أوقفوا هذه الحرب الشريرة الغبية التي تسفك فيها دماء المصريين وتسقط فريسة لها هيبة الدولة المصرية التي نعيش جميعا في ظلالها. انها حرب ليس من خاسر فيها سوي الوطن مصر.. أمنه واستقراره ومستقبله، كل الشواهد تؤكد ان اطراف هذه الحرب لا يدركون حجم وفداحة الخسائر التي يتكبدها هذا الوطن الذي تغني له زيفا وكذبا وعن غير ايمان بالانتماء والولاء له. كفي يا نجوم الكلام في الفضائيات والصحافة والاعلام المسموع احاديثه مسمومة وغير مسئولة لا هدف من ورائها سوي اشعال الفتنة وتصاعد الخسائر السياسية والاقتصادية والاجتماعية. هل تعلمون من الذي سيدفع فاتورة هذه الاحداث المأساوية التي تفرزها هذه الصدامات وعمليات التورط في مظاهر العنف غير المبرر الناتجة عن الافتقاد للثقة وحسن الادراك إضافة الي الاستسلام لمؤامرات المتربصين بأمن وسلامة هذا الوطن. ألم تروعكم حجم المليارات التي خسرناها ونخسرها كل يوم بل كل ساعة تمر مع استمرار هذه الحالة الفوضوية التي اختلط فيها الحابل بالنابل؟ هل سمعتم بخسائر البورصة المصرية والسياحة ومراكز الانتاج والتراجع في ايرادات الدولة وارصدة البنك المركزي من العملات الاجنبية التي يتم استخدامها لتوفير الاحتياجات المعيشية؟ ليس هناك ما يقال امام هذه التطورات المفزعة سوي: يا شماتة الاعداء الذي ولاشك يشعرون بالسعادة لما يجري وبنجاح مخططهم لضرب مصر واسقاطها. هل وصل بنا التآمر علي عقولنا والفكر السليم للوقوع في كمين العمل ضد مباديء 52 يناير. اننا وبدلا من السعي نحو التقدم اصبحنا نقاد من خلال من لا يقدرون المصلحة الوطنية دافعين بنا الي المجهول. لماذا بالله تسود العصبية والتوتر في نفس الوقت الذي يسعي البعض للوقوع في شرك المحرضين الذين يعملون علي اثارة القلاقل والاضرابات وترويع الغالبية من ابناء شعب مصر؟ أليس هناك من عقلاء يغلب عليهم حب مصر يدعون الي كلمة سواء تعيد الثقة الي نفوس كل الاطراف التي مازالت تملك القدر الكافي من الوطنية والاحساس بالمسئولية. المطلوب الآن هو التوافق علي اعطاء فرصة لاستكمال المسيرة نحو الاتجاه الديمقراطي الذي تتمناه الغالبية الشعبية وبالصورة السليمة وليس من خلال جماعات او تنظيمات نعلم يقينا انها لا تمثل سوي نفسها ومعها الاقلية التي تدور في فلكها. علينا جميعا غالبية وأقلية ان نعمل علي اعادة الامن والاستقرار الي ربوع الوطن تعبيرا مخلصا عن حبنا له والعمل علي سلامته وازدهاره. ليس جديدا القول بان تصاعد الفوضي والانفلات في حياتنا لا يمكن ان يحقق الامال المرجوة. كلنا ندرك انه وكلما طالت فترة هذه الفوضي فان الحراك للوصول الي الهدف المأمول سوف يتراجع. ليس خافيا علي احد ان خطورة الاحداث التي لا هدف من ورائها سوي الاخلال بالامن والاستقرار وكذلك السلوكيات الدامية لضرب هيبة الدولة. هذه الممارسات تقود الي الصدامات التي تولد الاحقاد وهو امر يترتب عليه تعطيل جهود العمل المشترك من اجل تحقيق الاهداف الوطنية التي نتطلع اليها جميعا. من المؤكد اننا اصبحنا في اشد الحاجة الي حكومة قوية تتوافر لها المسئوليات والقدرة علي ادارة شئون الدولة المصرية في هذه المرحلة بالغة الدقة. هذه الحكومة تتطلب قيادة تملك امكانية مواجهة هذا الموقف الصعب الذي نمر به حاليا. لا جدال ان مثل هذه الخطوة سوف تنهي هذا الوضع المؤسف الذي نعيشه ليثير فينا الاسي والخوف من المستقبل.