اكد السفير ماجد عبد الفتاح رئيس بعثة مصر لدي الاممالمتحدة ان الانتخابات البرلمانية المصرية بمرحلتيها الاولي والثانية تحظي بتقدير كبير جدا من كافة اجهزة واعضاء المنظمة الدولية.. مشيرا الي تصريح الامين العام بان كي مون الذي اشاد فيه بروح المسئولية لدي الشعب المصري.. موضحا ان منظمات ومؤسسات المجتمع الدولي التي حضرت كمشاهدة خلال المرحلتين ومنها مركز كارتر اصدرت تقارير ممتازة.. والاهم ان السلبيات التي اشارت اليها تطابقت مع ما اعلنه المستشار عبد المعز ابراهيم رئيس اللجنة العليا للانتخابات ومنها الطوابير والدعاية الانتخابية المخالفة للقانون وتأخر القضاة وتصويت المنتقبات نظرا لصعوبة التحقق من الشخصية. وعن رؤية الاممالمتحدة لمدي التزام المجلس الاعلي للقوات المسلحة بعملية نقل السلطة للمدنيين.. اوضح عبد الفتاح ان المنظمة بالتأكيد لاتريد حكما عسكريا في مصر مجددا بعد سقوط النظام السابق.. وهناك مخاوف دائما من تعثر الاوضاع في مصر.. واؤكد لهم دائما ان هذه المخاوف غير مبررة والجيش اعلن بوضوح انه سيقوم بتسليم السلطة للرئيس المنتخب يونيو القادم وبالتأكيد لايسعي للاستيلاء علي السلطة.. قائلا: للجيش المصري وضع خاص علي مدار التاريخ واذا كانت مسئولة حاليا عن ادارة شئون البلاد فهذا قدرها. جاء ذلك في تصريحات صحفية للسفير بمقر بعثة مصر في الاممالمتحدة بنيويورك اوضح خلالها ان ابرز المخاوف الغربية في الدوائر الدولية بعد الربيع العربي هي سيطرة التيارات الدينية علي الحكم في منطقة شمال افريقيا بصفة خاصة والشرق الاوسط بصفة عامة.. وبخاصة في ظل التصريحات الحادة من بعض رموز هذه التيارات.. كاشفا عن تلقيه الكثير من الاستفسارات من المنظمات والمؤسسات المهتمة بحقوق المرأة حول مخاوفهم من تراجع دور المرأه المصرية في المجتمع.. وشدد انه يؤكد لهم ان مصر لن ترجع للخلف والشعب لن يسمح لاي حكومة ايا كانت اتجاهاتها باقصاء نصف المجتمع او المساس بحقوقه.. مضيفا ان من ابرز المخاوف التزام الحكومات الاسلامية بعملية السلام في اسرائيل.. والعلاقات مع الولاياتالمتحدة وأوربا.. ولذا يؤكد دائما في كافة اللقاءات الرسمية وغير الرسمية ان اتفاقيات كامب ديفيد ستظل قائمة ولكن يجب ان تقوم علي الندية والتكافؤ في الالتزامات.. مؤكدا انه لاتوجد اي مخاوف لدي الاممالمتحدة علي اوضاع الاقباط في مصر. وعن علاقته بمؤسسة الرئاسة في نظام مبارك قبل توليه رئاسة بعثة الاممالمتحدة في 2005 اوضح عبد الفتاح ان عمله كان فنيا كرئيس لمكتب المعلومات والمتابعة في رئاسة الجمهورية.. ويتلخص في ان يكون حلقة الوصل بين وزارة الخارجية والرئيس.. ثم سعيت لان يكون هناك منصب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية حتي يكون صوتا لنقل مايدور في الاجتماعات التي تدور داخل هذه المؤسسة الهامة.. وقضيت في هذا المنصب حوالي عام.. مؤكدا انه خلال اختفاء دور الرئيس السابق عن المشهد في مؤسسة الرئاسة.. مشيرا الي ان مبارك حتي انتهاء فترة عمله في الرئاسة كان علي درجة عالية من التركيز والوعي.. وكان يقرأ كل الاوراق التي يعرضها عليه بعناية ويناقشه فيها بشكل مفصل..مؤكدا انه لا يعلم شيئا عن تطورات الاحداث بعد عام 2005. وبنظرة واقعية اكد ماجد عبد الفتاح ان كل ما تم الاعلان عنه من مساعدات دولية لدعم الاقتصاد المصري في المرحلة الحرجة التي يمر بها بعد ثورة 25 يناير.. لايتعدي كونه التزامات شفهية لا يتوقع ان تدخل حيز التطبيق خلال الفترة القريبة القادمة. واكد مندوب مصر لدي الاممالمتحدة ان دور مصر القيادي في المنطقة لم يتراجع مؤخرا كما تحاول بعض الدوائر الغربية وغير الغربية الترويج لذلك وما يحدث حاليا لايمكن القياس عليه بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها مصر.. مشددا ان تأثير مصر ارتفع بعد ثورة يناير في ظل الانفتاح والحرية التي اصبحنا نتحدث بها في ملفات عديدة علي رأسها ملف حقوق الانسان. وعن الدور العربي في مواجهة التسلح النووي باسرائيل قال عبد الفتاح " الملف الاسرائيلي في جيبي" في اشارة للاولوية التي يحتلها هذا الملف في اجندة بعثة مصر.. مشيرا الي انه سيلتقي الاسبوع القادم في القاهرة بالمنسق الفنلندي لمؤتمر نزع السلاح النووي في منطقة الشرق الاوسط المنتظر عقده في النصف الثاني من عام 2012.. موضحا انه تم اختيار مصر كمنسق للمجموعة العربية في هذا المؤتمر باعتبارها الاكثر خبرة ودراية بهذا الملف.. مضيفا ان المجموعة العربية وافقت علي المنسق الفنلندي بعد ان حاولت دول كبري فرض دول اخري متحيزة لاسرائيل منها كندا وهولندا. وبالنسبة لموقف الطلب الذي قدمته فلسطين للحصول علي العضوية الكاملة في الاممالمتحدة استبعد ماجد عبد الفتاح ان تتحرك الامور بشكل ايجابي تجاه فلسطين بسبب الضغوط الشديدة التي تمارسها عدد من الدول الكبري علي رأسها الولاياتالمتحدةالامريكية لاحباط التحرك الفلسطيني.. مشيرا الي ان الطلب تم رفضه اجرائيا بسبب عدم حصول فلسطين علي تأييد 9 من الدول الاعضاء.. وهذه اللعبة مارستها الادارة الامريكية حتي لاتضطر لاستخدام حق الفيتو غير المبرر ضد الطلب في التوقيت الحرج لديها داخليا وهي تستعد للانتخابات الرئاسية. وفسر السفير عدم تقديم فلسطين طلبها للجنة العامة للهروب من الفيتو الغربي نظرا للتهديد الامريكي الصريح الذي اعلنه الكونجرس بايقاف المساعدات التي تقدمها للحكومة الفلسطينية والتي تبلغ نحو 750 مليون دولار في حالة سلوكها هذا المسار.. كاشفا ان الحكومة الفلسطينية لجأت الي اكثر من جهة ومنها دول عربية للحصول علي هذا الدعم منها حتي لاتتعرض لأزمة بعد توقف المساعدات الامريكية وخذلها الجميع..مشيرا الي ان فلسطين اذا ذهبت للجمعية العامة كانت ستحصل علي تأييد من 170 دولة علي الاقل.. موضحا ان هناك احباطا فلسطينيا كبيرا من الوضع الحالي بسبب التزامها لمدة تجاوزت الثلاث سنوات بالتزاماتها لبدء عملية السلام.. ورغم ذلك لم تلتزم اسرائيل.. لذلك اعتقد انه يجري حاليا تفكير فلسطيني لاعادة هيكلة وضعها. وعن الموقف المصري والمجموعة العربية من الاوضاع في سوريا اشار رئيس بعثة مصر بالاممالمتحدة الي أن مصر غيرت موقفها المتحفظ من التصويت في القضايا المتعلقة بحقوق الانسان للتصويت لصالح القرار الذي يعرب عن القلق من الانتهاكات التي تحدث في سوريا..ورفضنا التصويت علي قرار مشابه تجاه ايران بسبب عدم وجود وقائع محددة عن انتهاكات هناك.. مستبعدا ان يتخذ مجلس الامن اي قرار ضد سوريا في المرحلة الراهنة بسبب اعلان روسيا والصين الواضح بانهما ستستخدمان حق النقض " الفيتو" ضد اي قرار مشابه.. مشيرا الي ان الحالة الوحيدة التي قد تغير هذا الوضع هو ان تتقدم الجامعة العربية بطلب للتدخل الدولي في سوريا.