لم أشاهد في حياتي هذا التفاعل من المشاهدين.. فمع كل مشهد من مشاهد الفيلم التاريخي »الممر» كان الجالسون في قاعة السينما بمركز »المنارة» للمؤتمرات يحذرون وينادون علي ابطال الفيلم من عدو اسرائيلي يتسلل من خلف ظهورهم.. ويغضبون بشدة ويصبون اللعنات اذا قبض الاسرائيليون علي اي جندي او ضابط مصري او من يساعدهم من ابناء سيناء. خليط من الاحاسيس انتابني وانا اشاهد الفيلم في عرض خاص مع كوكبة من ابطاله الشباب ورؤساء تحرير الصحف والصحفيين والاعلاميين بدعوة مشكورة من ادارة الشئون المعنوية التي ساهمت في خروج فيلم الممر بصورة متميزة.. تعالت الضحكات في مشاهد وخاصة مع كلمات وجمل الفنان احمد رزق والذي تقمص دور صحفي ظهر معدنه الطيب ووطنيته وحبه لمصر عندما وافق علي مرافقة ابطالنا في مهمة صعبة هي تدمير اضخم مركز قيادة اقامه الاسرائيليون علي ارضنا في جولة من جولات الصراع بأرض الفيروز.. وفي مشاهد اخري كادت ان تنفجر دموعي بعد ان تسللت إلي عيوني حزنا علي ابطال واجهوا الغطرسة الاسرائيلية بعد ان توهموا انتصارا علي جندي مصري حزن حزنا شديدا علي الانسحاب وترك ارضه التي تماثل »عرضه» لعدو محتل لجزء عزيز من جسد المصريين. فيلم »الممر» لمخرجه ومؤلفه شريف عرفه مشروع وطني جديد من المشروعات القومية التي تتدفق علينا بعد ثورة 30 يونيو وتغزو ارض مصر في كل مكان حتي في ارض الفيروز التي تكاسلنا عن تنميتها لسنوات عديدة.. ولا يتسع المكان لحصدها في هذا المقال.. والفيلم الرائع يصحح مفاهيم خاطئة ويضع النقاط فوق الحروف لاجيال لم تشاهد او حتي تسمع وتقرأ عن بطولات مقاتلي قواتنا المسلحة في 5يونيو 67 وما بعدها بداية من »رأس العش» وتدمير »ايلات» وبناء حائط الصواريخ وحرب الاستنزاف والعبور وتحطيم خط بارليف ونقاطه الحصينة.. فكل حبة رمل شرق وغرب قناة السويس لو تحدثت ستحكي بطولات وبطولات سمعت الكثير منها من ابطالها الحقيقيين من ابناء مصر وجيشنا العظيم. »الممر» ليس فيلما عاديا تشاهده وتنساه.. فهو ملحمة بطولية تفوق في ادائه كل الابطال حتي الذين ظهروا في لقطات محدودة امثال الفنانين شريف منير وهند صبري وحجاج عبد العظيم وانعام سلوسة فقد طغت وطنيتهم علي التمثيل.. اما الابطال اياد نصار واحمد فلوكس ومحمد فراج واحمد صلاح حسني ومحمد الشرنوبي ومحمد جمعة ومحمود حافظ وامير صلاح الدين واسماء ابوزيد والحان المهدي فقد جسدوا الوطنية وحفروا اسماءهم بماء الذهب بقلوب المصريين.. ولا انسي ان اذكر الموسيقي الرائعة المعبرة الخلابة للرائع الذي الف موسيقي بانوراما حرب اكتوبر العملاق عمر خيرت..والفنان امير طعيمة الذي شارك في السيناريو والحوار.. فالكل نجوم حتي حامل الكاميرا والكلاكيت.. ايقظوا جميعا في داخلنا روح الوطنية التي لم تختف ابدا من داخلنا..فمصر اولا..وتحيا مصر..وان شاء الله »الممر» سيكون البداية.. شكرا للجميع واعذروني ان نسيت اسما من الابطال.