الحديث فى السياسة لم ينقطع فى الميدان عندما يخيم الليل بميدان التحرير تبدأ الحلقات النقاشية في خيام المعتصمين.. كل الأمور الثقافية والسياسية والاقتصادية مطروحة للنقاش حيث يتم اختيار شاب من كل خيمة ويتجمعون في حلقة نقاشية لتجاذب أطراف الحديث. قامت »الأخبار« بجولة في الميدان أمس للتعرف عن قرب عما يدور بينهم في الحلقات النقاشية. قال محمد كامل أخصائي نفسي في التخاطب: إن معظم الثوار يشغلون مناصب سياسية في أكثر من ائتلاف وأنه رفض الانضمام إلي لجنة حقوق الإنسان الدولية لأنه اكتشف أن رئيس اللجنة من النظام السابق. وكل يوم يلتقون ليلاً في هذه الحلقات النقاشية لتبادل الأفكار والآراء. ويتم تبادل الأفكار والآراء والوضع الراهن وكيفية الخروج من المأزق الحالي أو الفخ الذي وضعتهم فيه النخب السياسية بعد أن أظهرت انتخابات المرحلة الأولي تخلي بعض القيادات والنخب السياسية والأحزاب عنهم والبحث عن مصالحهم الشخصية وسرقة الثورة، ووجدوا بينهم بعضاً من الشباب أصحاب الأفكار الموجهة لإحداث مواجهات بينهم وبين المجلس العسكري، ولكنهم أدركوا ما يحدث، فهم يعيدون التفكير في قراراتهم ولم يستقروا علي أي قرار في الوقت الحالي. وتساءل محمد عباس خريج كلية لغات وترجمة عن كم الهجوم علي شباب الثورة وقال: لولا الثورة ما حدث كل هذا التغيير والانتخابات والتغييرات الدستورية. ويضيف أنه ليس له مطلب شخصي، فمطلبه الوحيد أن يري مصر تتبوأ مكانتها في الصدارة علي جميع المستويات السياسية والثقافية. وقال إنهم يتجاذبون أطراف الحديث ليلاً بوجه عام وأكد أن كل الشباب مصممون علي البقاء في الميدان حتي يعيشوا بكرامة بعد ذلك، وقال إن الثورة مازالت في مهدها لأنها لم تحقق سوي 01٪ مما كان الشباب يطلبه. ودار حوار ساخن بين مؤيد لثوار الميدان ومعارض له فالمعارض شاب جاء من محافظة الدقهلية خصيصاً لمقابلة شباب الميدان وإقناعهم بالمشاركة السياسية في عملية التحول الديمقراطي، والانتظار بعد ستة أشهر ولكن رد عليه الشاب المؤيد بالرفض. وتحدث سامح ذرد عضو في حركة كفاية وقال: عندما يهبط الليل تبدأ فعاليات الميدان والتجمع بداخل الخيام وتدور الحلقات النقاشية حول مستقبل البلد والطرح السياسي، وأيضاً يفكرون في تنظيف وترتيب الميدان وعودته إلي رونقه علي ما كان عليه، وأكد تمسكه بنتحية المجلس العسكري عن السلطة، وطالب بفتح باب الترشح للرئاسة فور الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب، وأضاف سامح أنه خلال تلك الحلقات النقاشية يتخللها بعض وصلات الطرب والألحان للشباب والترويح عنهم حيث ان معظمهم يذهبون للعمل صباحاً ثم المجيء للحوارات ليلاً. ويقول زكريا عبدالراضي إن معظم الباعة الجائلين المتواجدين في الميدان ممن ليس لديهم مأوي أو مسكن ومعظمهم يبحثون يومياً في الجرائد عن وظائف خالية وإذا توقف الميدان سوف يموتون فهم أيضاً مظلومون. أما مصطفي محمود سائق سياحة يشكو من عدم تواجد الشرطة وعدم وجود أمان وهو الذي أثر علي السياحة في مصر. وأكد علي أهمية الحلقات النقاشية لأنها تناقش آخر تطورات الأحداث في مصر.