شاءت الظروف ان اكون خارج الوطن في الفترة التي بدأت فيها المرحلة الاولي لانتخابات مجلس الشعب. اعتمدت علي أجهزة الاعلام والانترنت لمتابعة احداثها. اسعدني جدا حماس اعضاء الجالية المصرية الذين نجحوا في تسجيل اسمائهم لاداء واجبهم الوطني في هذه الانتخابات. صحيح ان الاعداد المسجلة لم تتجاوز واحدا علي عشرين من حجم المصريين في الخارج »اكثر من 6 ملايين مواطن« إلا انه ورغم ذلك يمكن القول ان البداية كانت مبشرة. لابد ان نضع في الاعتبار عدم وجود فترة كافية من الوقت بعد حكم المحكمة الدستورية العليا بإقرار حق المشاركة في العملية الانتخابية وإقدام المجلس الاعلي للقوات المسلحة علي اصدار مرسوم تنفيذ الحكم ثم قيام اللجنة العليا للانتخابات بالتعاون مع وزارة الخارجية في اتخاذ الاجراءات والاستعدادات اللازمة في نفس الوقت. ونظرا لعدم توافر الوعي وايضا عامل الوقت امام هذه الملايين من المصريين الذين يعيشون في الغربة وفي اماكن متناثرة بدول الهجرة برزت صعوبات كثيرة ادت إلي هذا القصور في ارقام المشاركين. رغم التسهيلات والوضوح الكامل في المعلومات وخطوات التسجيل الانتخابي المرسلة إلي السفارات والقنصليات والمتداولة بموقع اللجنة العليا للانتخابات علي الانترنت إلا انه لابد ان نعترف بأنه كان صعبا توصيلها إلي هؤلاء المصريين اولا لان اعدادا كبيرة منهم لا توجد لهم عناوين لدي القنصليات بالاضافة الي ان اعدادا اخري غير مؤهلة للتعامل مع الانترنت. ونظرا لانتشار وجود قطاعات كثيرة منهم ايضا خارج العواصم والمدن التي توجد فيها هذه السفارات والقنصليات فقد واجه الذين استطاعوا ان يملأوا استمارة المعلومات اللازمة للادلاء بأصواتهم مشكلة توصيل ورق الانتخابات إلي بعثاتنا الدبلوماسية المفوضة في استلامها خلال اليومين اللذين تم تحديدهما. طبعا هذه المشكلة ظهرت بالنسبة لناخبي المرحلة الاولي وفقا للمسجلين في دوائرها الانتخابية.. وهناك امل في تغلب ناخبي المرحلة الثانية علي هذه المشاكل والصعوبات استثمارا لوجود فسحة من الوقت امامهم. ان قيام وفود سواء من القاهرة أو من سفاراتنا وقنصلياتنا اذا توافرت الامكانات بزيارة تجمعات المصريين ومساعدتهم في تيسير حصولهم وفهمهم للمعلومات وكذلك توصيل استمارات الادلاء بأصواتهم يمكن ان يمثل مساهمة حقيقية في تفعيل ممارستهم لهذا الحق الانتخابي. ان ما اثار انتباهي لفورة الحماس غير العادية للمشاركة في العملية الانتخابية ان اعدادا من الذين اتموا بنجاح الاجراءات المطلوبة للادلاء بأصواتهم لم تقف امامهم صعوبة البعد عن مقار السفارات والقنصليات لتسليم استماراتهم في المواعيد المحددة.. لقد قاموا في سبيل التغلب علي هذه المشكلة باختيار واحد منهم دفعوا له تكاليف رحلته إلي مقر السفارة التي يتبعونها بأي وسيلة مواصلات متاحة لاتمام هذه المهمة. في نفس الوقت تمكن بعض هؤلاء المصريين من توصيل استماراتهم الي السفارات بالبريد المستعجل رغم تصاعد الرسوم خاصة في الدول التي يعد يوما السبت والاحد عطلة رسمية وهما اليومان المخصصان لاستلام الاستمارات اذا ما وضعنا في الحسبان فروق التوقيت بينها وبين مصر مثل امريكا التي تسبقنا حاليا بسبع ساعات ونتيجة لهذه الفروق في التوقيت فقد كان علي اعضاء السفارة المصرية في واشنطن مثلا ان يظلوا علي مكاتبهم حتي منتصف الليل لاستلام استمارات اعضاء الجالية المصرية. وكما فهمت فان هناك لجان مراقبة لإتمام عملية استلام الاستمارات سواء من ممثلين عن الجالية او منظمات امريكية مدنية.. وسوف يتم إرسال نتائج الفرز إلي اللجنة العليا للانتخابات ليتم إعلانها في الوقت المحدد. لا جدال ان عملية مشاركة المصريين في اول عملية انتخابية سوف تشوبها بعض الصعوبات والمشاكل والتي ارجو ألا يكون لها اي انعكاسات سلبية فيما يتعلق باعلان النتائج. الامل الان معقود علي ألا تكون لهذه العقبات اي وجود في الانتخابات الرئاسية سواء من ناحية الوقت الذي لن يكون ضيقا أو من ناحية الاختيار حيث ان اسماء المرشحين قليلة جدا مقارنة بعدد المرشحين للمجالس التشريعية. كل ما نتمناه لاول انتخابات بعد ثورة 52 يناير ان تمر بخير وبالصورة التي يتمناها كل مصري.. امين يارب العالمين.