الترفيه مطلوب في سهرات رمضان وعلي مدي العام كله. وتبدو مهمة التليفزيون هي الأهم في ظل الظروف التي تمر بها صناعة السينما، ومع مسرح خاص أغلق أبوابه ومسارح عامة تعيش علي الكفاف، وقصور ثقافة مطفأة الأنوار!! لكن »الترفيه» لا يعني تلك »ألاسكتشيهات» المتردية، التي تعتبر »الكوميديا»، هي التباري في الضرب علي القفا أو تبادل »الإفيهات» البايخة والايحاءات الجنسية التي يتوجهون بها إلي البلهاء!! والترفيه لا يعني مطلقا برامج »النميمة» التي تخوض في الأعراض، والتي تنقل حكايات غرف النوم إلي الشاشة الصغيرة، أو التي تنشر فضائح أشباه الفنانين والفنانات باعتبارها »خبطات إعلامية»، أو فتحا جديدا في عالم التليفزيون!! ليس بعيدا هذا الزمن الذي كان المبدعون عندنا يقدمون لنا أرقي مستوي في الترفيه بأبسط الإمكانيات المتاحة. بجانب المسلسلات الخالدة لأسامة عكاشة ومحفوظ عبدالرحمن ومحسن زايد ويسري الجندي وغيرهم من الكبار الخالدين. كانت البسمة الصافية حاضرة مع نجوم الكوميديا، وكان لدينا برامج استعراضية لا تنسي مثل فوازير نيللي وشريهان وفطوطة، وكان لدينا برامج بديعة للأطفال، وكان وكان وكان!! ما الذي حدث؟ وأين ذهب هذا كله؟ ولماذا وصلنا إلي هذا المستوي الذي غابت فيه المتعة من الدراما التليفزيونية، وغابت فيه البسمة رغم محاولات »الزغزغة»، في مسلسلات وبرامج تدعي أنها كوميدية، وانفتحت فيه الأبواب أمام برامج النميمة والفضائح مدفوعة الثمن!! ما الذي حدث؟!.. لا يمكن أن يكون نهر الإبداع قد جف. لدينا أجيال متعاقبة من المواهب الرائعة في كل المجالات الفنية. لكننا - فيما يبدو- غير قادرين علي استثمار هذه الثروات من المواهب، أو غير راغبين في ذلك»!!».. والنتيجة هذه المباراة بين مسلسلات تنشر البلاهة، وبرامج تنشر الفضائح، بينما المشاهد يبحث عن النجاة فلا يجدها.. حتي الآن.. إلا في »ماسبيرو زمانه»!!