بدأت الحرب الأمريكية علي الإرهاب في يوم 7 أكتوبر2001 وقبل مرور شهر علي هجمات الحادي عشر من سبتمبر كان لدي إدارة بوش اقتناع بأن حربها ضد نظام طالبان في أفغانستان تحتاج إلي جهد كبير، ووقت طويل، قبل اسقاطه والقضاء عليه وهو ما حرص الرئيس الأمريكي علي ترديده لتهيئة شعبه لتقبل الحرب وأخطارها ما دام تحمس ووافق علي شنها انتقاماً من الإرهابيين الذين هاجموا بلاده وقتلوا أكثر من 3آلاف أمريكي، وأضعافهم من الجرحي. تحالفت القيادة الأمريكية مع العديد من الجماعات والتنظيمات المحلية المعارضة لنظام طالبان، وأبرزها تنظيم أحمد مسعود الذي لقي مصرعه منذ فترة عندما دُس عليه إرهابي/انتحاري تقمص شخصية مراسل صحيفة أوروبية وقام بتفجير نفسه عند اقترابه من مسعود الواقف لاستقباله ومصافحته! تنظيم الشهيد مسعود كما يصفه أنصاره تحالف مع الولاياتالمتحدة انتقاماً من الذين نسفوا قائدهم، أو باركوا مصرعه، وعلي رأسهم حركة طالبان وتنظيم القاعدة. واعترفت القيادة العسكرية الأمريكية بالدور الكبير الذي لعبه أنصار مسعود في مساعدة ودعم القوات الأمريكية في حربها ضد طالبان والقاعدة. باقي التنظيمات المتحالفة مع أمريكا قدمت هي أيضاً دعماً استخبارياً مهماً كان من الصعب علي الأمريكان الحصول عليه لولا تحالفهم مع تلك التنظيمات المحلية للقضاء علي عدوهم المشترك. وسرعان ما بدأت سلسلة الانتصارات التي حققتها القوات الأمريكية والعناصر المحلية المتحالفة معها، ضد قوات نظام طالبان الحاكم. في 9 نوفمبر سقطت في أيديهم كبري مدن شمال أفغانستان: مزار الشريف. وفي يوم12نوفمبر سقطت أهم مدينة في غرب أفغانستان: حيرات. وفي اليوم التالي 13نوفمبر سقطت العاصمة: كابول، إيذانا بإسقاط نظام طالبان الذي تكبد خسائر فادحة متلاحقة. وفي يوم 15نوفمبر أطلقوا صاروخاً استهدف فندقاً مخصصا لإقامة قيادات في تنظيم القاعدة، أدي إلي مقتل نحو 100منهم أبرزهم: محمد عاطف، الذراع العسكري للتنظيم. مقتل الرجل الثالث في ترتيب قادة تنظيم القاعدة، وجد ترحيباً شديداً من الرئيس الأمريكي الذي تلقي الخبر الجلل أثناء جلوسه في مكتبه البيضاوي، فمد يده ليسحب أحد الأدراج وأخرج منه القائمة التي تضم أسماء 22من أشهر رموز الشر كما تسميهم وكالة المخابرات المركزية والمطلوب تصفيتهم أو القبض عليهم.. أيهما أسهل. ويضيف الكاتب السويسري إيتان دوبوي قائلاً في كتابه المثير إن الرئيس بوش وضع القائمة أمامه ومر بنظره علي ترتيب الأسماء وصولاً إلي الثالث في الترتيب محمد عاطف ثم أمسك بقلمه وشطب به الاسم: كأول مطلوب في القائمة تمت تصفيته! سهولة تصفية القائد الثالث في تنظيم القاعدة زادت من ثقة بوش في إمكانية تكرارها مع الآخرين، وأن تصفية أسامة بن لادن شخصياً أصبحت مسألة وقت لا أكثر.. ثم يقوم بشطب اسمه من علي رأس القائمة التي يحتفظ بها في درج مكتبه! .. وللحديث بقية.