لم ينقطع التطلع إلي الكعبة المشرفة طوال الأيام الماضية وملايين الحجاج قد وفدوا إليها من كل أنحاء الارض ليؤدوا اهم منسك من مناسك الحج بعد الوقوف بعرفة وهو الطواف حول البيت الحرام قبلة المسلمين في كل الدنيا. وقد قرأت بحثا قيما حول الكعبة المشرفة اعده الدكتور يحيي وزيري استاذ العمارة وعضو الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة كشف فيه بعضا من معجزات وإلهامات وقيمة هذا البيت. أثبت فيه تمركز مكةالمكرمة في قلب دائرة تمر بأطراف جميع القارات جعلت مساحات اليابسة علي سطح الكرة الارضية موزعة حول مكةالمكرمة توزيعا منتظما بمنتهي الدقة. واكد البحث ان موقع مكةالمكرمة هو مركز الارض وان اختيار الكعبة المشرفة في قلبها هو اختيار إلهي فيه حكمة كبري لم تكن لتعرف إلا بعد الاكتشافات العلمية الحديثة.. فضلا عن ان توسط موقع مكةالمكرمة فيه تسهيل عظيم لاداء الناس للحج والعمرة. فهي لا تقع في اقصي الشرق ولا اقصي الشمال أو الجنوب وانما في الوسط تماما!! الامر المثير هو ما اشارت إليه الدراسة من تعامد الشمس علي مكةالمكرمة مرتين كل عام في وقت صلاة الظهر. وذلك يومي 92 مايو و61 يوليو من كل عام.. والفائدة الاهم من هذه الظاهرة الطبيعية هو تحديد أو تصحيح اتجاه القبلة في كل بلاد الدنيا المضاءة بالشمس في هذين اليومين. وتحديدا في لحظة الزوال الساعة 21 و81 دقيقة حسب التوقيت المحلي لمدينة مكة يوم 92 مايو وكذلك الساعة 21 و72 دقيقة يوم 61 يوليو حيث تكون الشمس عمودية تماما علي مكة وينعدم ظل الشاخص فيها آنذاك وتستفيد كل البلدان الاخري المضاءة بالشمس من ذلك في تحديد اتجاه القبلة أو تصحيح اي انحراف فيها عن طريق اتجاه الظل الممدود حيث يكون اتجاه القبلة معاكسا لاتجاه الظل تماما..! وقد اختار الله ان يكون بيته الحرام في مكةالمكرمة اقدس بقعه علي ظهر الأرض وأمر سيدنا ابراهيم وابنه اسماعيل صلي الله عليه وسلم عليهما وعلي نبينا ان يرفعا قواعد البيت في هذا المكان. وامره ان يؤذن في الناس جميعا بالحج فوصل النداء وجاءت التلبية من نفوس تهفو للزيارة وللحج والعمرة. حتي النظر إلي الكعبة جعله الله عبادة فيؤجر المسلم لمجرد النظر إلي الكعبة. والمثير ان الشكل الهندسي للكعبة ليس مكعبا كما قد نظن! فمبني الكعبة غير متساوي الاضلاع أو قل هو مختلف الاضلاع في الطول الذي يبلغ 12 مترا تقريبا والعرض الذي يبلغ 10 أمتار تقريبا ولا توجد فيه أضلع متوازية. ويعود سبب تسمية الكعبة بهذا الاسم لأنها بارزة عن الارض.. فالكعب في اللغة هو العظم الناتئ عند ملتقي الساق والقدم. ويقال في اللغة »كعبت الفتاة« اي نهد ثدييها فهي كاعب.. ويرجع الباحثون سبب التسمية إلي بروز الكعبة وليس لكونها مكعبة الشكل لان التسمية لا تتفق مع الواقع الهندسي!.. الاضافة المهمة التي كشفت عنها الصور الجوية للكعبة ان قطر الكعبة الواصل بين الركن اليماني والركن العراقي يميل 7 درجات جهة الشرق ليبين اتجاه الشمال الحقيقي ومن ثم يمكن من خلاله تحديد الاتجاهات الاصلية الثلاثة الاخري بمنتهي الدقة.. والاكثر إثارة للدهشة انه توجد علاقة حسابية بين الطواف حول الكعبة بمقاساتها الاصلية وطول المسعي بين الصفا والمروة. فمسافة الطواف وهي سبعة اشواط تساوي طول المسافة بين جبلي الصفا والمروة تماما! أضف إلي ذلك ان توجيه المسقط الافقي للكعبة المشرفة علي هذا النحو يرتبط بظواهر فلكية معينة كشروق الشمس وغروبها من امام حوائط معينة للكعبة أو شروق بعض النجوم اللامعة امام حوائط اخري.. فاللهم ارزقنا زيارة بيتك الحرام حجاجا ومعتمرين. وسبحانك يا عظيم