مهام وتحديات اعلامية من العيار الثقيل تمس سمعة مصر الإعلامية خارجياً - افرزتها الساحة المصرية السياسية في الآونة الاخيرة. في ظل تطورات الاحداث الداخلية التي تمخض عنها صعود التيار الاسلامي عقب انتهاء المرحلة الاولي من الانتخابات وتعيين المجلس الاستشاري لمعاونة المجلس العسكري في إدارة البلاد وحكومة الانقاذ الوطني بقيادة الجنزوري. جميع هذه الاحداث جعلت الإعلام المحلي والاجنبي يضرب اخماساً في اسداس حول طبيعة المرحلة ومستقبل مصر السياسي واستقرارها ومن حسن الطالع انه تم اختيار أحمد انيس وزيراً للإعلام في هذه المرحلة الحرجة والمنعطف الخطير الذي تمر به البلاد نظراً لخبرته المتنوعة في مجال الاعلام المدني والعسكري وما تتطلبه المرحلة الانتقالية من إعلام قوي يهدف الي حماية مصالح مصر الاستراتيجية وأمنها القومي عبر ترتيب البيوت الإعلامية الرسمية إدارياً وفنياً ومادياً وضبط إيقاع الإعلام الخاص وتوجيه اعلام مصر الخارجي بما يتماشي وطبيعة المرحلة وأهداف ومباديء ثوره 52 يناير حيث فرضت سمعة مصر اعلامياً بالخارج نفسها في أن تكون من أولي اهتمامات وزيرالإعلام وهو يستعد حالياً بالمشاركة الإعلامية مع حكومة الانقاذ في رسم ملامح خريطة مصر السياسية.. ومن هذا المنطلق يهمس الإعلاميون الشرفاء في إذن وزير الإعلام الذي يعرف ان مصر بها أكثر من 0001 مراسل اجنبي مقيم، ولا يقل عن 003 مراسل زائر شهريا يمثلون كبري الصحف والوكالات والفضائيات العالمية والذين تزايدت اعدادهم في الآونة الأخيرة وقد جاءت مصر في المرتبة الأولي في التغطية الإعلامية نظراً لسرعة تطورات الاحداث بها حيث اصبحت تحتل عنوايين ومانشيتات وسائلهم الإعلامية بصفة مستمرة يومياً.. ويتباري مراسلوهم وكبار كتابهم في رصد وتحليل ما يحدث علي الساحة المصرية حيث يأتي عدم استقرار مصر السياسي في مقدمة ما تطالعنا به آراؤهم، في هذا الصدد لا يخفي علي وزير الإعلام ان معظم وسائل الإعلام العالمية تخضع حالياً لإسرائيل وحماية امنها الاستراتيجي ومصالح الغرب والولايات المتحدةالامريكية خاصة في ظل ربيع الثورات العربية.. ومدي حرصهم علي تحقيق اهدافهم بالتواجد والسيطرة علي مقدرات شعوب المنطقة العربية وأهمها مصر.. والمراقب لتطورات الاحداث في مصر يري ما قامت به وسائل الإعلام الدولية من اشادة بنزاهة الانتخابات المصرية في مرحلتها الاولي واضعين السم في العسل.. لذلك ينبغي علينا في ظل نجاح الفوضي الخلاقة التي توعدت بها كونداليزارايس مصر والمنطقة العربية من قبل وقام المراسلون الاجانب بتوظيفها اعلامياً .. ان نقوم بالآتي: 1التحرك الإيجابي الفاعل لوزير الإعلام عبر اجراء اللقاءآت والحوارات مع المراسلين الاجانب المقيمين منهم والزوار. 2قيام حكومة الانقاذ بإقامة الندوات والمؤتمرات مع المراسلين الاجانب لتوضيح الحقائق حول مستقبل مصر السياسي. 3 تمكين احزاب الثورة المتعددة من طرح برامجهم امام المراسلين الاجانب. 4عدم انفراد اعضاء المجلس العسكري بعقد اللقاءات والحوارات مع المراسلين الاجانب بل بمعاونة المجلس الاستشاري. 5إنشاء كيان اعلامي متميز له منظومة إعلامية واضحة بالشراكة بين وزير الإعلام ووزير الخارجية تحت اشراف رئيس الوزراء تقوم بالتنسيق مع مكاتب مصر الإعلامية في الخارج لمساعدتهم في الرد علي المقالات المغرضة ضد مصر. 6 قيام وسائل الإعلام المصرية بفتح مكاتب لها في الدول التي تربطها مع مصر مصالح استراتيجية مثل دول حوض النيل الاحدي عشرة والتي تخلو تماماً من تواجد أية وسيلة إعلامية مصرية مقروءة أو مسموعة أو مرئية علماً بأن لدينا مكتبين فقط للإعلام الرسمي في شمال السودان واثيوبيا. 7 إن شعار تحقيق الامن والاستقرار الاقتصادي الذي ترفعه حكومة الجنزوري لا يتحقق الا إذا بدأنا بدول حوض النيل والقرن الافريقي حيث الخير الوفير من مؤن الارض وتحتها.. لان تحقيق الاستقرار السياسي بالداخل يأتي بحماية أمن مصر القومي أولاً.