حدثنا عبد الحق / (اللي دماغه بيهق) / قال : لفت نظري أمر / منذ أكثر من شهر / لكني أغفلته برهة / درءا للشبهة / إلي أن جاءني خطاب ثوري / من الشاعر أبي العلاء المعري / وسألني بلهجة ساخطة / عن هذه الناشطة / التي انتهجت الطريقة (المعرية) / وزعمت أنها ناشطة سياسية / وطالبني بتقديم بلاغ هام / إلي النائب العام / ثم تلعثم وتردد / وترنح و أنشد / إنني اليوم قد سمعت بلحدي / ما ادعته بنتٌ تريد التحدي / هل صحيحٌ بأنها قد تعرت .. ثم قالت إن المعري جدي ؟! / إنني إن أكن تعريت باسمي ... فهي بالجسم قد تعرت لتبدي / كل شئٍ بدون أي حياءٍ .. أين راح الحياء يا ناس بعدي ؟ / قل لها يا بُنيّ كي تتغطي .. إننا الآن في شتاءٍ وبردِ / فوعدته أن أتحري / عن هذه البنت التي تتعري / وجلست علي اللاب توب / ودخلت مواقع كل من هب دب / وتجولت في حواري الفيس بوك / فأخذ جسمي يتشكشك ويتوك / (تيك تك توك) / عندما عثرت في إحدي حانات النت / علي منظر عجيب لهذه البنت / وقد نشرت صورتها وهي عريانة / فظننتها فقيرة وغلبانة / وقلت لها : ألست بردانة ؟ / يا بنت عيب كفايه / وحاولت أن أغطيها بملاية / فرمتها في وجهي وهي حانقة / وقالت ببجاحة لم أرها في حياتي السابقة / أنا مبسوطه كده / أنا مرتاحه كده / يا عبد الحق يا ابن سيدة / فقلت : يا بنت اختشي قومي البسي / وأنا أهديك بطبق كسكسي / فقالت : أختشي ليه / هم البجحين أحسن مني في إيه ؟ / واتضح بعد البحث والتحري / براءة جدنا المعري / فهي ليست بابنته / ولا من سلالته / ولكنها كفاكم الله من شرها / ابنة قناة فضائية ماشية علي حل شعرها / وتبث إرسالها لكل صايع وشحط / علي النايل سات ملط / أما والد البنت العريانة / فهو البلبوص أبو لبانة / مقاول أفلام انفلات / ولديه مكتب استشارات / متخصص في الفضايح / للي جاي واللي رايح / ومن أفلامه السينمائية / فيلم الأصول المرعية / لإفساد أخلاق البرية / ومواصفات التهجيص / للتعري بدون ترخيص / واقلع هدومك وهيِّس / علشان تعيش كويس / ويللا نتعري / ونبقي زي بلاد بره / وعاوز تعرف المستور / اقلع وخد دورك في الطابور / فأغمضت عيني وأنا خجلان / وسألتها وأنا أحسس كالعميان / ما هي أحلامك القادمة ؟ / يا ذات الشعور الناعمة / قلت : أن تنشر صورتي بالذوق أو بالعافية / في كتب التاريخ والجغرافيا / لتعتبروها وثيقة أو خريطة / فقلت : أنت باين عليك عبيطة / فأكملت قائلة / وسأنظم مظاهرة هائلة / تهتف في الطرقات / لا للملابس يا ستات / فهي ستارة زائفة / لا تلبسها سوي الخائفة / وعليكن بإظهار الحقيقة العارية / وعدم الرضوخ للتقاليد البالية / فشعرت في دماء النخوة بحريقة / ووقفت حدادا لمدة دقيقة / علي روح المشاعر الجميلة / والحياء والأدب والفضيلة / ثم اكتشفت أن هذه البنت العريانة / مسكينة ونفسيتها تعبانة / ومن ضحايا عصر النت والفضائيات / وعلينا يا حضرات / أن نجمع التبرعات / لشراء قفصين ( ورق توت ) / لنستر البنت قبل ما تموت / بالمناسبة كلما فتحت اللاب توب السفيه / وجدت البنت إياها لازقة فيه / فآه من النت ومن بلاويه .