المبدعون هم أغلي ما تملكه مصر، لأنهم عصب القوي الناعمة التي يكون لها مفعول السحر في وضع مصر علي خريطة الثقافة والفكر في المنطقة العربية، الأغنية، والقصيدة، والمسرحية، والفيلم، واللوحة التشكيلية، والمقطوعة الموسيقية، والرقصة الشعبية سلاح فاعل في تغيير السلوك وتنشيط الانتماء والارتباط بالأرض والوطن، ولهذا فكل مبدع حقيقي علي أرض مصر هو زاد يجب ان يجد الاهتمام الكامل. من منطلق ما سبق، أوجه التحية لوزارة الثقافة التي قررت تأسيس جائزة دائمة في التأليف باسم الكاتب الكبير الصديق لينين الرملي، تبدأ مع الدورة القادمة للمهرجان القومي للمسرح المصري، وأؤكد ان الجائزة جاءت استجابة لما كتبه الأستاذ صلاح منتصر في الأهرام قبل اقرارها بيوم، وقد آلمني كثيرا أن اعلم أن الصديق لينين الرملي يلازم فراش المرض من فترة ليست بالقصيرة بأحد المستشفيات، ترافقه زوجته الوفية الكاتبة المثقفة فاطمة المعدول، والسؤال الآن يطرح نفسه : من يقف إلي جوار هذه الزوجة الفاضلة لتقوي علي مواصلة مشوار العلاج ومتطلباته وتكاليفه الباهظة ؟ وهل كان لابد أن يكتب الأستاذ صلاح منتصر لكي يتحرك ولاة الأمر في الثقافة لإقرار جائزة باسمه، وهل الأمر سيتوقف عند تلك الجائزة وينتهي الموضوع؟ أم سيكون هناك واقع مختلف مع هذا الكاتب الصامت الذي لم يشك لأحد ولم يطلب من أحد، ولكني اعتقد انه يستحق منا الكثير في مرضه لأنه قامة وقيمة كبيرة في عالم الكتابة والدراما المصرية والعربية؟. آخر مرة التقيت فيها لينين الرملي كانت من خمس سنوات في كندا عندما التقينا في المهرجان المصري الكندي، كنت اعلم وقتها اننا شركاء في مرض السكري، ونصحته ان يقلع عن التدخين كما فعلت، وعدنا ولم أعد ألتقي به إلا نادرا، وكان آخر مرة التقيه فيها عندما تم تكريمه من عامين في المسرح القومي، سلامتك يا لينين.