في الوقت الذي كانت فيه مصر تنتصر - عن حق - لنسائها بعد عدوان بشع لا يمكن التسامح معه.. وفي الوقت الذي كان المجلس الاعلي للقوات المسلحة يقدم اعتذارا عما وقع من تجاوزات في حق نساء مصر ويعد بالتحقيق الذي نرجو ان يكون مستقلا وشفافا لينال كل مخطيء العقاب الذي يستحقه.. كان البعض »يتنطع« بأحاديث الإفك محاولا تبرير تخاذله وهو أمر ما كنا لنلتفت اليه لتفاهته وانحطاطه لولا ان البعض منهم يتنطع بالتطاول علي حرائر مصر واشرف نساء الدنيا محاولا استخدام الدين الاسلامي الحنيف الذي اعطي المرأة من التكريم ما لم تصل اليه اي رسالة دينية أو دنيوية!! اي تنطع اكثر من ان يقال »من رجال يقولون انهم يتحدثون باسم الاسلام المفتري عليه« ان الفتاة التي تم الاعتداء عليها وتعريتها وسحلها تستحق ما وقع لها، لانها خرجت من بيتها، وهو امر مخالف للشرع!! واي تنطع اكثر من ان يقال ان الفتاة لبست النقاب من باب الخداع والوقيعة بين فريق المتنطعين والأمن!! واي تنطلع ان يقال »ومن علي منبر مسجد« ان الامر مدبر وان الفتاة لم تكن ترتدي ملابس اسفل العباءة في عز البرد!! واي تنطع »بل اي انحطاط« ان يتم توجيه الاتهامات لأطهر نساء الارض لأنهن شاركن في الثورة، وأمضين ايامها المجيدة حتي سقوط رأس النظام يشاركن في الاعتصام ويقضين الليالي في الخيام، بينما كان هذا المتنطلع يتلقي التعليمات من امن الدولة، ويفتي بان المشاركة في الثورة حرام، وان الخروج علي الحاكم - مهما أفسد أو ظلم. هو الكفر بعينه! لولا فتيات مصر وشبانها الذين اشعلوا الثورة وكانوا وقودها ومازالوا يقدمون اغلي التضحيات حتي الآن، لما كان لبعض المتنطعين الآن ان يتكلموا وان يخرجوا إلي النور، وان تكون لهم احزاب وان يحصلوا علي مقاعد في البرلمان يريدون استغلالها لإعادتنا إلي ظلام الجاهلية حيث وأد البنات واحتكار المرأة ومصادرة الحرية والعداء للعقل والابداع! لقد كان طبيعيا ان تغضب مصر كلها علي اعتداء تم علي اشرف نسائها وكان طبيعيا ان ننتظر الحساب والعقاب الشديد علي ما وقع من تجاوزات وانتهاكات. وكان طبيعيا ان يعتذر المجلس الاعلي للقوات المسلحة دفاعا عن جيش كان دائما حاميا للدولة المدنية ومناصرا لكل الخطوات التي تمت لحصول المرأة المصرية علي حقوقها.. وكان طبيعيا ايضا ان نجد هذا »التنطع« من الذين كادوا يقودون مصر إلي حرب اهلية بسبب الاخت عبير بينما يباركون اليوم انتهاك عرض اشرف الفتيات لانها ليست من الجماعة أو لانها خرجت من بيتها لتشارك في الثورة!! لم تكن الاهانة للمرأة المصرية. بل كانت لمن اعتدي عليها.. وكانت ايضا للمتنطعين الذين يحلمون بعودة عصر الجواري فعرفوا الآن ان هذا هو المستحيل!!