في كل يوم جديد، تدفع الغالبية العظمي في بلادي ثمنا باهظا وتضطر للصمت، لعل الفرج يأتي مع يوم قادم، ولما قامت الدنيا بسبب وثيقة المباديء الدستورية التي اذاعها علي الناس د. علي السلمي شدت هذه الغالبية رحالها بعيدا وسكتت، ولم تعل اصوات الا من الساحة السياسية التي تضيق يوما عن يوم، ويضيق بها من ليس له مأرب في الحكم ولا يطوي في باطنه اجندته الخاصة، منتظرا لحظة الانقضاض. ليت الذين يديرون شئون البلاد يعيدون علينا ما افصحت عنه الولاياتالمتحدة منذ ايام علي لسان هيلاري، وهم يعلمون علم اليقين ان هيلاري ودولتها وربيبتها اسرائيل لا يريدون الخير لمصر، ولا للعرب ولا للمسلمين، وان هناك ثوابت تحكمهم وتحكم العلاقة بنا وان الايام المقبلة سوف تشهد ما وراء الثوابت تلك وان ما يدعون به من دعم للديمقراطية هو محض كذبة كبيرة يبغون من ورائها تنازلات ترضي اهواءهم والهدف الذي يضمرونه. وهنا تتوه غالبية الشعب المصري الذي تقلب علي الجمر ولاقي ما لاقاه من مآس.. ومعاناة لا يصبر عليها انسان ولا يطيقها بشر، اضطرته زمرة الحكم ان يقبل الهوان، وان يشرب الماء الملوث وان يستنشق الهواء الفاسد وان يأكل الطعام المسمم، وان يتعلم ألا يتعلم، كل شيء في حياته اصبح ازمة ولم يكن هناك الا معني واحد لكل هذا، ان هذا الشعب مات علي مدار السنين وان قوته انتهت ووجوده علي ارض الواقع صار ضربا من الخيال. وحين عاد الشعب الي الحياة بثورته الخالدة، تتجاذبه الآن قوي أتعجب من اين اتت في غمضة عين، ليعلن كل عن مسئوليته الكبري عن حدوث الثورة، ثم حين يحاول الشعب ان يسترد عافيته ويقرأ الحقائق ويحللها، تنهال عليه الاتهامات من هؤلاء الخارجين توا من كهوف التاريخ، ولان الاخطاء التي ارتكبت في بدايات الثورة وهذه التركيبة المصنوعة علي عجل لقيادة البلاد قد ادت الي ايجاد ثغرات ينفذ منها شياطين الانس والجن الي مآرب لا يعلمها الا الله، وها نحن اولاء نشهد نتائجها. ومن اسوئها هذه الحكومة التي حمل رئيسها علي كتفين وكلنا رأينا صاحبيهما علي شاشات التليفزيون والثالث كان يدفع من خلفه بكلتا يديه حتي يصعد صاحبنا الي المنصة وهو في ذهول، فكيف يحدث هذا.. أمن لجنة السياسات الي رئاسة حكومة الثورة، واخذت الغالبية تدفع الثمن حتي هذه اللحظة، فلا أطعموا من جوع ولا أمنوا من خوف، ولايزال الرجل جاثما علي انفاسهم يضيع الوقت ويتسلي حتي تجري الانتخابات المنتظرة، وجاءت الوثيقة. ومهما تحمل من حلول لاخطاء الاستفتاء المريب الذي اجري في غفلة من الزمن ومن الناس، فإن الغالبية من المؤكد تعاني اليوم اشد وتندفع الي غضب قادم ربما يفجر ثورة اخري ضد كل شيء، ومن المحتمل ان يقوم اعداء الثورة بمثل هذه المبادرات لاشعال الفتنة في مصر كلها مرة اخري، ما شهدناه من احداث واقتتال قبلي في الاسبوع الماضي يمهد لهذه الفكرة وقد يشعلها بشكل واسع في ايام الانتخابات. وأعاود سؤالي، لمصلحة من ان تجري المياه عكس مجري النهر، وان يصبح الصخب والضجيج والصوت العالي بديلا عن الشعب؟ وهل من الحكمة ان نخلط الامور علي الناس بهذا الشكل ثم نقيدهم بها اغلالا الي الابد، بحجة ان هذه هي قواعد لعبة الديمقراطية، ان الغالبية الصامتة تؤخذ الآن علي غرة وان علينا جميعا ان نتحمل مسئوليتنا التاريخية تجاه ما هو قادم حتي ولو كان مجافيا لما ساقته لنا »هيلاري« في حديثها الاسبوع الماضي. المزورون من الحكومة والمعارضة في انتخابات 0102 سقط كثير من المتظاهرين بالمعارضة في فخ الحزب الوطني ورجالاته، واعتقد ان ذلك كان تلبية لنداء خفي في داخلهم، وانتشر هؤلاء ومعظمهم من رجال حبيب العادلي ليجملوا وجه الحياة السياسية في مصر، ومنهم من كان يفخر بذلك الدور علنيا وعلي الملأ، وقد أتساءل وليس في نيتي الا الخير للجنة الانتخابات، التي آلت علي نفسها ألا تعمل إلا لخير مصر، فهل يستحق هؤلاء ان يستمروا في الحياة السياسية وان يزدادوا عتوا ونفورا، انهم معلومون.. موصومون.. تعرفهم بسيماهم وفي عيونهم الكذب وفي قلوبهم يكمن الشر لمصر. الأموال التي تنفق.. من أين؟ أكاد يصيبني إحباط ويأس بسبب هذا الصمت الرهيب حين تنشر وسائل الاعلام اتهامات بعينها لأناس بعينهم عن مصادر تمويلهم ومن اين وإلي اين، هل نحن مازلنا تحت حكم الاكاسرة والفراعين، هل الصراخ لم يعد يجدي لاستدراج هؤلاء الي ساحات العدالة، وكثير من هذه الاتهامات تم توجيهه لشخصية ربما نصحو من غفوتنا فنجده جالسا يحكم مصر.