لم أكن أدر لماذا تكره ابنتى الأرز بالخلطة حتى قالتها لى صراحة "لأنه لا مسكر ولا حادق" هكذا حدد الجيل الصاعد وجهته واختار أن يحيا حياه واضحة لها طعم يستسيغه ويتذوقه وهو راض، وأعتقد أن لديه القدرة على التعايش مع الطعمين الحلو والمر أو أنه سيصارع من أجل تغيير الطعم الحادق أو المر الى أكثر حلاوة وطلاوة حتى وإن مات من الجوع والحر وداهمته ضربه الشمس، أو أصابه الزحام بالدوار، أو بطشته يد الغدر فما يحدث الآن فى ميدان التحرير هو درس لنا نحن القدامى الذين قبلنا أن نحيا مزيج الأمرين وارتضينا الطعم حتى فقدنا ذائقتنا، أما جيل ميدان التحرير لا يعرف سوى طعم واحد. **** كثرت المنصات وتداخلت الشعارات كل حسب حزبه وفصيله ولكنك لا تستطيع تميز توجهه السياسى من خلال الشعارات واللافتات، فالنوايا وحدها هى الفيصل ولأننا لسنا بعلامى الغيوب، وتميزنا دوما بطيبه القلب وحسن النيه، فدائما ما نأخذ بظواهر الأمور، ولكن لابد أن ننتبه فى هذا التوقيت بالذات الى بواطنها. يحاط ميدان التحرير بالعديد من الباعه الجائلين والبلطجيه والمتمسحين في جلباب الثوره، مما يجعل الصوره العامه تبدو مبتذله وكما يقول البعض انها لعب عيال ولكن لابد ان ننظر الي كوب الماء بأكمله لنستشعر ان امتلائه نعمه من عند الله، وان وجود الماء في حد ذاته فضل عظيم حتي وان كان عكر بعض الشيء، فيجب ان نحمس انفسنا ان نجتهد في فلترته وتنقيته بعزم واحد ونيه صافيه لكي نشرب سويا ماءا نقيا ****** * قرر عمر بن الخطاب ذات مرة في رمضان أنه على من يدخل الجامع للصلاه يأتي بكوب من اللبن ويسكبه في الزير حتي يفطر الجميع القادر وغير القادر علي لبن صاف، ولكن البعض غش اللبن بماء قائلا في نفسه "ما جتش من كوبايتي" وعلي الافطار شرب الجميع ماءا مشربا باللبن، لأن أغلبهم فكر بنفس الفكر، وكان عدد الغشاشين أكثر حتى أختفى اللبن وسط الماء وعم الغش على الجميع، ونتمني ان نشرب سويا لبنا صافيا فى شهر رمضان الكريم. المزيد من مقالات ناهد السيد