كنت من الذين يضعون أيديهم علي قلوبهم خوفا من سيناريوهات رعب كثيرة متوقعة أيام الانتخابات كنتيجة منطقية لما شاهدناه وعايشناه في الفترة الاخيرة. ونتيجة منطقية أيضا لما اعتور الشعب المصري من أخلاق وقيم زرعها وكرس لها العهد البائد جعلت الناس كنقطة البنزين قابلة للاشتعال لأتفه سبب. ولكن الله لطيف بعباده وتحقق الامل الحلم وكانت فعلا انتخابات القرن في المرحلة الاولي ومرت كأحسن ما يكون وعزف الشعب المصري سيمفونية رائعة شهد لها الداخل والخارج. ومن حق المجلس العسكري ان نقول له »احسنتم« تعهدتهم فأوفيتم وكان تأمين اللجان مثار فخر واعتزاز وأظهرتم معدن الشعب المصري الأصيل بهذا التفاعل والتناغم الجميل بين الجيش والشرطة في عملية التأمين. واتساءل إذا كان الجيش قادرا علي تأمين اللجان بهذه الصورة الرائعة فهو قادر اذن علي معالجة الحالة الامنية اذا شاء ونرجو منه ذلك في اسرع وقت لان الأمن هو نقطة الانطلاق الاولي نحو البناء والتنمية وتكملة الاستقرار. واقول للشعب المصري »احسنتم« بهذا الاقبال المشهود وهذه الحماسة في صنع مستقبل بلدكم وأخرستم ألسنة من يقولون شرعية ثورية لكل الف فرد يتجمعون في أي مكان بعد أن اكدتم الشرعية من خلال ملايين الاصوات. وان شاء الله ستمر باقي المراحل علي أكمل وجه وسيقبل الشعب اختياره مهما كان توجهاتهم وستعود مصر مثالا يحتذي في المنطقة كلها بل والعالم أجمع رغم البعض الكارهين.