البداية كانت من الكابتن مصطفي رشاد..رجل علي مشارف عامة ال 45..حياته ككثير من المصريين تدرج في حياته العلمية ليتخرج عام 1993 من مدرسة الصنايع الفنية ال5 سنوات..ويعمل بعدها مراجعاً مالياُ بالجهاز المركزي للتعمير،حياته لم تعرف المفاجآت طوال عمره واتسمت بالاستقرار علي الرغم من معاناته في منطقته منشية ناصر الخليط ما بين الحياة المحفوفة برائحة الموت من كل جانب والخارجين عن القانون الذين توغلوا في منطقته صاَبين لعنتهم علي سكان بالمنطقة بأفعالهم الخارجة علي حد وصفة، حتي بلغ عامه ال 35 وينقلب الوضع وتتحول بوصلته من الروتين الممل إلي الرياضة فجأة بعد ان تعرض لموقف عدواني من احد الخارجين عن القانون، ويقرر حينها الاتجاه لمزاولة رياضة »الكونغ فو» القتالية بحثاً عن الأمان وسط هذه الحياة الخطرة، ولكن ما ان بدأ الممارسة الفعلية استهوي الرياضة، وتدرج بها حتي حصل علي الحزام الأسود محققا بعد ذلك العديد من البطولات، ليس هذا فحسب بل انه قام بالحصول علي دورات في مجال الرياضة، وأًصبح مدربا بمركز شباب مدينة ناصر،ليلتحق بعد ذلك بنقابة المهن الرياضية..وعلي الرغم من تحقيقه لحلمه بانه أصبح متمرسا لرياضة يستطيع ان يحمي بها نفسه..دعاؤه بان يتحقق حلمه بحياة مستقره بعيده عن المخاطر طيف يراود حلمه..متمنيا ان تتحقق المعجزة التي سيستطيع ان ينتقل فيها من هذه المنطقة التي يبغضها إلي المدينة الفاضلة التي يحلم بها، الا ان تحقق ذلك الحلم في عامه ال 45، ويصدر الرئيس السيسي منقذا إياه هو وأهل منطقته من هذا الظلام الذي خيم علي حياتهم إلي النور بعد ان قام بنقلهم إلي مدينة الأسمرات » المدينة المتكاملة» علي حد وصفه، وتتبدل الأوضاع ويبدأ معه فصل جديد ملئ بالانجازات ويستطيع ان ينقذ عشرات من نواة المستقبل ويقودهم إلي تحقيق أكثر من 27 ميدالية ببطولة الجمهورية ويترشح بعضهم إلي الانضمام للمنتخب، علي الرغم من حداثة المنطقة التي بالكاد تبدأ عامها الثاني يبدأ مصطفي حديثة قائلا: بداية كل نجاح بيئة نظيفة حياه مستقرة أدوات مجهزة دعم من الأجهزة المعنية والاهم ايمان بالذات كل هذه العوامل كافية ان تصنع المعجزات أياً كانت الصعوبات والتحديات وهذا ما حدث معنا في الأسمرات. ويصف مدرب الكونغ فو الحياة في منشية ناصر بنبره حزينة معبرا الوضع هناك كارثي والحياة والإقامة كلما ازدادت بنا هناك كانت تنقل بين من سئ إلي أسوء فلا توجد خدمات ونتيجة نقص هذه الخدمات والتي من أبرزها الصرف الصحي مما ادي للجوء الناس لما يسمي »الترانش» أدي إلي تسرب المياه للمنازل وبالتالي انهارت البنية التحتية للمنازل هناك لتكون الخاتمة انهيار لكثير من المنازل ناهيك علي انتشار الإجرام والخارجين عن القانون والذين عاثوا في المنطقة إفساداً بدءا من تجارة المخدرات أضف إلي ذلك عدم وجود مراكز مؤهلة للشباب ومناطق تساهم في بناء الإنسان » ويضيف نتيجة كل هذه العوامل كان من الصعب بل من المستحيل ان تخرج من هذه المناطق أبطال او المواهب لان البطولة لا تصنع من العدم والأطفال تتأثر بكل هذه العوامل وبالعقل لا يمكن ان تصنع من شاب يري أمامه موته يوميا ان يتحول لمحمد صلاح بالتأكيد سيصبح مثل الذي في محيط بيئته الا من رحم ربي. ويوضح أن كل هذا تبدل منذ نقلنا للاسمرات بعد ان تجمع مجموعة لا بأس بها من محترفي الرياضة ممن حالفهم الحظ وأنقذتهم عناية السماء وانتقلوا هنا وذهبوا إلي رئيس الحي الذي ما ان عرضنا عليه الأمر وكشفنا له هويتنا وأخبرناه أننا مستعدون ان نعمل متطوعون علي الرغم من انه أكد لنا بعد ترحيبه ودعمه لمبادرتنا أن مجهودنا لن يضيع سدي وانه بمجرد الانتهاء من مركز الشباب سنحصل علي وظائف ثابتة به ولكن لم يكن هذا هدفنا بل هدفنا ان نصنع ملايين من محمد صلاح قادرين علي صنع المستحيل وتحقيق العالمية. ويشير إلي انه بالتأكيد عانينا الآمرين في البداية خاصة ان مركز الشباب الأسمرات سيتم الانتهاء منه في مطلع شهر يوليو ولكن بالمثابرة والعزيمة استطعنا ان نحقق الانجاز ونحول بوصلة نواة المستقبل من الشباب والأطفال من الضياع إلي الوصول إلي منصات التتويج ويقص رشاد بداية النجاح قائلا ان عددهم في البداية لم يكن يتخطي ال 70 فردا جمعناهم بصعوبة بالغة لان الأهالي هنا لم تكن تفهم ما معني الرياضة وفوائدها وكانوا يصدوننا بل كانوا يظنون أننا نخطف أبناءهم كلما اقتربنا للحديث معهم وكانوا يهاجموننا مما اضطرنا إلي العمل في مجموعات والقيام بحملات توعية وطرق الابواب حتي استطعنا في النهاية بالكاد تجميع هذا العدد» ويختتم مصطفي حديثة قائلا الحمد الله علي نعمه انتقالنا للاسمرات لان كل حاجة هنا فعلا حلوة ودلوقت بعد الميداليات عددنا إللي كان 70 بالعافية بقي 375 وكل يوم في زيادة ومش كده وبس ولادنا بقوا حاجة تانيه وسلوكهم وحياتهم اتغيرت في كل حاجة حتي في الدراسة بقوا بيتنافسوا عشان يتفوقوا وبقينا بنشجعهم علي كده باننا قلنالهم إلي كل شهر هيورينا شهادته في المدرسه وياخد اعلي الدرجات هنهتم بيه اكتر وهنساعده يبقي بطل عالمي باختصار احنا هنا لاقينا نفسنا بجد.