العدالة شريعة الحق، وكل الأديان السماوية تسعي الي تحقيقها، وكانت العدالة الاجتماعية مطلبا أساسيا من مطالب ثورة 25 يناير ويقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: »إنما هلك الذين من قبلكم لأنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد« ويقول الله سبحانه وتعالي »ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب« صدق الله العظيم وفي ضوء ما سبق فإن قضية المصالحة مع من سرق مال وأراضي وحاضر وآمال المصريين مرفوضة لعدة أسباب أخري أهمها ما يلي: إن الموافقة علي المصالحة تعني عدم العدالة والتنازل عن حق المجتمع في عقاب من سلبوه مما يساعد علي نشر الفساد في البلاد. إن تطبيق هذا المبدأ يساعد علي تكرار النهب مستقبلاً لأن في حالة اكتشافه سيلجأ الي المصالحة، مع العلم بأن معظم الأموال أو الأراضي المنهوبة عادة لا يثبت منها إلا جزء يسير فقط، ومعني ذلك أن من سرق 10 مليارات ولم يثبت عليه سوي 2 مليار فقط يردهم، وبالتالي يأخذ عفوا ويتمتع ببقية ما سرق وكذلك الأراضي. إن القول بتطبيق هذا المبدأ في جنوب أفريقيا، فذلك يرجع لخصوصية حالة جنوب أفريقيا، حيث هناك مجتمعان مختلفان تماما أحدهما من البيض وقادم من الخارج وحكم وظلم، ثم أراد أن يتعايش مع أهل هذا البلد وكانت المصالحة خروجا من مأزق التقسيم والعنصرية. إن مبدأ المصالحة يكون في حالة وحيدة فقط وهي أن يتقدم شخص غير متهم بإعتراف أنه استولي علي مال الدولة ويعلن توبته ويريد التخلص من ذنبه ويردها سرا وليس مقبوضا عليه أو متهما بالسرقة.. والغريب أن يتردد هذا الكلام في عهد الثورة، حيث لم يجرؤ النظام السابق علي تطبيق هذا المبدأ الذي يخالف الشرائع السماوية والمبادئ والقيم الإنسانية ومصلحة الوطن والمواطن اليوم وغداً. إن الأراضي المنهوبة ليست مشكلة تقدير ثمن أو مال فذلك يمكن تعويضه لكن هذه الأراضي ملك الأجيال القادمة ولا يحق أن يبيعها ولو بمليون ضعف لأن الأراضي مورد غير متجدد ويجب ألا يستأثر جيل بمعظم الأراضي. لم العجلة في إتخاذ قوانين استثنائية من وزارة مؤقتة وانتخابات مجلس الشعب ستبدأ بعد أيام فهذا يذكرنا بالحكومات السابقة التي تسلق القوانين قبل إجازة المجلس، ومن أين الثقة في لجان جديدة تعيد تقدير ثمن الأراضي؟ ولمصلحة من يتم التسرع في إصدار مثل هذه القوانين قبل أسابيع قليلة من تكوين مجلس الشعب. هذه مهمة المجلس القادم وليست الوزارة الحالية التي تنحاز دائماً وغالباً ضد الشعب ولصالح رجال المال المتهمين بالفساد. ولك الله ياشعب مصر،،،