يبدأ المسلسل الدرامي في العاشرة مساء، وينتهي في الثانية عشرة وأربعين دقيقة (160 دقيقة)!!.. تتخللها 3 فواصل إعلانية، مدة كل فاصل 35 دقيقة وأحيانا 45 دقيقة!!.. يعني ما يعرض من مشاهد المسلسل الدرامية، لا يتجاوز 25 دقيقة!!.. بينما الإعلانات (أكثر من 60 إعلانا في الفاصل الواحد) تستغرق حوالي (140 دقيقة وأكثر)... صورة يومية مخيفة لسطوة الإعلانات علي الشاشة، وسطوتها علي المشاهد.. فنحن فعليا لا نشاهد دراما، ولا نتابع أي أعمال فنية.. فقط تتسلط علينا مجموعة من الإعلانات، تخترق رؤوسنا وأعمالنا... وهي الهدف الأول والأهم، والمعني الوحيد، الذي من أجله تعمل كل القنوات (للأسف).. هي قوة رأس المال، وسوق المصالح.. فحجم الإعلانات هو ما يحدد سعر المسلسل وحجم تسويقه!!.. وهو ما يحدد أسماء النجوم المشاركين في العمل الفني، بحسب قدرتهم علي جذب الإعلانات (بعيدا عن معيار القيمة الفنية)!!.. نفس الأمر بالنسبة للبرامج.. اختفت البرامج الجادة الهادفة، لتحتل الشاشة برامج مدفوعة الأجر، يقوم أصحابها بتأجير الهواء من القنوات!!.. ويحدد الإعلان أيضا أسماء المذيعين، بحسب قدرتهم علي جلب الإعلانات (ليس هناك معيار فني أو ثقافي أو قيمي أو حتي أخلاقي).. فقط القدرة علي جلب أكبر قدر من الإعلانات.. قوة الإعلانات وهيمنتها، ليست فقط في تحديد أسماء النجوم وأسماء المذيعين.. لكن أيضا في تحديد خريطة البرامج ومواعيد عرض المسلسلات!!.. وبدخول شركات المحمول (بمكاسبها الضخم) سوق الإعلانات فرضت كبار النجوم، وفرضت أجورا باهظة، غيرت من شكل الإعلان (حصل عمرو دياب علي 20 مليون جنيه نظير الإعلان الذي يقدمه)!!.. تحولت الإعلانات إلي عمل فني مستقل، ينافس الأعمال الدرامية في اختيار النجوم، والسيناريوهات المكتوبة خصيصا، والموسيقي المؤلفة خصيصا... سوق إعلاني ضخم يبتلع الشاشة، ويبتلع الإعلام، ويبتلع المشاهد أيضا!!.