منذ يومين تلقي النجم محمد صلاح في معسكر المنتخب الوطني هدية من نادي ليفربول الإنجليزي عبارة عن كمية كبيرة من أفخر أنواع الشيكولاتة وهي لفتة رائعة من إدارة النادي للتأكيد علي أنها لا تنسي أبناءها حتي وهم في مهمة وطنية خارج ملاعبها.. هذا هو الاحتراف الحقيقي لأن ليفربول يعلم أن تألق صلاح مع المنتخب حتي الفوز بكأس أفريقيا إن شاء الله يعود بالنفع علي الفريق ليضيف انتصارات جديدة ربما أكثر من الكأس الأوروبية الكبري التي توج بها صلاح مع »الليفر» قبل أيام من الانضمام لمنتخب بلاده.. يأتي هذا في الوقت الذي أثار فيه البعض ضجة حول حصول صلاح علي إجازة بالغردقة مارس خلالها هواية صيد الأسماك ولم يكتفوا بذلك بل وصلت التفاهة إلي حد التساؤل عن حصوله علي غرفة خاصة رغم أنها لم تكن مرتبة بل نتيجة انضمامه كآخر لاعب للمعسكر وأن عدد اللاعبين 23 وأن الطبيعي أن يقيم أحد اللاعبين في غرفة منفرداً.. صلاح لم يلتفت لهذه المهاترات التي لا طائل منها غير تشتيت الفريق لاعبين وجهازاً في أمور جانبية.. وبمجرد نزوله إلي أرض الملعب في مباراة غينيا في نصف الساعة الأخير شاهدنا فريقاً آخر غير الذي لعب مباراة تنزانيا في التجربة الأولي والفارق الزمني بينهما أربعة أيام تقريباً لقد طمأننا نجمنا علي حال المنتخب وأدخل السرور علي المتابعين في الملعب وخلف الشاشات وأظهر صورة أخري معبرة عن سعادته الشخصية بالتوقيع علي الكاميرا الناقلة لأحداث المباراة ومن قبلها تجاوب مع فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة بالتقاط صورة تذكارية.. ومن فرط سعادة الشابة أجهشت بالبكاء فربما لن تتح لها الفرصة مرة أخري أو مع نجم مختلف عن صلاح في بساطته وإنسانيته التي أظهرها في التدريبات الترويحية بالتقدم كأول لاعب في لعبة »صلح» إلي جانب حسن التعامل مع زملائه الذين أحبوه بجنون.. صلاح نموذج لما يجب أن يكون عليه الإنسان المصري في الاجتهاد والصبر والاحتمال.. فهو لم ولن يكون المحترف الوحيد فقد سبقه الكثيرون ولكنهم لم يتحملوا تبعات فاتورة الاحتراف الشاقة التي لا ترحم خاصة هواة السهر والغرق في الملذات.. صلاح يقدم كل يوم رسالة لشباب مصر والعالمين العربي والإسلامي.. يا شباب مصر خذوا من صلاح القدوة والمثل في العمل والصبر والتواضع والإنسانية.. وتأكدوا أنكم ستحققون أحلامكم وأمانيكم.