كان الله في عون فقراء مصر المحتاجين الي لقمة العيش، والعلاج، انهم 04٪ من تعداد سكان المحروسة، هؤلاء لا يشغلهم كثيرا من سيمثلهم في البرلمان، ولا حتي الرئاسة.. اننا نعيش هذه الايام في غيبوبة وانقسامات بعد أن تلاشت صفات التسامح والصبر وعدم التطلع الي المستقبل والحوار المفقود.. ان الفقراء يتابعون فقط من بعيد التليفزيون والفضائيات والصحف والاذاعة لمشاهدة استضافة اهل الكهف، والذين بينهم والنظام السابق »تار بايت« واحساس شديد بالظلم والمعاناة، ويشاهدون أيضا اصحاب الايديولوجيات الخاصة والمتعصبين والمتشددين الذين يؤكدون في كلمات واضحة انهم اذا جاءوا الي البرلمان أو الرئاسة سيغيرون حياة وسلوكيات المواطنين طبقا لما يعتقدون انه الصحيح تماما، ويعملون علي تغيير القوانين بما في ذلك ما أصدره المجلس العسكري! ان السادة السياسيين، وخبراء الاستراتيجيات علي مختلف تخصصاتهم، نادرا ما يتحدثون عن مصر المستقبل، وكيف نعيد البناء؟ وكفانا حديثا عن الماضي الذي هو الآن في يد القضاء والعدالة في الارض والسماء.. وبعد ايام تشهد البلاد أول انتخابات نتضرع الي الله ان تكون حقا »سلمية سلمية«، حتي يشهد العالم حضارة السبعة آلاف سنة، ويلهم الناخب العقل والحكمة لاختيار الافضل دون النظر الي ديانته أو انتماءاته. ان البلاد شهدت في الأيام القليلة الماضية احداثا مؤسفة في الكثير من المحافظات، من اعتصامات وقطع طرق وارزاق الناس واعتداءات وكانت الحصيلة زيادة عدد الواقفين في طابور البطالة من 3.9٪ من قوة العمل، الي 21٪ وارتفاع اسعار السلع الاساسية بجنون، والضحية الاولي »الفقراء«.. وايضا الاقتصاد القومي الذي يخسر الملايين ليتحملها المجتمع وتراجع الاحتياطيات الدولية من 63 مليار دولار إلي 25 مليارا، الأمر الذي يكاد يدخلنا في دائرة الافلاس ودخول المرحلة الحرجة، مما جعلنا نعيد النظر في اللجوء الي الاقتراض من المنظمات الدولية، بعد ان دخل عجز الميزانية بعد الديون الخارجية، واصدار أذون الخزانة، وطبع البنكنوت.. والاسوأ هروب المستثمرين الاجانب بعد رؤيتهم حالة عدم الاستقرار وزيادة معدلات حالات السطو وتعطيل الانتاج، والخطف وطلب الفدية لتصل بالملايين، وجرائم قطع الطرق وسرقة السيارات.. وفي الوقت الذي بدأت تنشط فيه حركة السياحة في الاقصر واسوان ويتنسم الاهالي التحسن جاء حادث انقلاب سيارة السياح المجريين ليسقط الضحايا، ولم يتحرك وزير الصحة إلا عندما طلب منه رئيس الوزراء. وفي ظل الظروف الحالية كان الله في عون المريض، أو من لديه مريض بمرض خطير، او احد كبار السن، انهم يعانون غياب وزارة الصحة بعد ان اصبحت اهم سماتها تغيير المتحدث الرسمي باسم معالي الوزير واستبداله بآخر، والغاء المكتب الصحفي وبالتالي غياب المعلومات، لذلك اناشد وزير الصحة زيارة مكتب المجالس الطبية المتخصصة بالحي السابع في مدينة نصر ليشهد بعينيه كم المعاناة والذل والطوابير التي تنتظر قرارات العلاج علي نفقة الدولة، والتعقيدات والاذلال. وما يحدث في مدينة نصر يتكرر في التأمين الصحي لان الرصيد المتاح لا يتجاوز ثلاثة اشهر، وتعاني الميزانية عجزاً 61 مليار جنيه.. يحدث هذا في مصر التي تعيش الثورة، بينما الرئيس الامريكي أوباما رفض الميزانية لانها لا تكفي احتياجات الشعب وكرامته.. واعادها للكونجرس رغم انها تقترب من 02٪ ! وجاءت أحداث ميدان التحرير في القاهرة والمحافظات لتصيب الشعب كله بالألم والحزن باطلاق الرصاص الحي، وكالعادة المتهم مجهول وشهداء من الشباب والشرطة، وعمليات تخريب ومحاولات لاقتحام وزارة الداخلية لإسقاط هيبة الدولة.. انها أحداث كلها تصيب الشعب كله بالحزن والأسي والخوف علي المستقبل لأننا كلنا سندفع الثمن وهو الخراب والمزيد من الفقر.. والسؤال أين المرشحون للرئاسة ومجلس الشعب وماذا فعلوا قبل الكارثة في كل الحوادث السابقة والحالية؟. ان أمنية كل مواطن اليوم ان يسمع خبرا مفرحا، وهنا استعير قول المهندس حسب الله الكفراوي »ربنا يسترها« وكان الله في عون الشرطة وقواتنا المسلحة. كلمات: هناك فرق شاسع بين الحرية والفوضوية.