ما أشبه اليوم بالبارحة.. هذا هو الحال داخل أشهر قفص اتهام في مصر.. والذي يضم بين جوانبه حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي و6 من مساعدي الوزير والمتهمين بقتل الثوار وإهدار المال العام واستغلال النفوذ. تم فتح باب قفص الاتهام ليعلن عن دخول المتهمين.. حيث دخل مساعدي الوزير المحبوسين احتياطياً يرتدون ملابسهم البيضاء الشتوية.. ثم دخل حبيب العادلي مرتدياً ملابسه الزرقاء ونظارته »السوداء« منحني الرأس.. يحمل في يده حقيبته السوداء الصغيرة التي بها القلم والأوراق الخاصة به.. ويتجه العادلي مباشرة إلي مكان جلوسه علي »الدكة« الأمامية.. ويجلس منفرداً، يخرج الأوراق والقلم ويضعها بجواره علي الدكة مستعداً لبدء الجلسة. ثم يدخل اثنان من مساعدي الوزير المخلي سبيلهما.. ويجلس جميع مساعدي الوزير الستة علي دكتين خلف العادلي.. ثم يدخل جمال مرتدياً ملابسه البيضاء ومعه مصحف وبعض الأوراق وقلم.. وفور دخوله للقفص أخذ يتفحص قاعة المحكمة بنظره ويدون ملاحظاته في الأوراق التي معه.. ثم يخرج جمال من القفص وبعد 01 دقائق دخل علاء مبارك مرتدياً ملابس بيضاء شتوية تحتها كول كحلي.. حاملاً بيده كرسي تعود احضاره خلال الثلاث جلسات الأخيرة.. ويضعه جوار الدكة الأخيرة في القفص، ويقف معطياً ظهره للقاعة ووجهه لباب القفص في انتظار دخول والده.. وقبل لحظات من دخول هيئة المحكمة القاعة دخل حسني مبارك راقداً علي سريره مرتدياً تريننج كحلي ملتحفاً ببطانية رصاصي غامق خالعاً نظارته الشمسية التي يرتديها عند نزوله من الطائرة.. وقد بدت علي حسني مبارك علامات الإجهاد والقلق.. وبدا وجهه »مكشراً«.. وشعره غير مصفف.. وأخذ جمال مبارك يسند بيده سرير والده حتي استقر السرير في مكانه بالجانب الأيسر للقفص.. ثم يحمل جمال أوراقه وقلمه ووضعها علي سرير والده ويقف أمام السرير ليتابع سير الجلسة.. بينما يحمل علاء مبارك كرسيه ويضعه بجوار والده ويجلس عليه. وبعد بداية الجلسة والسماح للنيابة بالمرافعة.. وقف جمال مستعداً لتدوين ملاحظاته.. بينما جلس العادلي جاهزاً بالورقة والقلم.. وفور قيام المستشار مصطفي سليمان المحامي العام الأول بتلاوة قرار الاتهام ثم المرافعة حرص حبيب العادلي علي تدوين كل كلمة ولم يرفع رأسه من الورقة حتي انتهاء الجلسة.. وبعد فترة من سرد المحامي العام لمقدمة المرافقة أخذ خلالها جمال يسجل بعض الملاحظات وتنطلق منه تعبيرات متعجبة من أوصاف المحامي العام لوالده ولفترة حكمه مستنكرة هذه الأوصاف أحياناً ورافضة لها أحياناً أخري.. بينما جلس علاء علي كرسيه يتحرك يميناً ويساراً وبدا عليه القلق والتوتر »مهزوز«.