انزلقت العراق في قلب الخلاف الدائر حاليا بين الولاياتالمتحدةوإيران، وذلك بعد التطورات الأخيرة في منطقة الخليج العربي خلال الأيام الماضية مما جعل واشنطن تقوم باستدعاء دبلوماسييها غير الأساسيين في بغداد وأربيل بعد تزايد التهديدات ضدها من ميليشيات عراقية يحركها الحرس الثوري الإيراني. المخاوف الأمريكية تأكدت من خلال زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو إلي بغداد مؤخرا حيث أكدت صحيفة المونيتور الأمريكية علي وجود توقعات لخطر قيام الميليشيات الموالية لإيران بمهاجمة القوات الأمريكية في العراق إذا تورطت واشنطن في صدام عسكري مع طهران وكان هذا الموضوع علي جدول أعمال بومبيو عندما حضر لبغداد لحضور اجتماع مفاجئ مع القيادة العراقية في 8 مايو. وكان معين الكاظمي قائد وحدات التعبئة الشعبية (PMU) له رد فعل عنيف علي زيارة بومبيو المفاجئة لبغداد في مؤتمر صحفي عندما قال: »الأمريكيون في ورطة الآن، خاصة بالنظر إلي أن قواعد القوات الأمريكية معروفة في العراق والمنطقة ويمكن استهدافها بسهولة. وكانت صحيفة الجارديان البريطانية، أعلنت أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، اجتمع في بغداد، مع قادة من ميليشيات الحشد الشعبي وأن تلك الاجتماعات جرت قبل ثلاثة أسابيع، وفيها طالب سليماني من قادة في الحشد الشعبي بالاستعداد للحرب في حال بادرت واشنطن إلي أي عدوان. .وكان مسئولون عسكريون أمريكيون أكدوا الأسبوع الماضي أن أجهزة الاستخبارات رصدت تحركات لأسلحة ولمجموعات موالية لإيران برا وبحرا إلي جانب وجود تعليمات لاستهداف سفارات أو قنصليات أمريكية أو جنود. وبناء علي تلك المعلومات أمرت السفارة الأمريكية في بغداد جميع الموظفين غير الأساسيين بمغادرة العراق علي الفور مع تصاعد التوترات بين واشنطنوإيران. وتتعارض هذه التصريحات مع تصريحات اللواء كريس جيكا، الضابط البريطاني البارز في التحالف المدعوم من الولاياتالمتحدة الذي يقاتل تنظيم داعش والذي أعلن أنه لا يوجد تهديد متزايد من القوات المدعومة من إيران في العراق أو سوريا مؤكداً أن التحالف »يراقب جيداً الميليشيات والجماعات الشيعية التابعة لإيران». وهو ما يتعارض بشكل مباشر مع التأكيدات الأمريكية المستخدمة لتبرير حشد عسكري في المنطقة. تصريحات جيكا لم تعجب القيادة المركزية الأمريكية - التي تغطي منطقة عملياتها منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان - فأرسلت بيانًا دحضت فيه تعليقات جيكا وقالت القيادة المركزية الأمريكية في وقت لاحق إن تصريحات جيكا »تتعارض مع التهديدات الموثوقة التي تم تحديدها» من القوات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن التوبيخ كان صارخًا بشكل خاص لأنه يشير إلي أن جيكا لم يكن علي دراية بحالة التأهب لقواته. في الوقت نفسه زادت التعليقات الملحوظة من المخاوف التي مفادها أن الاستخبارات المختلقة أو المبالغ فيها قد تستخدم من قبل صقور الإدارة بقيادة مستشار الأمن القومي، جون بولتون، لتعزيز قضية الحرب ضد إيران، بطريقة تذكرنا بنفس سيناريو الغزو الأمريكي العراقي. معروف أن الميليشيات الشيعية في العراق مجتمعة والتي تعرف باسم قوات الحشد الشعبي، لديها علاقات متفاوتة القوة مع إيران إلا أنها تخضع لسيطرة الحكومة العراقية. ورغم تصريحات عادل عبد المهدي رئيس الوزراء العراقي التي أكد فيها تلقيه تطمينات من جانب كتائب الحشد الشعبي الموالية لإيران بأنها »لن تستهدف القوات الأمريكية المتمركزة بالعراق والتي تقدر حاليا بحوالي 5000 جندي»، إلا أن مسئولين أمريكيين قالوا إن هناك أدلة واضحة علي أن إيران تعمل علي تعزيز الاستعداد القتالي لقواتها بالوكالة وتهيئتها لمهاجمة القوات الأمريكية في المنطقة.