سعدت كثيرا حينما سارعت دار الافتاء المصرية بالرد علي تصريحات رئيس حزب سلفي قال انه لن يرسل اي بطاقات تهنئة للاقباط في عيدهم مشيرا علي حد قوله الي وجود حاجز نفسي بين المسلمين والاقباط . ورغم ان هذه التصريحات تأتي ضد طبيعة الشعب المصري الذي اعتاد مسلموه ومسيحيوه علي التعايش معا لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، واعتادوا علي تبادل التهاني في الأعياد كحق من حقوق الصداقة والجيرة والزمالة دون تفرقة بين مسلم ومسيحي . رغم كل ذلك إلا أنني كنت انتظر سرعة رد رجال الازهر باعتباره منارة الاسلام الوسطي المعتدل، وقد اكدت دار الافتاء أنه يجوز تهنئة غير المسلمين في عيدهم بألفاظ لا تتعارض مع العقيدة الإسلامية، وأن ذلك من باب الإحسان، وقد أمرنا الله،عز وجل، أن نقول الحسني لكل الناس دون تفريق »وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً« [البقرة : 83]، كما أن الله لم ينهَنا عن بر غير المسلمين، وأمرنا بالإحسان ووصلهم، قال تعالي: »لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ«. وقد ثبت في صحيح السنة أن النبي، صلي الله عليه وسلم، قبل هدية غير المسلمين، مثل قبوله لهدية المقوقس و كسري و قيصر وغيرهم من الملوك . شكرا فضيلة المفتي د. علي جمعة علي سرعة المبادرة فما احوجنا الآن الي " كلمة طيبة " تسعي للاصلاح والتوفيق .