علينا جميعاً أن نكافح من أجل الديمقراطية.. فالمتربصون بمصر يبحثون عن أزمة جديدة ومن العجيب أن المخلصين هم الذين ينساقون خلف المتربصين!! لا نرتاب في أولاد مصر من أعضاء الحركات السياسية والإئتلافات الثورية.. فجميعهم كانوا آيات في صلوات ميدان التحرير.. كانوا شموعاً في قداس الميدان.. بسمات الفرح ودموع الحزن.. قادة الحماس الشعبي وجنود الصدام الثوري.. وتشرفت بأنني كنت واحداً من الجالسين في رفقة الميدان.. نبتسم مع الأمل المتولد عنهم وندمع مع البكاء النائح منهم.. لكن شيئاً واحداً لم نحسب حسابه بعد رقصة الفرح يوم 11فبراير..وسؤالاً لم نضع له إجابة آنذاك:ماذا بعد؟! الشباب الثائر الفائر ظل ثائراً فائراً.. يردد جملة أطلقها احد الخبثاء:"الثورة لم تغير شيئاً" لا يا رفاق.. الثورة غيرت.. فالطاغية سقط ونظامه وحزبه انهار تماماً.. ودخلنا بمصر الي المرحلة الانتقالية التي يعقبها مشوار ديمقراطي صعب.. وصعوبته أن المتربصين يطلقون الفكرة لتعكير صفو التجربة.. ونبتلع نحن الطعم ونثور.. وقد لا نعرف علي من نثور!! لكن يجب أن نمسك بخيط التحول الديمقراطي ولا نفلته من أيدينا.. وننتبه للذين كانوا يطالبون بتأجيل الانتخابات.. ونسأل أنفسنا:لمصلحة من التأجيل؟! فنجاح الثورة من نجاح التحول.. والديمقراطية عمرها مديد.. ومن يثبت عدم صلاحيته علينا أن نسقطه في أول انتخابات.. فيتحقق التداول الحقيقي للسلطة. علينا أن نترك العراك ونتفرغ لتوليد الديمقراطية.