صحيح ان الذين يرتدون عباءة الثورة، ويعتصمون في ميدان التحرير، وامام مبني مجلس الوزراء، يتسببون في العديد من المشاكل التي تؤدي إلي شلل كامل للعديد من المرافق، واضطراب في حركة المرور، وخسائر ضخمة للشركات والمحلات التجارية الموجودة في وسط القاهرة.. لكن كل ذلك يتضاءل أمام المشكلة الاكبر والاشد خطورة، التي تتجسد في ان افرادا يرتدون عباءات الدين، ويسعون الي فرض وصياتهم علي شعب مصر بأسره. ويبشرون من يسير في ركابهم وينفذ تعليماتهم بالجنة ونعيمها.. ويهددون من يختلف معهم بالعذاب الأليم في نار جهنم الحمراء!!. واذا كان بعض قادة هؤلاء قد اعلنوا في مناسبات مختلفة، أنهم يعترفون للاخرين بحرية الرأي والفكر والعقيدة وحقوق المواطنة الكاملة فإن اخرين منهم اعلنوا بكل صراحة ووضوح عن عزمهم علي هدم المعابد الأثرية، ونسف التماثيل، وقاموا بالفعل بهدم وازالة عدد من الاضرحة في انحاء مختلفة من مصر. ومنهم من اعلن عن ضرورة اغلاق المسارح والملاهي ودور السينما لانها تلهي الناس عن عبادة الله، ومنهم من طالب باغلاق القري السياحية ومنع ارتداء النساء والفتيات للمايوهات علي الشواطيء وفي حمامات السباحة التي يرتادها شبان ورجال.. وعدم مشاركتهن في المسابقات الرياضية.. ومنهم من بالغ في التشدد وطالب بفرض ارتداء الحجاب علي غير المسلمات والسائحات الاجنبيات.. ومنهم من بالغ في التشدد اكثر فطالب بعدم السماح للمرأة بالخروج من المنازل، وتفرغها لإنجاب الاطفال ورعايتهم وتربيتهم!!. وامس قرأت تصريحا ل »الأخ« سعد الكتاتني امين عام حزب »الحرية والعدالة« الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين نشرته »الاهرام« علي صفحتها الاولي قال فيه ان حزبه لن يمنع شرب الخمور في المنازل.. ومعني ذلك انه سيمنع تقديم الخمور في البارات والكافتيريات.. ويغلق المحلات التي تبيعها لأن شربها خارج البيت حرام..وانا لا اشرب الخمر داخل المنازل او خارجه.. ولكني اذكر »الاخ« الكتاتني بالآية التاسعة والعشرين من سورة »الكهف« التي قال سبحانه وتعالي: »وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر«.. اما اذا كان »الاخ« الكتاتني يريد تحريم بيع الخمر في البارات والمحلات ليخلق لها سوقا سوداء تباع فيها بأضعاف ثمنها فتلك مسألة اخري!!.