دهشت لما كتبه الدكتور محمد السعدني في »الأخبار« الاربعاء الماضي عن »الإعلام القاهري المستبد« والذي استنكر فيه التجاهل التام للإعلام بكل صوره.. صحافة وتليفزيونا رسميا وفضائيات وصحفا قومية ومستقلة وحزبية لاحد المرشحين لمنصب نقيب المحامين.. كانت المرة الأولي بالنسبة لي شخصيا وأنا المتابع لكل جوانب الشأن العام، التي أعرف فيها أن هناك مرشحا لمنصب نقيب عام المحامين اسمه محمد رأفت نوار. سألت نفسي هل ذلك لأن الاستاذ نوار سكندري.. وهل صارت الاسكندرية إحدي المناطق العشوائية علي هامش مدن مصر؟.. عجبي. فالاسكندرية هي العاصمة الثانية لمصر، علي طول العصر الحديث وكانت العاصمة الاولي فيما قبل ذلك والاسكندرية قدمت لمصر شوامخ المواطنين من المحامين العظام وغيرهم في كل المجالات فكيف يتجاهل الاعلام نقيبا للمحامين سكندريا. هل لان الاستاذ نوار.. كما علمنا من مقال الدكتور السعدني. له هذا التاريخ الوطني المديد لجيل السبعينات الذي قدم أروع امثلة البطولة الوطنية والقيادات التي لعبت ادوارا هامة في حياة الوطن؟.. هل لأن الاستاذ نوار يتطوع دائما لمناصرة المظلومين والمضطهدين؟ وانه كان قائد هيئة الدفاع عن خالد سعيد؟. لست أجد مبررا واحد معلوما لتجاهل كل اجهزة الاعلام لهذا المرشح الوطني الكبير. منافسة الأحزاب لمرشحي شباب الثورة خطأ جسيم كتبت قبل اسابيع أدعو الآباء السياسيين من احزاب وشخصيات ألا تنافس شباب الثورة،. وكفاها ما تنافس عليه بقوائمها وافرادها في مواقع اخري.. لكني فوجئت بأن لا أذن سمعت وأنه في دائرة مصر الجديدة مثلا.. رشح حزب الحرية والعدالة - الاخوان المسلمون- مرشحا ينافس اسماء محفوظ الناشطة الشهيرة عالميا من القيادات الشابة لثورة 52 يناير. وهو أمر أرجو ان يعالج الحزب ذلك بأن يكثف جهده الدعائي والجماهيري لصالح اسماء محفوظ.. كما أتمني علي الدكتور عمرو حمزاوي الذي دخل المنافسة معها ايضا. ان يعدل موقفه الي دعم وتأييد »اسماء« ويكفيه انه رئيس حزب ومقدم برامج سياسية واستاذ جامعي ولديه مجالات كثيرة لدعم الثورة.. وأرجو أن يحدث ما ننادي به في جميع الدوائر. مجدي الجلاد وبرنامجه الرائع.. لازم نفهم أتابع بشغف عظيم البرنامج الجماهيري الرائع الذي يقدمه الزميل مجدي الجلاد كل خميس في CBC لقد تابعت الاسابيع الثلاثة الاخيرة، في الأول عرض لموضوع غاية في الاهمية وهو »البلطجية« الذي كشف فيه عن الاستخدام التآمري لجهاز أمن الدولة لهؤلاء البلطجية وكيف انهم جيش منظم معروفون بالاسم والمكان.. يوظفهم ضباط أمن الدولة والمباحث.. وكشف اثنان منهم عن التكتيكات الغريبة التي توضح لنا الكثير مما يحدث الآن تحت اسم الانفلات الامني.. كيف يندسون في الجموع البريئة سواء مظاهرات أو وقفات احتجاجية أو اعتصامات وكيف يشعلون الموقف بما يحقق الاضطراب والاحتقان والتخريب وكيف يندسون كطابور خامس يدعون انهم من الجماهير بل من غلاة القيادات الجماهيرية. لكي يوجهوا الجموع الي الاهداف الاجرامية التي حددت لهم. وفي الثاني استعرض مجدي الجلاد قضية الزراعة والفلاحين، وان لم يستحضر الاشخاص المناسبين لمناقشة القضية بكل ابعادها لكنه علي اي حال يشكر.. وربما يعود الي هذا الملف بعمق أكثر. أما الثالث والاخير فكان »سوق الرجال« عن العمالة غير المنظمة ومآسي افرادها التي كما قال مجدي توجع القلب.. وقد أتي في نهاية الحلقة بأحد الفواعلية من الفيوم اسمه كمال رجل نحيل مريض. اقسم انه دخل احد البيوت الفاخرة طبعا ليعمل فوجد كلب السيد صاحب البيت يأكل اللحم وينام في غرفة مكيفة ويعامل معاملة الملوك.. عندئذ قال.. »إحنا مش بني آدمين« واقسم انه وبناته وزوجته ينامون من غير عشاء، وتذهب البنات الي المدرسة بغير افطار لان الاسرة لا تستطيع ان تأكل وجبة واحدة في اليوم.. والمدهش ان ابنته الكبري في الصف الرابع الابتدائي كانت الاولي علي مدرستها برغم كل هذا الجوع.. وكشف التحقيق عن ان وزارة القوي العاملة منذ عام 4002 حتي الآن تدرس وتبحث كيف تفعل مع هؤلاء، الذين يقترب عددهم من 9 الي 01 ملايين انسان عدا اسرهم بما يعني انهم يشكلون حوالي ثلث شعب مصر.. انها تراجيديا حقيقية.