بينما احتشد المعتصمون في ساحة ميدان التحرير للدفاع عن قضيتهم وحماية ثورتهم حتي آخر نفس لديهم وبعد أن امتدت خيام الاعتصام لتشغل ساحة ميدان التحرير وما حولها حتي وصل الزحف إلي ساحة المجمع. وعلي بابه دارت حوارات الثوار مع مواطنين أقصي أمانيهم ختم أوراقهم من المجمع قبل غلق الشباك. ففي الساعة الثانية عشرة ظهرا لم يكن هناك أي أثر لموظف داخل المبني الحكومي حيث تم إخلاء المبني تماماً ووقف الجميع يتساءل ماذا يحدث؟ كانت الإجابة علي لسان شباب الثورة الملتفين بأعلام مصرية ومرددين شعارات «لا للتزييف»، عايزين حكومة ثورية مش حكومة أحلام وردية»، وعلقوا علي واجهة المجمع لافتة «مغلق لحين تنفيذ الطلبات». وعندما اقتربت من أحد هؤلاء الشباب وسألته عما يحدث أجاب في ثورية «عايزين يخدعونا» إحنا جينا أمام المجمع علشان نوقف مصالح البلد والناس تحس بالأزمة ويعرفوا إن الحكومة بتضحك عليهم ومفيش حاجة هتتغير علشان عايزين يهدموا الثورة ويقضوا عليها، وأكمل آخر الحديث: إحنا عايزين الناس تفوق وتعرف إن المصالح مش في ختم ورقة من المجمع لكن مصلحة البلد كلها هتقف لو مقلناش لأ للحكومة ووصلنا صوتنا للجميع بأن الثورة مش حركة شباب دي مستقبل بلد واحنا مش كل يوم هنعرف نعمل ثورة. وفي أثناء حديثه يقف شباب آخرون من شباب الثورة في محاولة لشرح أسباب إغلاق المجمع وأنه يجب علي الجميع التعاون معا لنقف أمام الانتهازية وسياسة الطبطبة التي تتبعها الحكومة. ولكن لم يستمر الحال بين الشرح والمناقشة حتي تحولت إلي تبادل الاتهامات فيتوجه أحدهم إلي شخص من شباب الثورة قائلاً: دي فوضي ولعب عيال فيرد عليه آخر «أنت خاين للثورة». وبعد أن كانت المناقشة والخلافات بالألسنة تطورت إلي تشابكات بالأيدي، وعلي جانب الرصيف أمام المجمع جلست سيدة في الأربعين من عمرها ومعها طفلتها 5 سنوات قائلة: أنا اسمي سناء عبدالرحمن من الصعيد «أسيوط»، ومعي ابنتي مريم 5 سنوات جئنا لإتمام أوراق سفرنا لزوجي إلي الكويت ولسوء حظي وجدت هذه الاعتصامات والإضرابات وهي لا تعرف طريقاً للعودة إلا بإتمام أوراقها فوقفت تبكي من حيرتها وتسأل كل من يقف هي مش الثورة خلصت؟! وفي مشهد آخر يقف شاب في حلقة من الناس يصرخ قائلاً: حرام عليكم كفاية بقي كل يوم ثورة وكل يوم مشكلة أنا نفسي أمضي ورقي وأسافر علشان لو مسافرتش بسرعة الكفيل هيلغي العقد بتاعي وده مستقبلي وأنا باشتغل هناك عامل دهان، يعني مش كفاية كل يوم بقف في الطابور علشان أمضي ورقة وكمان النهاردة قفلتوه خالص طيب أروح فين. فرد عليه أحد الشباب من حاملي الأعلام قائلاً: إنت مش مصري ولا إيه؟! احنا بنعمل كل ده علشانك؟ فرد عليه أنا مش معايا اللي يأكلني النهاردة هاعمل للي بعد 5 سنين ارحمونا بقي. وفي حلقة نقاشية أخري تحولت إلي صراع بين الطرفين علي من يحمل لقب البطولة والولاء لمصر. وسط تساؤل الفئة الأكبر هي مصر رايحة علي فين؟