نحن أمام مرحلة تاريخية غير مسبوقة.. ثورة عظيمة ضد نظام خلف تركة ثقيلة من المشاكل، فساد، وديون متراكمة، وتجريف الانسان والارض والثروة... تواجه الثورة حربا من قوي داخلية مازالت نافذة... وقوي خارجية تخشي انتقال الثورة إليها... وهذه القوي تستخدم كل الاسلحة دون ادني التزام بأي قيم اخلاقية.. ازاء هذه المرحلة التاريخية الاستثنائية علينا ان نبحث عن حلول مبتكرة.. ولا يسعفنا تقليد النظام الامريكي او الفرنسي او غيرهما... لان هذه الدول اجتازت المشاكل التي نواجهها تدريجيا عبر عشرات السنين بالاصلاح التدريجي.. وانتزاع الحقوق والحريات.. علي مراحل استغرقت... اكثر من قرنين... التركة الموروثة ثقيلة ولا يقدر علي حملها وتحمل مسئوليتها رئيس واحد.. خاصة ان منهج العمل الجماعي غير موجود في جميع مؤسسات الدولة... نقترح ازاء هذا الوضع تشكيل مجلس رئاسي من الكفاءات التي قادت الثورة... والتي ترشح بعضها لرئاسة الجمهورية... فكل من هذه الشخصيات وراءها فريق عمل يمكنها استثماره في التخصص في ملف من عديد الملفات الشائكة.. مواجهة القوي الرجعية... مكافحة الفساد... واصلاح التعليم والصحة... وصياغة اسس مجتمع جديد... ودستور جديد... وتأكيد وتفعيل الحريات التي اكتسبت بالثورة... الخ... يتولي كل عضو من اعضاء مجلس الثورة ملفا من الملفات الحساسة والمعقدة... ويقدم كشف حساب بانجازاته.. لقد اقترح الدكتور محمد عمارة هذا المجلس الرئاسي في احدي مقالاته الطريفة... ونحن نود ان يؤخذ هذا الافتراح مأخذ الجد... هذا المجلس الرئاسي الذي يملك المبادرة هو السبيل للخروج من المأزق الذي وصلنا إليه... ان الاعباء ثقيلة... ويستحيل ان يتحملها فرد واحد... ويتعين ان نبتكر حلولا... جديدة... ولاشك ان اشتراك 31 او 51 عضوا في مجلس رئاسي يقود الثورة سيوزع العبء، ويؤدي الي تضافر جهود الاعضاء للعمل علي تفكيك الفساد والبدء في ارساء نظام جديد ومواجهة القوي الرجعية الداخلية والخارجية.. ان التنافس علي منصب رئيس الجمهورية سيكشف عيوب وضعف كل متنافس...، بينما لو عمل الجميع معا سيتنافسون علي اخراج افضل ما لديهم.. آلية اختيار المجلس الرئاسي متروكة لاجتهاد القوي التي شاركت في نجاح الثورة وصمودها حتي الآن.. مطلوب من هذه القوي نبذ الصغائر، والتوافق علي المباديء الكبري وادوات العمل... التي تستلزم اتخاذ قرارات مصيرية... واجراء اصلاحات جذرية واصدار قرارات حاسمة وتنفيذها دون تباطؤ. الثورة ينقصها التنظيم والاتحاد لتبدأ العمل الايجابي... وتمسك بزمام المبادرة يا ثوار مصر وقادتها اتحدوا... فالاتحاد قوة...