جانبها، شاركت الإعلامية جميلة إسماعيل عشرات الشباب فى وقفة بالشموع والملابس السوداء بميدان طلعت حرب، كأول احتفال شعبى ب"ليلة رأس السنة" ينقل إلى كافة دول العالم، والذى أعقبته بكلمة من أعلى منصة ميدان التحرير والتى بدأتها بدقيقة حداد على أرواح شهداء ثورة 25 يناير، مؤكدة أنه لولا الشهداء ما كانت مصر نجحت فى ثورتها، وما كان ميدان التحرير ساحة للتظاهرات والاعتصامات والاحتفاليات، مشيرة إلى أن الشعب المصرى لن ينسى شهداءه حتى ولو بعد مرور قرن من الزمان. وأضافت جميلة، أن الاحتفالية يميزها أنها جاءت خالية تماماً من أى كلمات فى السياسة أو تمثيل لأى قوى سياسية، وفى عشر دقائق رصدت جميلة إسماعيل عام 2011 ومعركة الشعب مع النظام التى انتهت برحيل جميع رموزه، ثم استعرضت سلسلة الاحتجاجات التى جاءت ضد المجلس العسكرى، ومنها أحداث ماسبيرو، ومحمد محمود، وشارع مجلس الوزراء، ثم ميدان التحرير مرة ثانية، معبرة عن ذلك بترديد هتاف "قول متخافشى المجلس لازم يمشى"، مؤكدة على أن أى نظام طاغى ومستبد لابد وأن يغادر البلاد. وفى سياق متصل ألقى الشاعر عبد الرحمن يوسف قصيدة شعرية انتقد فيها المجلس العسكرى وسياسته فى إدارة شئون البلاد، واستمرار الظلم الواقع على الشارع المصرى، والتى تلاها فقرة غنائية للمطربة عزة بلبع، حيث قدمت من خلالها تحية لشهداء ثورة 25 يناير وضحايا كنيسة القديسين وأحداث ماسبيرو. يأتى هذا فيما شارك العديد من الشخصيات العامة والنشطاء السياسيين بالاحتفال ومنهم المستشار زكريا عبد العزيز، رئيس نادى القضاة السابق، الذى أكد على أن مشاركته فى الاحتفالات جاءت من أجل التأكيد على عدم تخلى المتظاهرين عن دم شهداء الثورة، والتى كان أهم ثمارها تخلى الشعب المصرى عن سلبيته التى اعتاد عليها منذ ثورة 52، مدللاً على ذلك بوعى الشعب ونزوله فى الانتخابات الحالية، مؤكداً على ضرورة تسليم المجلس العسكرى السلطة لسلطة مدنية وعودة الجيش إلى ثكناته لمباشرة مهام عمله. وأكد الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، أثناء مشاركته باحتفالية رأس السنة بميدان التحرير على أن تلك الاحتفالية استقلالية فى حب مصر، دعا إليها بعض شباب الثورة، ونحن الآن نحضر هذه الاحتفالية لنرسل رسالة إلى الإخوة المسيحيين والشعب المصرى نهنئهم فيها بالعام الجديد وأعياد الميلاد المجيدة. وأضاف شاهين، أنهم يوجهون رسالة إلى أعداء الوطن فى الداخل والخارج الذين يريدون أن يفرقوا بين أبناء الشعب بزرع الفتنة فيه، مشيراً إلى صلابة وصمود الشعب المصرى أوقات الشدائد، قائلاً: إن الشعب المصرى الذى وقف فى جميع ميادين مصر مسلمين ومسيحيين حافظ على وحدته أكثر من 1400 سنة، وسيبقى يداً واحدة ولن ينجرف وراء هذه الفتنة يوماً. كما شاركت والدة خالد سعيد فى احتفال التحرير مساء أمس السبت، والتى أكدت على أن مشاركتها جاءت من أجل تقديم التهنئة للإخوة المسيحيين، حيث اعتادت تبادل التهنئة معهم فى كل عيد، لافتة إلى أنها ستشارك فى ذكرى ثورة 25 يناير متمنية استكمال باقى مطالب الثورة والقصاص لدم الشهداء، وتابعت أن الشباب الذى مات فى الأحداث الأخيرة مثل ولدها خالد سعيد هم معنا بأرواحهم فى كل مكان. وأشارت والدة خالد إلى أنها مازالت حزينة على وفاة أبنها مما جعلها لا تشاهده فى المنام، فيما يأتى لأخواته البنات، ويقول لهم "قولوا لأمى إنها وحشتنى أوى"، وفور حضورها التف حولها المتظاهرون وقبلت الفتيات يدها. ومن جانبه، أوضح الناشط علاء عبد الفتاح، إن الحنين للميدان دفعه للنزول والاحتفال وسط المتظاهرين بميدان التحرير ليلة رأس السنة وتقديم التهنئة للإخوة المسيحيين، قائلاً "تركت الاحتفال مع أسرتى وابنى الصغير من أجل احتفالية اليوم"، متمنياً تحقيق بقية أهداف الثورة وعودة روح ثورة 25 يناير مرة أخرى للميدان، بالإضافة إلى رفع نفس شعارات الثورة وأولها إسقاط النظام كاملاً، لافتاً إلى أن إسقاط النظام كان أكبر بكثير من إسقاط المجلس العسكرى فقط. وفى سياق متصل، طالب الدكتور أحمد دراج عضو الجمعية الوطنية للتغيير المواطنين بأن يعوا أن الأمل فى مستقبل أبناء هذا الوطن، والذى لن يتحقق إلا إذا تمسكنا جميعاً بالأمل ومقاومة الفتن التى تعمل على تفرقة أبنائه. كما وجه دراج حديثه للإخوة المسيحيين، واصفاً إياهم بالشركاء فى الوطن، قائلاً نحن معكم ولن نرضى أن نعيش بدونكم لأننا نمثل نسيجا واحدا لمصر، محذراً إياهم من ألاعيب السلطة التى تهدد استقرار البلاد، والتى تلاها برسالة إلى المجلس العسكرى، جاء مضمونها "عندما طالبت بتحمل المسئولية ظننا أنك جاد فى طلبك وأنك تحب هذا الوطن وتعمل لصالحه، ولكن الشهور الماضية أثبتت عكس ذلك، وأن الأيادى الخفية تتحرك تحت أنظاركم".