أثار خبراء الاقتصاد والإعلام قضية المغالاة فى أجور الفنانين التى وصلت إلى أرقام فلكية تصل إلى 26 مليون جنيه لبعض الفنانين الذين صعدت نجوميتهم مؤخرًا حتى إن البعض يتساءل هل تغطى عمليات تسويق هذه المسلسلات فى القنوات التليفزيونية وسائر الوسائل التكنولوجية الحديثة الأخرى والإعلانات التجارية المصاحبة للنشر هذه التكاليف؟! الاسئلة الحائرة التى يطلقها المشاهدون تدور حول مدى ملاءمة هذه الاجور والنفقات مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية الحالية حتى ان 07 مسلسلا وبرنامجا رمضانيا بلغت حصيلة الانفاق عليها مليارى جنيه تستقطع الاجور الحصة الاكبر منها.وحول مدى تغطية عمليات تسويق هذه الاعمال والاعلانات التجارية التى تجلبها وكالات الاعلانات لتكلفة هذه المسلسلات الضخمة التى تعرض على الشاشة الصغيرة وهل هناك مصادر أخرى للتمويل؟!. بداية يصف الدكتور سامى عبد العزيز أستاذ وخبير الدعاية والاعلان هذه المسلسلات بالمولد الرمضانى للدراما بتكلفتها الباهظة التى تزداد عاما بعد آخر ويبقى الرهان الاساسى حول تعويض هذه النفقات الذى لن يكون له إلا سبيل واحد وهو تسويق هذه المسلسلات وإعادة عرضها، مشيرا الى ان كعكة الاعلانات واعمال الدعاية فى مصر تصل الى مليارى جنيه سنويا وقد ارتفعت قيمة هذه الكعكة الى اكثر من ذلك قليلا لتصل الى مليارين و100مليون جنيه. ويقول ان اجور الفنانين قد اشتعلت بشكل واضح هذا الموسم بما لا يتناسب مع الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد، مشيرا إلى ان اسماء وشهرة هؤلاء لها دور كبير فى جذب الاعلانات عند عرض هذه المسلسلات لاول مرة لتتناقص هذه الاجور مع اعادة طرحها على القنوات الاخرى او وسائل العرض التكنولوجية المنافسة. يشير الى ان الاعلانات الخيرية الخاصة بالتبرعات وكفالة الايتام ودور الرعاية والمستشفيات تنال حصة كبيرة من الاعلانات اثناء عرض المسلسلات الرمضانية وتصل حصة هذه الاعلانات الى 35% من الحصيلة الاعلانية. عمرو الكحكى رئيس قناة النهار يؤكد أن القنوات التليفزيونية تشترى هذه الأعمال الدرامية من المنتجين وترتبط بذلك قصة العمل «الدراما» ومدى جودتها ومكانة الفنانين وشعبيتهم لأن المعروف أن المسلسلات الجماهيرية الناجحة تساهم فى جذب أعلى نسبة من المشاهدة تساهم فى جذب المعلنين فتحقق إيرادات للقناة التى تعرضها لكن بصفة عامة فإن هذه الإيرادات لا تزيد مساهمتها على 30% من تكلفة حق البث التليفزيونى للمسلسل. يضيف أن الجمهور المشاهد للمسلسلات معظمه من النساء؛ لذا فإن الشركات التجارية التى تفضل الإعلان عن منتجاتها هى شركات المياه الغازية والعصائر ومستحضرات التجميل والملابس الجاهزة وشركات الأجهزة الكهربائية المنزلية والأثاث ومستلزمات الشباب والبنوك. ويضيف هناك بعض نجوم العمل الدرامى الذين بزغت نجوميتهم مؤخرًا، مثل محمد رمضان وغادة عبد الرازق، وهؤلاء أجورهم ارتفعت لأرقام قياسية بسبب طبيعة الأدوار التى يؤدونها فى المسلسلات التى تعالج قضايا اجتماعية حيوية لأنها تحقق أعلى نسبة مشاهدة تليفزيونية خاصة أن هذه المسلسلات تذاع 3 مرات على القناة الواحدة يوميا ًمرتين على القناة والثالثة (بالديجيتال)؛ لذا فإن شركات الدعاية والإعلان تكون أكثر حرصًا على متابعة القنوات الأكثر مشاهدة لجلب الحملات الإعلانية لها. وحول الادعاءات بأن إذاعة مباريات كرة القدم الأوروبية يوم 6 يونية القادم التى يلعب فيها مشاهير الكرة العالمية سوف تسحب البساط من المسلسلات يرى الكحكى أن ذلك غير صحيح؛ لأن مشاهدة هذه المباريات من الشباب والرجال ومعدلات مشترياتهم ضعيفة مقارنة بالنساء. ويقول: إن هناك العديد من المسلسلات التى ذاع صيتها فى أوساط المشاهدين مثل (العهد) الذى أُذيع فى الموسم الرمضانى السابق ومسلسل (الوصايا السبع) فى الموسم قبل الماضى، مشيرًا إلى أن هذه التكلفة للمسلسل تكون سنوية أى على مدار عام كامل يحدد المنتج النفقات التى يخصصها لإنتاجه ويدخل ضمنها شهر رمضان المعروف عنه بموسم الدراما. يضيف المنتج أنور صادق الصباح (منتج مسلسلات) أن ارتفاع التكلفة يكون بسبب أجور الفنانين خاصة الصاعدين الذين تزداد نسب مشاهدة أعمالهم الدرامية، مشيرًا إلى أن المنتج يعتمد بشكل أساسى فى تحصيل النفقات التى يصرفها على تسويق المسلسل خلال البث حصريًا باعتباره البيع الأول ثم الثانى للقنوات التليفزيونية فى مصر ودول الخليج ولبنان ثم تقوم القنوات بجلب الإعلانات لبثها مع إذاعة المسلسل، موضحًا أن الأعمال الدرامية الكبيرة يساهم فيها عدد من المنتجين بنِسَب مشاركة مختلفة، بل قد تشارك فيها القنوات التليفزيونية أو شركات الدعاية والإعلان التى تجلب الإعلانات من خلال مندوبيها لدى الشركات التجارية ونشرها بمصاحبة إذاعة هذه المسلسلات فى القنوات التليفزيونية وجميع وسائل النشر التكنولوجية. أما أشرف خيرى رئيس شعبة الدعاية والإعلان بغرفة الطباعة باتحاد الصناعات فيقول: إن حصة الإعلانات تساهم فقط بنسبة 30% من قيمة تكلفة المسلسل وإن أسعار قدامى النجوم مثل عادل إمام ومحمد هنيدى ومحمود عبد العزيز مرتفعة، وانضم إليهم عدد من النجوم الشبان الذين صعدت نجوميتهم. وأضاف أنه لا بد أن تكون قصة الفيلم قوية مع ملاحظة أن القضايا الاجتماعية هى التى ترفع نسبة المشاهدة بجانب ذلك الإخراج الجيد وأماكن التصوير مثل المسلسلات الوطنية (الطريق إلى إيلات) ومثل هذه المسلسلات تجذب الإعلانات للشركات التجارية مثل شركات المحمول والمنتجات الغذائية للوجبات الجاهزة، بل إن هناك من الشركات التجارية العالمية التى تقبل على المشاركة فى إنتاج مثل هذه المسلسلات مقابل الدعاية لمنتجاتها. يوضح جوهر نبيل - مدير عام شركة »بروميديا« للإعلانات- أن قوة النجوم فى المسلسل وتأثير السيناريو ونسبة المشاهدة للأعمال الدرامية فى القناة لها دور كبير فى جذب الإعلانات، ويضيف أن مندوبى الإعلانات فى الشركات التجارية فى حالة ترقب خلال الأيام الثلاثة الأولى من رمضان لاستطلاع نسبة المشاهدة لكل مسلسل ورد فعل المشاهدين فى الشارع وعلى مستوى البيوت المصرية والنقد الموجه لهذه المسلسلات لاتخاذ قرار الإعلان من عدمه فى وسائل الإعلام المختلفة، مؤكدا أن هناك شركات قد توسع من حملتها الإعلانية عندما تجد أن صفحات الرأى لهذا المسلسل أو فكرته قد توسعت دائرة الحوار حولها. عادل إمام - 04 مليون جنيه عن مسلسل مأمون وشركاه بينما العام الماضى تقاضى 38 مليونا عن مسلسل أستاذ ورئيس قسم محمود عبد العزيز - 25 مليونا عن مسلسل رأس الغول. يحيى الفخرانى - 25 مليون جنيه عن مسلسل الفتنة. محمد رمضان - 25 مليون جنيه عن مسلسل الأسطورة. محمد منير - 22 مليون جنيه عن مسلسل المغنى. غادة عبد الرازق - 22مليون جنيه عن مسلسل الخانكة. مصطفى شعبان - 71مليون جنيه عن مسلسل أبو البنات.