من لم يتذوق طعم اللبن الطبيعي أيام زمان يخيل إليه أن مايعرض الآن في الأسواق هو اللبن الذي أراده الله سائغا للشاربين!..صديق يعمل أستاذا متخصصا في علوم الألبان بإحدي كليات الزراعة قال لي أن السوق ملئ باللبن المشغول.. تخيل سيادتك المعني الذي تأخذك اليه كلمة مشغول..لبن مركب مصنع.. أي أنه ليس لبنا طبيعيا.. شبيه للبن يضحكون به علينا ويسرقون به فلوسنا! معني الكلام أن كل أب أم عليهم أن يفيقوا من غفوتهم واعتقادهم الخاطئ بأنهم يقدمون لأبنائهم مايفيد ويساعد علي النمو ، بدليل أن أبناءنا يواظبون علي شرب اللبن إياه، ورغم هذا صحتهم تعبانة.. معني هذا أيضا أن كل سيدة حامل ينصحها الطبيب بضرورة شرب اللبن، عليها أن تشتري لنفسها بقرة ولا جاموسة تحلبها كل صباح لتضمن أن ما تشربه هو لبن حقيقي وليس مشغولا! يؤكد كلامي هذا أن تسأل سيادتك أحد من سافروا إلي الخارج وشرب من اللبن الذي تنتجه أي دولة تخاف علي صحة مواطنيها سواء كانت هذه الدولة غربية أو عربية فستأتيك الإجابة صادمة بأن ما نشربه في مصر شئ ومايشربه الناس في كل الدنيا شئ مختلف! في أي دولة عندما يدفع المواطن ثمن السلع يكون واثقا تماما بأنه سيحصل عليها بمواصفات الجودة المتعارف عليها، منتج نفسه يهتم بأن تصل السلعة للمستهلك في أفضل حال، أما عندنا فإن مايهم أغلب المنتجين هو أن تمتلئ خزائنهم حتي لو مات الزبون.. وإيه المشكلة.. الناس كتير والعدد في الليمون !