رغم سرقة الثورة ورغم اختطافها في أيامها الاولي من التحرير.. رغم الجثث التي تجرها الشرطة إلي القمامة في مذبحة الثورة بتسجيل تليفزيوني لما يحدث في قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق. رغم كل ترنح ورغبة الفساد في العودة للسيطرة للشوق إلي مصالحه.. رغم التلاعب بالقضايا واللعب برد القضاة والتراجع برغم تهديد مبارك للمصريين في محبسه بالمستشفي الدولي بقوله »هما لسة شافوا حاجة« وبرغم سيارات السلفيين التي تأتي محملة بهم وبسبق اصرار وترصد إلي ميدان التحرير باتفاق مسبق علي تسلم الكعكة المصرية التي يتسابق عليها الحكام وفلول المحكومين والبلطجية الذي رسم بهم الحزب الوطني خريطة مصر من أسوان حتي رشيد وصولا للسلوم غربا والعريش شرقا.. وبالتليفون المحمول من خلال مباحث أمن الدولة.. - »الريس رايح بورسعيد استعدوا بالهتاف الفلاني«، »جمال رايح قرية الدلاديل.. استعدوا بالهتاف العلاني« برغم كل هؤلاء والذين مازالوا يصلهم الدعم المالي.. برغم اضرابات المعلمين الذين كانوا صامتين في العهد المبارك وعمال السكة الحديد وعمال وعمال وموظفين.. وكل المصريين الذين يقومون كل يوم بالاعتصامات والاضرابات مدفوعين دون ان يعلموا وكأن المصريين منومين مغناطيسيا برغم كل ذلك مصر جاية.. والله وأقسم بالله ان مصر جاية وهذا هو المخاض الصعب وهذا هو احتضار الفساد وهذه هي الرغبة القاتلة لدي السلفيين ومعهم الاخوان المسلمين في امتطاء صهوة جواد الحكم.. استطردت في الكتابة دون ان انحني شكرا لله ثم اشكر الشيخ الجهبذ عظيم السلفيين الشيخ محمود عامر رئيس جمعية السنة المحمدية بدمنهور والذي يعيش ثورات سلفية تجعله ينتقي فتاواه الشديدة الاختلاف ولكنها كشفت النوايا فهو رافض للثور مع انه يجب ان يصلي ركعتين عقب صلاة العشاء كل ليلة ليشكر الثورة فلولاها لما عرف الشارع المصري السلفيين ولماذا ظهروا في العلن. والشيخ عامر أشكره لكشف الاوراق رغم انه من محبي ومريدي مباحث امن الدولة لانه يفتي فتاوي تجعلهم يقومون من كبوتهم. أهم هذه الفتاوي هي ان المصريين سوف يحّل عليهم غضب الله لانهم انكروا الجميل للرئيس الذي أفني عمره لهم فلا تحق محاكمته وأن هذه المحاكم حرام.. حرام.. حرام »بالثلاثة« وانها محاكمة تخالف شرع الله. أما الفتوي المهمة التالية فلعل اسرائيل تحتضنه وتجعله من داخل معاهدة معسكر داوود وتجعله من اصدقاء اسرائيل لقد افتي شيخ السلفيين الجليل ان تصدير الغاز لإسرائيل حلال في حلال.. وبذكاء سلفي محسوب يعلن السلفيون انهم يريدون محاكمة معادلة.. ولا يهمكم.. المحاكم لا عادلة ولا غيره انها تمثيلية محبوكة وبدلا من ان تكون محاكمة القرن فقد اصبحت »نكتة القرن« ولا يعرف الشيخ عامر ان الغاز يستخدم في امداد آلة الحرب التي تحصد الفلسطينيين. وقد تمت اقالة الدكتور جمال المراكبي نائب رئيس الجمعية لانه صرح بأن مبارك يجب ان يحاكم محاكمة عادلة. لهذا وجب تقديم الشكر للشيخ محمود عامر من البلطجية الذين اعطوا الفرصة للشرطة بما حدث في ميدان التحرير والذي يفوق مطالب الشيخ عامر ويعجل بأحلامه في امتطاء صهوة الجواد المصري. ولكن لا يعلم ان الشارع المصري رافض تماما لهذا التيار ويقولون جميعا. أن كان هؤلاء..؟ هل كانوا في أمن الدولة وخرجوا إلي ميدان التحرير؟ أن في التحرير خطة محكمة يحمكمها »خمر السلطة« وكراسي الحكم واصبح ميدان التحرير وكأنه متحف الخزف و الثور لايحكم رغبته.. الميدان تحكمه أشياء كثيرة وتسابقت الرغبات والثور الهائج تأتيه الأوامر بالضرب من اكثر من مصدر واكثر من رئيس تحكمه غريزة حب البقاء علي العرش مهما كان الثمن.. ولكن سوف يظهر البطل سوف يظهر المخلص بتشديد اللام.. لن يكون فردا .. سوف يكون المصريين الذين سوف يستعيدون كميائهم.. ماحدث في التحرير. ورفع السلفيون في اليوم الأول علم الشقيقه السعودية أمر يعكس ضعفهم واحتمائهم بسرقة علم دولة صديقة ومحاولة التفرقة أمر واضح لا ينطلي علي أحد.. لم ينضب ذكاء المصريين بعد. ما يحدث في التحرير علامات للقدرات المصرية وأنهم لن يخضعوا للفساد.. أي فساد وأي تعطش للسيطرة. وأي عرقلة لوصول الحكم المدني وأي تأجيل للانتخابات.. لو لم يعلن سريعا عن توقيت قادم في عجالة لانتقال السلطة لكان الثمن غاليا وقد بدأ الدفع مقدما من دماء المصريين.. تري هل جفت الأقلام وطويت الصحف؟ لا أعتقد قبل الطبع فساد الذمم وفساد الأقلام أقلام لها قدرات خارقة.. ولها أيضا قدرات في جمع المال، أقلام كتبت ومدحت وطلبت وزمرت ولم تلتقط الانفاس فقط غيرت اسماء من مدحتهم وطلبت وزمرت لهم استمرت في ذات الاسلوب لناس عكس الاتجاه وللأسف صدقهم الجالسون الجدد علي الكراسي.. وكله كوم والسيدة الدكتورة المسئولة في الاهرام التي استقبلت السفير الاسرائيلي ثم بعد الثورة لبست وجه آخر وبدأت تتحدث عن الثوار والثورة وأهمية التغيير وضرورة التغيير.. اعتقد ان فساد الذمم اسهل بكثير علي الدول من فساد الاقلام.