لا أعتقد ان مسلما - بمعني الكلمة - يقبل بتخريب أو تدمير أو حرق دار للعبادة. أيا كانت الديانة التي تمارس طقوسها في هذه الدار.. ناهيك عن ان يشارك بنفسه في هذه الجريمة النكراء التي تحرمها كافة الأديان السماوية بما فيها الإسلام الذي يدعونا للدفاع عنها والحفاظ علي سلامتها مصداقا لقوله تعالي: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا". "سورة الحج" والمعروف ان البيع هي الكنائس.. وبهذا فإن الله يأمر المؤمنين بالدفاع عن هذه الأماكن التي يذكر فيها اسمه.. ومن يرتكب مثل هذه الأفعال الاجرامية يكن قد خالف أوامر الله. معني ذلك.. ان الذين شاركوا في الأحداث الارهابية الأخيرة في امبابة بعيدون كل البعد عن الإسلام وتعاليمه السمحة وروحه الطيبة مهما ادعوا بغير ذلك ومهما حاولوا ارتداء اقنعة دينية لتبرير اعمالهم الاجرامية. أما عن المبرر الذي يسوقونه لارتكاب مثل هذه الأعمال فهو اختطاف الفتاة - أو السيدة - التي أسلمت واحتجازها داخل كنيسة وهذا المبرر لا يتفق ايضا مع الشرع والدين باعتبار ان ولي الأمر هو المسئول عن معالجة أو مواجهة أية جريمة اختطاف ومعاقبة مرتكبيها بالقانون وبالقانون فقط مهما كانت ديانتهم ومهما كان الدافع وراء عملية الاختطاف التي تتنافي مع ابسط حقوق الانسان. كذلك.. فإن اقدام أي فرد علي تغيير دينه أو التحول من عقيدة لأخري هو من قبيل الحرية الشخصية والحرية الدينية "لا اكراه في الدين" و"من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وليس معني ايماني بعقيدة معينة ان اخضع لوصاية المؤمنين بالعقيدة نفسها.. كما ان ميلادي لأبوين يعتنقان ديانة معينة لايفرض علي الالتزام بنفس العقيدة. ايضا.. نجد ان تحول المسيحي إلي الإسلام أو المسلم إلي المسيحية لايضيف إلي أي من العقيدتين ولا يسيء لأي منهما ولن اضيف جديدا.. إذا قلت ان أذناب النظام المنهار هم الذين يقفون وراء هذه الجريمة البشعة التي أحرقت خلالها الكنائس والمنازل وازهقت فيها الأرواح بهدف تحويل مصر إلي ساحة للقتال واراقة الدماء. بعض الحاقدين ومن لا يريدون الخير لهذا البلد سواء في الداخل أو الخارج يحاولون استغلال أي حادث ولو كان عرضيا لاشعال نار الفتنة وتحميل الأمور ما لا تحتمل. لو تشاجر مسلم مع أخيه المسيحي يسعي البعض لتحويل هذه المشكلة إلي صراع ديني أو طائفي مع ان المسلم قد يتشاجر مع المسلم بل مع اخيه من أمه وابيه وكذلك كم من مشاجرات تقع بين المسيحيين وبعضهم البعض ومادمنا نعيش في مجتمع واحد ونسكن نفس المدن والبيوت والشوارع فالمشاكل واردة بحكم الجيرة والتعاملات التجارية وغيرها. لكن.. في كل الحالات يكون الجهل بالدين أو التعصب الأعمي هو الثغرة التي ينفذ منها الخبثاء والجبناء والمتآمرون لتنفيذ مخططاتهم المسمومة وتدبير مكائدهم المذمومة. علينا ان ننتبه لما يحاك لمصر وشعبها خصوصا من جانب القلة الفاسدة التي تريد اشعال الحرائق واثارة الفوضي لكي تتمكن من ممارسة دورها القذر حتي لو تحول الوطن إلي وقود لتغذية مخططاتها ومؤامراتها الجهنمية.