تساءلت أول أمس من أشعل النار في ميدان التحرير؟ واليوم أتساءل من يطفئها ؟ جاء بيان المشير طنطاوي لتهدئة المتظاهرين في ميدان التحرير متأخراً كثيراً عن وقع الأحداث في الميدان ولايلبي كل المطالب.. لا هو اعتذر عن قتل المتظاهرين ولا تعهد بمحاسبة المسئولين عن إهدار دمائهم.. ولاحدد موعداً لتشكيل حكومة الانقاذ الوطني.. نفس نهج النظام السابق وكأن مبارك مازال يحكم!! ولهذا فإنه رغم الايجابيات التي تضمنها البيان رفضه المتظاهرون وأكدوا موقفهم المعلن »لاتراجع ولااستسلام« معتبرين أن المجلس العسكري فقد شرعيته مع سقوط أول شهيد في ميدان التحرير وأن قبول استقالة حكومة د. عصام شرف لايكفي ولابد من تسليم السلطة لمجلس رئاسي مدني . عناد المتظاهرين يتزايد رداً علي العنف غير المسبوق من جانب قوات الشرطة والذي أوصلنا إلي »حرب شوارع« جرت منذ السبت الماضي في شارع محمد محمود أسفرت عن سقوط 36 قتيلا وأكثر من ألفي مصاب واستخدمت فيها غازات يتردد أنها محرمة دوليا . وإذا كانت المبادرة التي قام بها بعض المشايخ أمس للصلح بين المتظاهرين وقوات الأمن قد أسفرت عن هدنة بين الطرفين وفتح الشارع سرعان ما انهارت بعد 3 ساعات إلا أنها لم تسفر عن فض الاعتصام وإخلاء ميدان التحرير مما يشكل خطراً حقيقياً علي سلامة الانتخابات البرلمانية التي ستبدأ بعد أيام . المجلس العسكري الآن في موقف لا يحسد عليه.. إذا قرر تأجيل الانتخابات ستفتح الأحزاب والقوي السياسية النار عليه وفي مقدمتها الاخوان والسلفيون.. وإذا ما أصر علي إجراء الانتخابات في موعدها لايضمن تأمينها وسلامتها مادامت أزمة ميدان التحرير مازالت مشتعلة. الساعات تمر ولابد من تحرك سريع لقيادات الأحزاب والقوي السياسية لتهدئة المتظاهرين واقناعهم بفض الاعتصام وإخلاء الميدان وإعطاء الفرصة لاتمام الانتخابات مع الاعلان فوراً عن تشكيل حكومة الانقاذ الوطني لتبدأ ممارسة عملها قبل الانتخابات.