منها لله كل تلك الفضائيات وبعضها مع الأسف مصري بمذيعين مصريين وأموال مصرية ، جعلوا من مصر فريسة يلتهمون لحمها كل يوم ببرامجهم الموجهة والتي تنفث سمومها في قلبها وقلوبنا معها، يشعلون النار ويؤججون سعيرها وهم يدركون جيدا ان كل كلمة وكل تحريض يزيد الأمور تعقيدا وهذا مطلبهم فهم لا يعيشون ألا علي ان يروا التناحر والتباغض والتنازع والفرقة ثم لطم الخدود وكالثعالب أول من يبكون وهم يضمرون في قلوبهم الغل والحقد لمصر وللمصريين. ما قامت به الفضائيات المأجورة وهؤلاء القلة من المذيعين حاملي الجنسية المصرية مع الأسف ليس في عرف الإعلام الصحيح إلا جريمة من جرائم التحريض ضد مصر والشرطة والجيش والمجلس العسكري وكانت اسهاماتهم في هذا التحريض هو ذلك الاشتعال بين أبناء الوطن الواحد وسقوط الشهداء والمصابين بتلك الأعداد الهائلة من الجانبين وليس كما تصور هي من جانب الثوار وحدهم ، بعض أعضاء الائتلافات والجماعات مرتادي هذه الفضائيات ليس لهم إلا رأي واحد يحاولون فرضه علي كل مصر مجموعهم لا يتعدي عدد أصابع اليدين ولكنهم ما شاء الله علي كل شاشه واحدة بعد الأخري من السادسة مساء وحتي الساعات الأولي من كل صباح. هم لا يقدمون لمصر أي حلول للمشاكل والأزمات التي نمر بها وبعضهم يتعجب من الخسائر اليومية التي يعاني منها الاقتصاد وتعطل كل أجهزة الدولة مدعيا أن تلك فزاعة جديدة يحاول المجلس العسكري ترويجها لتخويف الناس مستخفا بما وصل إليه حال الاقتصاد والاحتياطي النقدي قائلا فلنتحمل فهناك ثورة ليس في حساباتها أي خسائر مالية أو نقدية وكأن حال مصر لايهمة. يتحدثون بتعال كبير وكأنهم انتصروا علي كل المصريين، يطالبون بالديمقراطية وهم لا يقبلون حتي في جلساتهم مع بعضهم أمام كاميرات الشاشات الفضائية أي رأي آخر ويدحضون افكار غيرهم، ويفرضون علينا آراءهم وكأن مصر اصبحت عزبة لهذا الفصيل أو ذلك التجمع وهم كثير لا تعرفهم من بعض . إحدي تلك الفضائيات ومذيعها الذي كان يتقاضي الملايين في التليفزيون المصري جعل من استشهاد أحد الأبناء فرصة لاشعال النيران وتساءل في تعجب لا يهدف إلا احراق مصر.. ولماذا تجمع من في العباسية ؟ وكأن لا حق للحديث في مصر ألا لمن هم في التحرير فقط يفرضون الرأي ولا يستمعون لغيرة . نحن مع الثورة ومع الثوار في كل مطالبهم ولكننا لسنا مع الفوضي ولا مع إحراق مصر ولا تدمير منشآتها والهجوم عليها ولا مع هذا التحريض الكامل من قلة من المذيعين والفضائيات التي تحاول ان تلهب شعور المصريين بالباطل. ندين حادث مصرع الشاب تحت عجلات سيارة الشرطة ولا نتدخل في التحقيقات التي تثبت العمد من الخطأ فيه ولكن أين الدليل الذي هلل له المذيع اللامع صاحب الملايين عن ان الشرطة اطلقت النار والغازات القاتلة والمشهد الذي كان يعرضه خلفه وعلي شاشته كان يصور سيارات الشرطة تحاول الهرب وهي تضرب بالمولوتوف الممنوع، بكينا حقيقة للأم التي فقدت ابنها وهي تطالب بالقصاص له ونحن معها ولكن بكاءنا علي مصر والخطر الذي يحيق بها يجب ان يغلب مصلحتها علي أي شئ آخر خاصة بعد التهدئة التي تمت. كلنا كنا نطالب بعودة الشرطة لتحمينا من البلطجية وليعود الأمان للشارع والمطالبة بحرقهم وضربهم خارج المعقول، لقد عاني جنود وضباط الشرطة علي مدي سنوات تماما كما عاني الشعب بل كان قهرهم أكبر فهم ابناء وطن واحد كانوا يحمون النظام فظن الناس انهم جنوده وحده وليس لهم ذنب في كل تلك العداوة التي اكتسبها الشعب ضدهم. كنت اتمني ان يبحث من يطلقون علي أنفسهم ائتلاف الضباط مع هؤلاء الثائرين كيف تعود الثقة بين الشرطة والشعب بدلا من الهتاف في الفضائيات بأنهم قتلة وسفاحون ويجب ابعادهم فهناك العشرات والمئات منهم يقدمون أرواحهم وأنفسهم فداء للوطن شهداء ومصابين. ارحموا مصر أيتها الفضائيات اللعينة وكفاكم تمتعا بمنظر ثكالي يلطمون الخدود.