«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خرجوا من السر إلى العلن : الملحدون فى مصر .. القصة الكاملة للفتاة العارية والبوى فريند المدون
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 19 - 11 - 2011

الكتابة هنا بمحاذاة خط الاستواء.. لو انحرفت يمينا محرضا عليهم أو علي أفكارهم، تهب عليك أعاصير غلاة الليبرالية وعواصف المتحررين الثلجية لتجمد الدم في العروق.. أو اتجهت يسارا مدافعا عن كل معتقداتهم وسلوكياتهم، يطولك لهيب المتشددين وتصهرك نار المتطرفين.. قررت «تكتيف» شجاعتي لحساسية الأمر، وسخونة القضية، وانفلات المجتمع، وتحيره بين قوتي تطرف ديني وإلحادي.. تشد أوصاله من الأقصي إلي الأقصي.. تهدد بتمزيق الوطن بعد أن كانت ميزته هو استيعاب كل الأفكار، مهما كانت غرابتها ومدي انحرافها... أكتفي أن أتحصن ب«الوسطية الذهبية» ما بين الإفراط والتفريط، أرصد وأحلل الظاهرة وأترك لكم استقبالها.. فمن يشاء فليؤيد ومن يشاء فليرفض! البعض قد يري خطأ أنه لكي حتي تتوازن الأمور أن يقابل غلو التطرف الديني وتشدد خطابه، غلوا وتطرفا مقابلاً.. لا يرفض فقط أفكارهم وتشددهم بل يصل مداه إلي رفض الأديان نفسها.. بيت القصيد الذي فطنت إليه الرسالات السماوية والإسلام بشكل خاص كفالة حرية الاعتقاد.. حرية الإيمان والكفر.. نبذ الإكراه علي العقيدة.. من رحم كل هذه التفاعلات تشكلت ملامح تنظيم الملحدين في مصر.. الأمر ليس بجديد علينا.. حداثته تنبع من تطوره وبلورته وأخذه شكلاً تنظيميًا عبر جماعات أقرب إلي «الشللية».. ساعدها في التواصل والترابط مستحدثات التواصل الاجتماعي التكنولوجي سواء عبر مدونات ناقلة لأفكارهم أو صفحات علي الفيس بوك تسهل الاتصال وتجمع شتاتهم وتضيف إليهم!
الصورة الصادمة التي كشفت عورات المجتمع قبل أن تكشف عورات «علياء المهدي» أصبحت حديث المدينة.. غيبتنا لأيام قد تطول عن معاركنا الأساسية.. جرتنا من الحديث عن الانتخابات إلي مطاردة النهود والسوءات.. لا أعفيها من مسئوليتها عن تغييبنا، ولفت انتباهنا بعيدا عن الأصل لصالح الفرعيات.. لكنها بقدر ما كانت فاضحة كانت كاشفة لما هو أبعد.
- الرفيق ايفانوف
الصورة الأزمة التي ظهرت في هذا التوقيت تحديدا من باب العند مع أصدقائها ومزايدتها عليهم لكونها تتصور نفسها أكثر ليبرالية منهم تعامل الجميع معها في حدودها الظاهرة، أما الغاطس منها هو الخطوة الطويلة في إعلان الملحدين في مصر علي أنفسهم بهذه الجرأة في هذا التوقيت الحساس!
البدايات كانت عبر مواقع ومدونات أطلقها نشطاء سياسيون وأصحاب أفكار ثورية علي القهر الأسري والخطاب الديني المتشدد سواء كان إسلاميا أو مسيحيا والتي لاقت هوي من مجموعات شبابية يتقدمهم موقع «المسلمون العرب» وتم تدشينه من مصر، وكذلك مدونة «إيفان إيفانوف» التي يحررها شاب يدعي «ميلاد سليمان» أعلن إلحاده واللافت أنه وجه جل هجومه علي الإسلام والاستهزاء بآيات القرآن واستبدالها بأخري فاضحة.
كذلك مدونة الناشط «مايكل نبيل» الذي يواجه الآن تهما أمام المحكمة العسكرية وكتب فيها تدوينته الأشهر «لماذا أنا ملحد»؟
- عودة الهلالي
يوازي ذلك مدونة أشهر وأخطر باسم «حجاب، نقاب، وزبالات أخري» يحررها من أطلق علي نفسه اسم مستعار «حسن الهلالي» وحقيقته كما هو معلوم في أوساط النشطاء والملحدين باحث في تاريخ مصر الحديث، وله مريدون وأتباع علي مدونته وصفحته علي الفيس بوك التي يرفع عليها شعار «الإلحاد هو الحل»!
«الهلالي» الحروف الأولي من اسمه الحقيقي اتخذ من فكرة الدفاع عن الحريات والوقوف ضد التوريث شعارا براقا لترغيب الشباب وإقناعهم بأفكاره، منها وقوفه مدافعا عن كل أصحاب الفكر وخوضه معركة لمناصرتهم والاجتماع بهم في «ناديه الملكي»، فهو لا يظهر معهم في مقاهي وسط البلد التي اعتادوا الاجتماع عليها- مقهيين تحديدا- وهو الممول فكرا ومالا والجاذب للشباب والمروج لأفكار إلغاء تدريس الدين في المنازل وحرق الحجاب علنا!
- سر الصورة
المشاع في أواسط الملحدين أن «علياء المهدي» تعاون وتساعد «حسن الهلالي» في مدونته وتؤمن بأفكاره من وقت مراهقتها وهي في ال16 من عمرها وهي السن التي التقطت فيها صورتها العارية المنشورة الآن وهي في بيت أهلها، وأن إعلانها عن نفسها بهذه الجرأة ليس وليد اللحظة بل له مرجعية تسبق مواقف صديقها وحبيبها وشريكها «كريم عامر» بعد خروجه من السجن ونشأت بينهما علاقة.
تواصلا معا اقتناعا بأفكارهما التحررية والمناهضة للأديان.. تورطت معه في واقعة فعل فاضح جرت أحداثها في حديقة الأزهر والتي قام بتصوير أحداثها «كريم» بالموبايل لحظة بلحظة ونشراها علي اليوتيوب علي اعتبار أن ما جري من أمن الحديقة في استوقافهما وتحرير محضر لضبطهما يعانقان بعضهما هو اعتداء علي الحرية.
الواقعة انتهت بإخلاء سبيلهما والاتصال بوالدها لاستلامها حيث عنفها وقام بضربها علي علاقتها ب«كريم عامر» وقام بحبسها في المنزل وقتها نشرت علياء صورا تبين تورم يديها من اعتداء والدها عليها معلقة علي ذلك بأنه قهر الآباء وعنف موجه ضد النساء! من وجهة نظرها ما جري من والدها كان سببا كافيا للهرب من بيت أهلها لتعود إلي حضن حبيبها الذي وفر لها إقامة مع إحدي صديقاته.
علامات العوز والاحتياج بدت علي ملامحها الآن بعد استقلالها عن أهلها، لا تعمل، انقطعت عن دراستها بالجامعة الأمريكية ويتولي صديقها الإنفاق عليها، تدهورت حالتها المالية والشكلية، يتجلي ذلك في الصور الملتقطة لها مع «كريم عامر» في محلات الفول والطعمية والكشري يتبادلان فيها القبلات ونشرتها عبر صفحتها علي الفيس بوك وعلي مدونتها، وكانت سببا في الخلاف بينها وبين أعضاء شلتها وأصدقائها الذين نصحوها بالامتناع عن نشر هذه الصور لأنها تضر بأفكارهم الليبرالية.
بعض أصدقائها اختلفوا معها في استقبال ما روجته ونشرته «علياء» من أفكار وصور لها، مما جعلها تستهجن موقفهم واستنكرت ادعاءهم الليبرالية في حين يضيقون عليها حريتها في نشر لقطاتها الخاصة جدا، وقامت بحذف بعضهم ممن كتبوا لها تعليقات معترضة علي فعلتها، وردا عليهم ومزايدة منها قررت منذ شهر أن تضع صورتها الأشهر والأجرأ والأفضح العارية علي مدونتها «مذكرات ثائرة» وسعت إلي نشرها إعلاميا وإثارة ضجة حول نفسها!
المفاجأة هو كم التأييد والتشجيع واستحسان فعلتها من أصدقائها الذين اعتبروها الفتاة الأجرأ في مصر إلي حد تشبيهها بالمناضلة الفرنسية «جان دارك» لتجاوزها الحدود وكسرها القيود وقفزها فوق المحرمات والتابوهات!
علي الطرف الآخر استقبل المناهضون لها جريمتها- كما يرونها- بأقذع الألفاظ والشتائم وتقدم ما يسمي بائتلاف خريجي الشريعة والقانون ببلاغ إلي النائب العام ضد «علياء» وصديقها «كريم» لقيامهما بنشر صورتها العارية واعتباره خدشا للحياء العام وبث أفكار هدامة، كما وجهوا لهما تهمة ازدراء الأديان علي أساس أنهما وصفا الإسلام بغير مبادئه، والأدهي من ذلك الدعوات التي نادت بتطبيق حد الردة عليهما لنصل إلي أعلي نقطة التطرف علي الجانب الآخر، وهي منطقة في غاية الخطورة علي مستقبل وطن تمزقه الخلافات ولم يعد يقبل بالاختلافات! المقربون من «علياء» انقسموا أيضا عليها بين من يشجعونها وينقلون عنها أفكارها ويقدمونها كنموذج لليبرالية والعلمانية وأنها مناضلة في سبيل الحرية، ومن يرونها مسطحة ولا تجد في مناقشاتها أفكارًا عميقة، أو لديها رؤي يمكن التوقف عندها وأنه تم التغرير بها وأنها ضحية وقعت في فخ «كريم عامر» الذي تستحق قصته التوقف عندها.
- بوي فريند
اسمه الحقيقي «عبدالكريم نبيل سليمان» ومعروف إعلاميا باسم «كريم عامر» من مواليد 17 يونيو 1984 بحي محرم بك بالإسكندرية معقل السلفية بعروس البحر وهو ما ألقي بتأثيره علي أسرته التي تتبع نفس التيار والأفكار، والداه منفصلان، أجبر علي الالتحاق بالتعليم الأزهري بناء علي رغبة أهله وضد رغبته حتي وصل إلي المرحلة الجامعية فيها حيث كان يدرس الشريعة والقانون قبل تحويله إلي مجلس تأديب وفصله منها علي خلفية كتاباته.. بدأ الكتابة عبر مواقع الإنترنت وأبرزها موقع «الحوار المتمدن» من منتصف عام 2004 قبل أن ينشئ مدونته الخاصة بعد عام ونشر من خلالها آراءه التي أثارت جدلاً بين مؤيد ومعارض كونها تتصادم مع التقاليد الاجتماعية والثوابت الدينية وكان لأمر اعتقاله لأول مرة علي خلفية نشره لمقال تناول الأحداث الطائفية التي اشتعلت في منطقة محرم بك لمدة 18 يوما وبعدها سجن 4 سنوات بعد أن فصلته الجامعة وحولت أوراقه للنيابة بعد أن حققت معه لانتقاده الأزهر وفكرة الفصل بين الطلاب ومنع الاختلاط إضافة إلي ما كتبه في مدونته بعنوان «وداعا شهر النفاق» قاصدا به شهر رمضان وطالب فيها بحق الإفطار العلني فيه.
قصة محاكمته وسجنه حولته في أعين المدافعين عنه إلي بطل ومناضل، رفعت من قيمة كتاباته وآرائه رغم سطحيتها، حشدت حوله كثيرا من النشطاء والليبراليين وخرج من التجربة أكثر تشددا معلنا إلحاده بشكل صريح حتي إن آخر إبداعاته المعادلة التي نشرها علي مدونته أخيرا التي يقول فيها: «إقصاء + تخلف + ظلم+ جهل+ خرافات+ ردة حضارية= إسلام».
خرج من محبسه منذ عام تقريبا.. قصته لفتت الانتباه إلي مدونته وأفكاره، خلقت حالة من التعاطف معه، وبدأ نشاطه الفكري والسياسي كمدون وناشط مصنف، وتعرف علي «علياء المهدي» ونشأت بينهما علاقة يعترفان بها، وأعلنا رفضهما للزواج علي أساس أنه يمثل شرعية زائفة للعلاقات بورقة لا قيمة لها، وأنهما لا يمانعان من إنجاب أطفال دون زواج حتي يفرضا واقعا جديدا علي المجتمع!
حسب ما يروج «كريم» أنه علي خلاف مع أسرته وأن شقيقتيه أجبرتا علي ارتداء النقاب والحرمان من التعليم، وأن أهله امتنعوا عن زيارته في السجن بل كانوا يحرضون ضده وأن شقيقه طالب بإعدامه لارتداده عن الإسلام.
حسب قوله إنه قد وصلته تهديدات بالقتل من بعض السلفيين في شهر مارس الماضي أجبرته علي ترك الإسكندرية، مما دعا أحد أصدقائه للتدخل لدي القيادي السلفي السكندري د. «ياسر برهامي» لاستيضاح الأمر، فجاءه الرد أنه لا مانع من عودته بشرط استتابته والتعهد بعدم مهاجمة السلفيين وأن الشيخ «برهامي» غير مسئول عن أمنه وحياته في حالة مخالفة تلك الشروط! حاليا يقيم «كريم» بشقة مؤجرة بوسط البلد، واللافت أنه لا يتحرك إلا وبحوزته لاب توب حديث ويحمل أحدث موديلات المحمول وكلاهما مفتوح علي الإنترنت طوال اليوم، والتحق بالجامعة المفتوحة لدراسة الإعلام بجامعة القاهرة.. والسؤال الذي حير حتي مقربيه وأصدقائه من أين ينفق ويحصل علي أموال ويستطيع دفع إيجار هذه الشقة في هذا الموقع خصوصا أنه لا يعمل وأصبح مسئولا أيضا عن نفقات «علياء» وهي لا تعمل أيضا؟!
علي عكس ما يتوقع البعض أن «علياء» فتاة غير ناضجة، وأنها ضحية لأفكار «كريم» وتورطت معه، فإن أصدقاءهما يرون العكس وأنه تابع لها خصوصا أن شخصيته تتسم بالهدوء والخجل والصوت الخافت وقلة الكلام بسبب ما يعنيه من تعثر في نطق بعض الحروف ومخارج الألفاظ لأن أسنانه مكسرة وهو ما يجعله مهزوزا فاقد الثقة في نفسه!
-الجنس للجميع
تنظيم الملحدين يعتمد تكتيكا لضم أعضاء جدد يعتمد في انتقاء عناصره علي من يلمس فيهم رفضًا للأفكار الدينية المتطرفة أو من يعانون من قهر أسري ومجتمعي حيث يغذي فيهم فكرة التمرد والنفور من الدين بدعوي الحرية والليبرالية.
الأزمة ليست في ذلك، بل إنها تتجاوز الأفكار البراقة التي تخص حرية الرأي والفكر، والإيمان بمدنية الدولة ومناهضة التطرف التي يشترك ويتوافق عليها مسلمون ومسيحيون متدينون.. وإنما ما وصل إليه الأمر من فوضوية بخلع كل القيم وإباحة كل المحرمات وإسقاط كل التابوهات والسماح بممارسة الجنس مشاعا وشرب الخمور حتي تصل إلي حفلات صاخبة أقام بعضها «م.ف» في ناديه الملكي، ولا مانع بعد ذلك من ممارسة الجنس بمقابل مادي.. التنظيم يضم شبابًا من مختلف الطبقات وإن كان غالبيتهم لديه قدر كبير من التعليم!
بون شاسع بين الحرية التي نناضل من أجلها، والليبرالية التي نؤمن بها وبين ما فعلته «علياء» وصديقها «كريم» الذي كتب لها مهنئا بيوم ميلادها العشرين الأسبوع الماضي بقوله: «حبيبتي علياء.. أشعر بالخجل من شجاعتك... إصرارك وعنادك وتحديك لهذا المجتمع السطحي المنافق يجعلني أستمد القوة منك دائمًا.. أهي مصادفة أن يصادف يوم ميلادك تاريخ خروجي من السجن؟! أحبك جدا أيتها الثائرة الشجاعة.. كل عام وأنت حبيبتي».
ليس في التعري علي إطلاقه شيء من الليبرالية، أو حتي العلمانية، وإنما تميل للفوضوية، بل إن رسالة «علياء» أخطأت طريقها وطاشت عن هدفها، ولم تراع مزاجا عاما للمجتمع المصري المحافظ، لصقت بالأفكار المدنية خطأ مهمة نشر الإباحية.
؟ 1/2 جريمة
الإلحاد في حد ذاته قضية شخصية، أقرت به السماء، وجعلت الاختلاف بين البشر دستورا، وهو ما يجرنا إلي الحد الفاصل الذي يتحول عنده الإلحاد من موقف وحرية شخصية إلي جريمة!
قانون العقوبات المصري لم يؤثم الإلحاد، فالرقيب القانوني استند في ذلك علي القاعدة الشرعية «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» فلا يترتب علي إعلان الإلحاد عقوبة، إلا في حالة الدعوة إليه حيث تعامل معها المشرع علي أنها من الدعوات الهدامة التي تهدد كيان وأسس المجتمع العقائدية.
4 مواد في قانون العقوبات تؤثم الدعوة للإلحاد وتتدرج في مستوي التكييف القانوني من الجنحة إلي الجناية بداية من الدعوة له مرورا بتشكيل تنظيم دعوي وصولا للحكم بالإعدام في حالة نشر الأفكار الإلحادية بحمل السلاح.. فالأمر يتوقف علي أفعال الملحد!
حتي الأصوات التي طالبت بإقامة الحد عليهما تجاوزت صحيح الدين وما اختلف عليه الفقهاء فيما يخص حق الردة.. بين من قال إنه يستتاب فإن رفض العودة يقتل، ورأي آخر يعطيه مهلة شهرا للاستتابة، وآخر يمنحه شهرين، ومن يري أن يفتح باب الاستتابة إلي آخر العمر دون أن يسمي حد الردة أصلا كما هو الحال في مذهب الإمام «أبو حنيفة» وهو ما اتفق معه عدد من فقهاء العصر مثل «القرضاوي» و«العوا».
إذا كان المستقر فقهيا حرية الكفر والإلحاد، وأن حد الردة يتوقف علي الدعوة للكفر ومحاربة الإسلام ومادام اختلف حوله فإنه أبعد عن التطبيق حتي لو جاء برلمان جديد بعد الثورة سيطر عليه الإسلاميون!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.