اختفاء المهندس نجيب ساويريس تحول إلي لغز! حوالي أربعة أشهر حتي الآن وهو مختف عن وسائل الإعلام سواء المقروءة أو المرئية أو حتي المسموعة.. بعد أن كان يملأ الساحة السياسية نشاطا وتصريحات خاصة بعد الثورة.. فماذا حدث؟.. هل أصابه الاحباط أمام التحديات التي تتراكم يوميا؟.. هل فقد الأمل في فوز حزب المصريين الأحرار الذي قام بتأسيسه بمقاعد في مجلس الشعب؟.. هل رفع الراية البيضاء أمام الإخوان المسلمين وتنازل عن حلم الدولة المدنية في مصر؟ هل هاجمته المشاكل الاقتصادية وأخذته في دوامة البيزنس فابتعد عن السياسة! قال لي كثير من الزملاء أنهم حاولوا اجراء لقاءات صحفية أو تليفزيونية معه طوال الأشهر الماضية ولكن يرفض باستمرار. وقررت أن استخدام رصيدي عنده كأحد مصادري المهمة منذ أكثر من عشرين عاما.. ولم يخب ظني ووافق علي الحديث.. وكان هذا الحوار الذي استمر لأكثر من ثلاث ساعات حاولت فيها ألا أترك موضوعا سياسيا أو اقتصاديا دون أن أطرقة خاصة أننا نمر بمرحلة سياسية واقتصادية خطيرة.. وكان هذا الحوار الساخن جدا. المهندس نجيب ساويرس رجل الأعمال المعروف محليا وعالميا ورجل الساسة الثائر ومؤسس حزب المصريين الأحرار من أكثر الشخصيات اثارة للجدل.. والحوار معه ليس مهمة سهلة فهو متعدد الاهتمامات.. حاد الذكاء.. واسع الخبرة.. يصعب معه توجيه الحوار أو السيطرة عليه.. ولديه قدرة غريبة علي تجاوز أي مأزق صحفي يختار كلماته بعناية.. ويحدد نقطة البداية والنهاية بكل مهارة. ورغم ذلك فالحوار معه يمثل متعة لأي صحفي لأنه يضعك أمام نوع من التحدي المهني.. خاصة ان الصراحة والوضوح والشجاعة من أهم سماته الأساسية مصري قبطي ليبرالي يروج للديمقراطية والحرية. سؤال: فسر الكثيرون اختفاءك الأربعة أشهر الماضية أنه حالة احباط أو رفع للراية البيضاء أمام الأوضاع والتحديات ومناخ الفوضي الذي يسيطر علي الشارع الآن.. فهل هذا صحيح أم أن هناك تفسيرا آخر؟ أجاب: الحقيقة اني لا أعرف الاستسلام مهما كانت عوامل الاحباط المحيطة والواقع انني خلال الفترة الماضية كنت منشغلا بمتابعة أعمالي في شركاتي داخل مصر وخارجها ولدي العديد من المتعلقات تخص ذلك أتابعها.. وفي نفس الوقت كنت في اجتماعات مكثفة ومفاوضات للتجهيز لانتخابات مجلس الشعب القادمة وتنقية القوائم من فلول الحزب الوطني والوصول إلي اتفاق وائتلاف مع حزبي التجمع والحزب الديمقراطي الاجتماعي وكان عملا معقدا وصعبا للوصول لصيغة نهائية لهذا التوافق.. من هم الفلول؟ سؤال: ماذا تقصد بكلمة الفلول وهل يشمل ذلك كل من حمل عضوية الحزب الوطني السابق وهم بالملايين؟ في رأيي ان كلمة الفلول لا تنطبق إلا علي بعض أعضاء الحزب الذين دخلوا مجلس الشعب وهم يعلمون بوجود تزوير في الانتخابات لصالحهم وحصلوا علي مزايا خاصة علي حساب مصلحة الوطن ووافقوا علي خطة توريث الحكم والتي قادها أمين التنظيم السابق للحزب المهندس أحمد عز وقاموا بدعمها والموافقة علي تعديل الدستور في المادة 67 من أجل تحقيق ذلك وهم يعلمون أن ذلك ضد مصلحة مصر والشعب المصري وبالمناسبة هم معروفون بالاسم وياريت التليفزيون يذيع مقاطع من جلسات مجلس الشعب التي كان يتباري فيها هؤلاء من أجل دعم التوريث. والحقيقة انه من الصعب أن نحكم علي كل أعضاء الحزب الوطني السابق بأنهم فلول.. لسبب بسيط لأننا لا يمكن أن نأخذ الناس بالشبهات وليس كل من ملأ استمارة الحزب الوطني كان مشاركا في افساد الحياة السياسية.. لابد من وضع تعريف محدد لافساد الحياة السياسية واعتقد أن هذا التعريف يجب أن يشمل اجابات صريحة ومستندات مؤكدة مثل: 1 هل تم التزوير لصالحه في دائرته أثناء انتخابات عام 0102 الماضية أم لا؟ 2 هل حقق مصالح شخصية وتكسب بشكل غير مشروع من عضويته في مجلس الشعب أو الحزب الوطني؟ 3 هل كان هناك أي شكل من أشكال تعارض المصالح بين دوره الرقابي كعضو برلماني وتعاملاته مع الحكومة؟ 4 هل أعطي هذا العضو صوته ضد إرادة الشعب في الجلسات التي كانت تنظر قضايا مثل التوريث وقمع الصحافة وتعديلات الدستور في المادة 67 امتثالا لأوامر أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل. بلاغات كيدية سؤال ما الآلية التي تقترحها لتحديد واثبات تورط شخص ما في افساد الحياة السياسية أو مشاركته في تزوير إرادة الأمة أو الاضرار بمصالح الوطن.. حتي لا يؤخذ الناس بالشبهات.. أو بمعني آخر من يحكم أن هذا ينطبق علي فلان ولا ينطبق علي آخر؟ أجاب: أعلم أن هناك الكثير من البلاغات الكيدية والأحقاد الشخصية لذلك اقترح أن يتم تكليف النيابة العامة بالتحقيق في هذه البلاغات ومعرفة مدي صحتها لاستبعاد البلاغات الكاذبة والتأكد من الحقيقة. سؤال: كيف تلقيت حكم المحكمة الإدارية العليا في الدقهلية بخصوص استبعاد جميع أعضاء الحزب الوطني من الترشيح في انتخابات البرلمان القادمة؟ أجاب: لابد أن أعرف أولا حيثيات الحكم وعلي من ينطبق هذا الحكم بالضبط ولكن بوجه عام.. أعتقد انه من الصعب أن نتهم حوالي 3 ملايين مواطن مصري بإفساد الحياة السياسية واستبعادهم من الترشح وكثير منهم كل ما فعلوه هو أنهم ملأوا استمارات للحزب الوطني ولم يمارسوا أي نشاط.. مفاجأة لقوي الظلام سؤال: كيف تري المشهد السياسي المصري حاليا وسط التيارات المختلفة من دينية أو ليبرالية أو يمينية وغيرها؟ أجاب: بالفعل هناك الكثير من التيارات السياسية والدينية والعلمانية ومن يطالب بتأجيل الانتخابات خوفا من حالة الفوضي الأمنية ولكني من مؤيدي اجراء الانتخابات في موعدها ولدي قناعة شخصية ان الشعب المصري سوف يفاجئ قوي الظلام التي تريد أن تعيدنا إلي العصور الوسطي وتحد من حرية الفكر والابداع ومن حريتنا الشخصية وتريد أن تلقي بملايين المواطنين ممن يرتزقون من السياحة إلي قوائم العاطلين عن العمل.. وفي النهاية يريدون أن يحاسبوا البشر علي الأرض ويصدروا أحكامهم عليهم متناسين أن الله وحده الذي يحاسب الناس ولم يعط توكيلا لأحد علي الأرض ليكفر أو يحاسب الناس وفق ما يراه.. وأن أعظم الدعاة والمفسرين سواء في الدين الإسلامي أو المسيحي يختمون فتواهم قائلين والله أعلم. الإخوان وأنا سؤال: أنت متهم بمهاجمة الاخوان المسلمين وأنك أنشأت حزب المصريين الأحرار خصيصا لمواجهتهم ومنعهم من الوصول إلي البرلمان أو الحكم والرئاسة؟ أجاب: ليس عندي شك ان الاخوان المسلمين سيشكلون جزءا لا يستهان به من مجلس الشعب القادم وهذا بكل تأكيد من حقهم وفقا لقواعد لعبة الديمقراطية.. وأنا كشخص ديمقراطي لا أستطيع أن أرفض هذا الحق ولكنني أؤكد أننا لسنا في حرب مع الاخوان بل نحن في منافسة غير عادلة معهم لسبب بسيط هو ان الاخوان المسلمين تنظيم سياسي يعمل تحت الأرض وفوق الأرض منذ أكثر من ثمانين سنة ونحن حزب أنشيء بعد ثورة 52 يناير وعمرنا السياسي أشهر قليلة ولم تكن لدينا الفرصة الكاملة لخوض تجارب انتخابية وعمل سياسي نشط مثل الاخوان المسلمين. سؤال: إذا كان هذا هو الوضع الذي تعترف به فعلي ماذا تراهن؟ أجاب: أراهن علي ما يسمي بحزب »الكنبة« وهم الأغلبية الصامتة من جماهير الناخبين.. وأتمني ألا يظل هذا الحزب الذي يمثل الأغلبية صامتا وأتمني أن ينتفض يوم 82 نوفمبر ويختار بشكل حاسم بين الدولة الثيوقراطية الدينية والدولة المدنية الديمقراطية. الأقباط والانتخابات سؤال: هل تعتقد ان الأقباط والمسلمين جاهزون لهذا التحدي؟ أجاب: في الفترة الماضية أظهر الأقباط في مصر ايجابية ملحوظة لم نعهدها من قبل وهي ايجابية منطقية لأنها تراهن علي الشعب المصري الذي كان ومازال أزهره الشريف مدافعا عن مصر ومدنية الدولة وليس الدولة المدنية ذات المرجعية الدينية والتي هي نوع من التلاعب بالألفاظ.. فالحقيقة أننا جميعا متدينون ونعبد الله الواحد ونلتزم بشعائرنا ونرفض الظلم والقهر والعنف. سؤال: أعلن بعض الأقباط أنهم سيهاجرون من مصر إذا صعد الإسلاميون إلي السلطة فهل تعتقد أن هذا سيحدث بالفعل؟ ضحك ساويرس بشدة وقال »ياعيني هيهاجروا يروحوا فين«.. أقباط مصر جزء من نسيج هذا البلد ومن يفكر منهم في الهجرة سيندم لأن هناك معادلة معروفة في مصر وهي أن أي مصري حقيقي لا يستطيع أن يعيش بعيدا عن مصر وان أي مصري يعيش في الخارج يعرف هذه الحقيقة جيدا وفي قرارة نفسه نادم علي هذا القرار فلا يوجد في العالم دولة في جمال مصر.. البلد الرائع الذي يطل علي بحرين ونيل وشمسه الساطعة وخفة دم شعبه. سؤال: أليس هذا كلاما رومانسيا خاصة مع الحديث عن البلطجية وغياب الأمن والأزمة الاقتصادية؟ أجاب: كل هذه أحداث طارئة ومؤقتة سوف تنتهي بالتأكيد فلا توجد ثورة في التاريخ لا تعقبها حالة فوضي وهي حالة لا أشك للحظة واحدة في قدرة المصريين علي تجاوزها. سؤال: نشرت بعض وسائل الإعلام أن مجموعة من رجال الأعمال الأقباط في ستوكهولم عاصمة السويد قاموا بتأسيس شركة استثمارية لاطلاق أول بنك قبطي باسم »انترناشيونال ايجيبت« برأسمال 001 مليون يورو بمساهمة رجال أعمال عرب في المهجر وفي مصر ولبنان وسوريا.. فهل عرض عليك المساهمة في هذا البنك؟ أجاب: لم أسمع بهذا الكلام واعتقد أنه غير صحيح. سؤال: قلت في لقاء تليفزيوني أخير أن الجزء الأكبر من استثماراتك خارج مصر ورغم ذلك تؤكد ثقتك في مستقبل مصر الاقتصادي.. ألا تري في ذلك تناقضا؟ أجاب: ليس هناك أي تناقض لسبب بسيط هو اني رغم ذلك أكبر مستثمر في مصر سواء في المصانع أو السياحة أو شركة موبينيل. سؤال: هل دخلت العمل السياسي لحماية مصالحك الاقتصادية في مصر.. خاصة انك قلت لي في حديث سابق انك لن تجمع بين البيزنس والسياسة.. فلماذا تراجعت عن ذلك؟ أجاب: هذا غير صحيح لقد قلت ذلك عندما سألتني عن ترشحي لمجلس الشعب لأن ذلك معناه تضارب مصالحي بين البيزنس والتعامل مع الحكومة وفي مصر لا توجد آليات للفصل بين العمل الخاص والعمل العام.. وقد رأيت بعد الثورة أنه من الضروري أن أشارك في حزب سياسي كمواطن مصري. سؤال: وهل مساهمتك السياسية تعني رئاستك للحزب؟ أجاب: أنا في حزب المصريين الأحرار عضو ولست رئيسا للحزب وما أريده أن أعيش في مصر كمواطن يتمتع بنفس الحقوق وعليه نفس الواجبات ينعم بالمساواة والعدل وليس كمواطن من الدرجة الثانية نتيجة اختلاف الديانة. نصائح البابا سؤال: نصح قداسة البابا شنودة الناخبين الأقباط بإعطاء أصواتهم للمرشح الذي يدافع عنهم.. هل هذا اعتراف بعدم وجود فرصة للفوز أمام مرشحي الأقباط؟ أجاب: البابا قال أعطوا أصواتكم للمسلم المعتدل المستنير وهي رسالة قوية لتحفيز الأقباط ليتوجهوا إلي صناديق الانتخابات.. ولا فرق بين مسلم ومسيحي وللعلم كثير ممن شاركوا في مظاهرات ماسبيرو المحزنة كانوا من المسلمين.. وأتمني أن تكون الفرصة متساوية أمام المسلمين والأقباط للفوز في الانتخابات والامتياز يكون للأصلح بغض النظر عن الديانة. وثيقة السلمي سؤال: في الوقت الذي رفض فيه الاخوان المسلمين والأحزاب الدينية وثيقة د. علي السلمي أعلنت وحزب المصريين الأحرار موافقتكم علي الوثيقة فهل هذا نوع من الصدام معهم؟ أجاب: ليس صداما ولكنه استخدام لحقنا الديمقراطي في الاختلاف في الرأي فهم رفضوا وثيقة د. علي السلمي لأنهم اقتنعوا أنهم سيفوزون بأغلبية ساحقة في الانتخابات البرلمانية القادمة وأنهم سوف يكتبون دستور مصر المقبل علي مزاجهم ولو تم ذلك لكانت كارثة علي مصر.. لأنه قد يفرق بين أبناء الدولة والتمييز بين المواطنين علي أسس دينية أو عرقية والتذرع بالمواد الخاصة بالقوات المسلحة هو مجرد وسيلة من جانب الاخوان للالتفاف علي المواد الدستورية وتشتيت الانتباه عن أهدافهم الحقيقية.. فالقوات المسلحة في أغلب بلاد العالم تحكمها قواعد خاصة. لا أقول أنها فوق المراجعة ولكن لابد من التعاطي مع هذه المسألة بمنتهي الحرص والجدية مثل أن تكون هناك لجنة أمن قومي وبعض المنتخبين من أعضاء مجلس الشعب أعضاء الخبرة أو الخلفية العسكرية أو الأمنية لمراجعة ما يخص القوات المسلحة. تصالح رجال الأعمال سؤال: ما رأيك في مبدأ التصالح مع رجال الأعمال وكيف تري مستقبل الاقتصاد في مصر؟ أجاب: هذا موضوع عاجل جدا وشديد الأهمية فالأوضاع الحالية لا يمكن أن تجتذب استثمارات جديدة دون حل المشاكل الحالية ولا يمكن اعتبار رجال الأعمال الشرفاء الذين عمروا الصحراء ووفروا فرص عمل لملايين العاطلين فاسدين.. الفاسد والمستغل يعاقب ممكن تقييم أسعار الأراضي وقت التعاقد ويجب التفرقة بين الحالات التي لم يكن فيها فساد والحالات التي كان بها فساد.. وهذا يجب أن يتم بأسرع وقت فمن هو المستثمر الأجنبي أو المحلي الذي سيقدم علي قرار استثماري وهو غير آمن علي أمواله.. حافة الافلاس سؤال: نشرت جريدة الفاينناشال تايمز أن مصر سوف تشهر افلاسها بعد 11 شهرا بسبب تراجع الاحتياطي النقدي في خلال الأشهر القليلة الماضية من أكثر من 63 مليار دولار في بداية العام لحوالي 22 مليارا فقط الآن.. فما رأيك؟ أجاب: ستفلس قبل ذلك مادامت أيدي المسئولين مرتعشة ولا تأخذ قرارا.. يجب وضع قواعد للتعامل المستقبلي مع المستثمرين حتي لا يتكرر ما حدث.. الخطير هي المؤشرات الاقتصادية فهناك انخفاض حاد في الاحتياطي النقدي.. اجمالي الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة بالسالب.. والتضخم في ارتفاع مستمر.. والأخطر ان المؤسسات المالية العالمية قامت بتخفيض التصنيف الائتماني لمصر. كل هذا ونجد من يهاجم السياحة ويطالب بإلغائها وتسريح ملايين العاملين في هذا القطاع الحيوي. لابد من سرعة انهاء القضايا الخاصة بالأراضي والمصانع وإعادة الأمن للشارع. وانتخابات جادة لمجلس الشعب واختيار الأصلح حتي تأتي حكومة قوية قادرة علي اتخاذ القرارات الحاسمة دون أن تكون مرتعشة الأيدي. هل تشاهدين هذه الأيام أية مشروعات قومية.. هل هناك إنشاء كباري.. شق طرق.. »أي حاجة مافيش« المشاريع كلها متوقفة. من المعروف أن أهم نشاط يؤثر علي سوق العمل هو سوق البناء والتشييد والسوق العقاري.. فهل هناك أي مشاريع عقارية سواء عامة أو خاصة لا شيء. أكبر مستثمر سؤال: كلامك كله يمتليء حبا لمصر وخوفا عليها ولكني رأيتك في حديث تليفزيوني سابق تصرح ان أغلب استثماراتك خارج مصر.. أليس هذا تناقضا؟ أجاب: اعترف ان أغلب استثماراتي خارج مصر ولكني أؤكد اني مازلت المستثمر الأكبر في مصر من حيث عدد المشروعات والمصانع وشركات الاتصالات.. ولا يمكن أن انفصل عن مصر أو أوقف استثماراتي فيها ولكني أكرر أن الوضع الاقتصادي في غاية الخطورة وأن اعطاء الفرصة لرجال الأعمال الشرفاء والتصالح معهم قضية في منتهي الأهمية والخطورة. والحقيقة اني قلت هذا التصريح ردا علي من يتهمني اني دخلت عالم السياسة لحماية أعمالي الخاصة ومشاريعي وهذا غير صحيح. سؤال: ولكنك قلت لي في أحاديث سابقة ان من يعمل بالسياسة لابد أن يترك البيزنس لأن في هذا تعارضا للمصالح. فهل غيرت رأيك؟ أجاب: قلت هذا عندما سألتيني عن الترشح لمجلس الشعب وهذا مازلت أصر عليه حتي يكون في مصر آلية محددة لفصل العمل الخاص عن العمل السياسي من القوانين التي تتبعها الدول الأجنبية.. أما قبل ذلك فتضارب المصالح موجود والتعارض بين الدور الرقابي والمصلحة الخاصة موجود. سؤال: فلماذا قررت إنشاء ورئاسة حزب المصريين الأحرار أليست هذه سياسة أيضا؟ أجاب: كما قلت أنا في الحزب عضو في المكتب السياسي وفيه المهندس أحمد سعيد وباسل عادل وهاني سري الدين. 05 مقعدا سؤال: كم عدد المقاعد التي تتوقع أن يفوز بها حزب المصريين الأحرار في الانتخابات القادمة؟ أتوقع أن يحصل الحزب علي 05 مقعدا علي الأكثر.. وإذا حصل الحزب علي هذه المقاعد فسوف أطرح مشروعا قوميا يحدث طفرة في حياة المصريين ولن أدخر فيه وسعا لانجاحه سواء بالمال أو الجهد. سؤال: ما الخلاف بينك وبين الاخوان المسلمين؟ أجاب: الخلاف علي مدنية الدولة والمساواة بين المصريين جميعا وأنا لا أقبل أن يتحدث إليّ أحد وكأن لديه توكيلا من الله للحديث باسمه.. الله سبحانه وتعالي لم يوكل أحدا ليحاسب الناس.. هو وحده من يملك الحساب.. وكلنا مؤمنون وموحدون بالله.. فلماذا هذه التفرقة؟ الخلاف الحقيقي اني أريد دولة مدنية وهم يريدونها دولة دينية أو كما يتلاعبون بالألفاظ دولة مدنية علي خلفية دينية. القذافي ديكتاتور سؤال: قرأت ان معمر القذافي اتهمك بمساندة الثورة الليبية وأنك قمت بإمدادها بأجهزة اتصالات فهل هذا صحيح؟ أجاب: ليس سرا أنني أيدت الثورة الليبية لأن القذافي كان من أسوأ الرؤساء وتسبب في مقتل الليبيين الأحرار ولديه سجل في الإرهاب وخطف المعارضين له.. ويستحق كل ما حدث معه. سؤال: قيل انك التقيت بوفد من المعارضة السورية فهل هذا صحيح؟ أجاب: الرئيس بشار الأسد ونظامه يأخذ جائزة الأوسكار في عدم الفهم وواضح ان النظام السوري لايريد أن يتعلم من الثورة التونسية أو المصرية أو الليبية وغباؤه وعدم استيعابه يغفل حقيقة مهمة انه إذا سالت دماء الشعوب سقطت الأنظمة. وقرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا بمثابة عودة الروح للجامعة العربية لتضطلع بدورها التاريخي في المنطقة وهي لأول مرة تنحاز للشعوب وسيذكر التاريخ ذلك لنبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية الذي وجه رسالة قوية للعالم بأننا قادرون علي التعامل مع الأنظمة المستبدة بروح الشرق الجديد. وقد التقيت بوفد من المعارضة السورية وهم سعداء جدا بقرارات الجامعة العربية.. وبشار الأسد لديه عروض كثيرة لاستضافته وعليه أن يغتنم الفرصة قبل فوات الأوان. ايران والإرهاب سؤال: كيف تري الدور الايراني في المنطقة؟ أجاب: الدور الايراني في المنطقة دور داعم للارهاب والخراب والقلاقل والتاريخ شاهد علي الأطماع الفارسية في المنطقة منذ الأزل وعداؤهم لإسرائيل ليس مبررا كافيا لقبول تدخلاتهم الدائمة في المنطقة، خاصة أن الحكم الايراني لا يختلف عن ديكتاتوريات المنطقة العربية التي تخلصنا منها فمازال سباب الانترنت يؤخذون من بيوتهم فهو نظام يلجأ لنفس الأساليب الديكتاتورية. فلسطين واليونسكو سؤال: ساركوزي وصف نتنياهو بالكذب ولكن ضغوط أمريكا المادية أوقفت نشاطات اليونسكو بعد اعترافها بالدولة الفلسطينية فما رأيك؟ أجاب ضاحكا: أنا أول من وصفت نتنياهو بالكذب وهذا منشور في صحف مصرية منذ عامين وهو غبي أيضا لأنه لا يستطيع التكيف مع الأحداث الأخيرة في المنطقة. أما بالنسبة لليونسكو فأنا أدعو العرب والحكومات ورجال الأعمال والهيئات المالية والاقتصادية للبدء في دعوة لدعم ومساندة اليونسكو في مواجهة الضغط الأمريكي. أحلم بالمستقبل سؤال: أخيرا ما هو حلمك لمصر؟ أجاب: أحلم بمصر من غير عاطل أو فقير أو موظف يحصل علي مرتب لايستطيع أن يكفيه طوال الشهر.. أحلم بعودة الأمن للشارع وإعادة هيبة الشرطة وكرامتها.. أحلم بمصر وفيها أحسن نظام صحة وتعليم في العالم.. أحلم بمصر ان تفاخر بحاضرها كما تفاخر بتاريخها الفرعوني. سؤال: أحلام رائعة ولكن كيف ومتي يمكن أن تتحقق في رأيك؟ أجاب قائلا: أنا أملي في ربنا كبير والله سبحانه وتعالي خص مصر في كتبه السماوية قال في الانجيل »مبارك شعب مصر« وقال في القرآن »ادخلوها بسلام آمنين« نعمل جميعا وندعو الله أن يحقق أحلامنا.