مساع جادة وحثيثة يبذلها الكثيرون من مسئولي اتحاد الكرة لإحتواء الازمة التي تفجرت مؤخرا في أعقاب المباراة الودية التاريخية بين مصر والبرازيل والتي أقيمت بالعاصمة القطرية الدوحة مؤخرا، وهي الازمة التي فجرها اثنان من أعضاء المجلس هما الكابتن مجدي عبد الغني ود. كرم كردي لاعتراضهما علي الطريقة التي اتبعها الكابتن سمير زاهر رئيس الاتحاد عند بيع حق بث المباراة للتليفزيون .. وعلي الرغم من الجلسة الطويلة التي عقدها سمير زاهر مع كردي أمس الاول وتوضيح كافة الامور التي تعلقت بعملية بيع المباراة، إلا أن الجلسة لم تسفر عن الصلح والتصافي المنشودين لاحتواء الازمة وتفادي المزيد من التصعيد، حيث واصل كردي هجومه علي زاهر مؤكدا أنه لن يتراجع عن موقفه هذا إلا بعد استجابة زاهر لكافة الطلبات التي أرادها والتي يأتي في مقدمتها اتباع الشفافية في كافة القرارات التي يتم اتخاذها والعمل علي تنفيذ ما وعدوا به أعضاء الجمعية العمومية .. وإزاء تلك الحالة التي تبدو في تصاعد تاهت الحقيقة بين الاطراف المتنازعة، وهو ما تطلب استطلاع رأي واحد من مسئولي المجلس ممن هم علي الحياد، لا مع هذا ولا ضد ذاك .. وقد وقع الاختيار علي المهندس أحمد مجاهد عضو المجلس وهو واحد ممن اشتهروا بشجاعة الكلمة وصراحة القول ولا يخشون في الحق لومة لائم .. قال مجاهد أن الصراع الحالي الدائر بالجبلاية ينم عن سطحية شديدة في التعامل مع القضايا المختلفة، مشيرا إلي أن البعض داخل الاتحاد تركوا كل القضايا الهامة والجسمية التي يجب الانشغال بها وعلي رأسها أحوال وشئون الاندية وكيفية تطوير مستوي اللعبة وبحث شئون المنتخبات الوطنية المختلفة إلي الانشغال بأمور هايفة وسطحية التوقف عندها يؤخر ولا يقدم مثل بيع مباراة ودية لهذه أو تلك القناة الفضائية .. وقال مجاهد إنه لا يري أن بيع مباراة البرازيل لقناة فضائية معينة هو القضية الفظيعة التي يجب أن يتوقف عندها مسئولو الاتحاد لتشغلهم عن متابعة الشئون القضايا الرئيسية للعبة .. ويضيف مجاهد : حتي وإن افترضنا جدلا أن هناك مجاملات تمت ببيع المباراة لقناة بعينها إلا أن أحدا ممن ألمحوا إلي هذه الشبهة لم يملكوا الدليل علي وجود هذه الشبهة، ثم الاهم من ذلك هو أن الكابتن مجدي عبد الغني وهو واحد مروجي الاتهامات كان موجودا في المؤتمر الصحفي الذي تم تنظيمه للاعلان عن إقامة المباراة دون أن يعترض أو حتي يبدي التحفظ، كما أن عبد الغني هو وكردي هما الوحيدان بمجلس الادارة اللذين إطلعا علي العقد الخاص بالمباراة .. وفوق كل هذا والكلام لمجاهد يبقي بحث الامر من ناحية المكسب والخسارة، فنسأل هل : حقق اتحاد الكرة مكسبا من هذه المباراة أم أنه خرج خاسرا؟ .. المؤكد أن الاتحاد كسب الكثير، فعلي الصعيد الفني للمنتخب فليس هناك أفضل من أن تواجه منتخبا بحجم وقوة البرازيل، أما علي الصعيد المادي فقد جني الاتحاد مبلغا كبيرا وهو 600 ألف دولار ( حوالي أربعة ملايين جنيه ) وهو رقم غير متوقع أو مسبوق لأنه لم يدر بخلد أي شخص يعرف الفوارق التاريخية والشعبية بين منتخبي البرازيل ومصر يستحيل أن يتصور أن يلعب المنتخب المصري مباراة ودية مع البرازيل دون أن يدفع المنتخب المصري المقابل لذلك، بل الادهي من ذلك هو أن يحصل علي مقابل، بل يكون المقابل أربعة ملايين جنيه !! ويضيف أحمد مجاهد في كلامه الساخن جدا أن مشكلة الدكتور كرم كردي أنه جاء إلي مجلس إدارة اتحاد الكرة وهو محسوب علي جبهة المعارضة فيريد أن يثبت لها أنه جاد في تنفيذ وعوده لهم داخل الاتحاد، مشيرا إلي أن الأزمة التي فجرها كان من الممكن جدا أن يتم تداولها ومناقشتها داخل غرفة مجلس الادارة، وليس علي صفحات الجرائد وفي وسائل الاعلام، لكن المشكلة أنه يريد أن يسمع صوته للمعارضة. من جانبه إعتمد سمير زاهر الشيكات الخاصة باعانة اندية القسم الثاني والثالث بعد اجتماع مجلس ادارة الاتحاد وذلك تنفيذا لوعوده لمسئولي الاندية في اجتماع الجمعية العمومية الماضي .. واكد الكابتن زاهر ان الاتحاد حريص علي دعم الاندية بالكامل لتتمكن من تسيير امورها والوفاء بالتزاماتها.